مجلس الكنائس العالمي يدعو لحماية حرية الدين في أرمينيا: "الكنيسة الرسولية الأرمينية تمثل إرثًا روحيًا لا يُمس"    محافظ قنا يعتمد تنسيق القبول بالمدارس الثانوية للعام الدراسي 2026/2025    تنسيق الالتحاق بمدارس التمريض 2025 بالمنيا (الأماكن والأوراق المطلوبة)    سعر التفاح والموز والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الاربعاء 9 يوليو 2025    سعر الذهب اليوم الأربعاء 9 يوليو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    رئيس الوزراء الفلسطيني يأمل في أن تتكلل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالنجاح سريعا    فلسطين.. «الرئاسية العليا»: كنيسة الخضر والمقبرة في بلدة الطيبة ليستا هدفًا للاحتلال    ملخص وأهداف مباراة فلومينينسى ضد تشيلسى فى نصف نهائى كأس العالم للأندية    سلطنة عُمان تستثمر 25 مليون دولار في توطين مشروعات الصناعات الكيميائية والطاقة    ثنائية بيدرو تمنح تشيلسي بطاقة التأهل لنهائي مونديال الأندية    الرمادي: السعيد مثل المحترفين وعمر جابر سيحمل راية الزمالك    وسام أبو علي يغيب عن معسكر الأهلي.. مهيب عبدالهادي يكشف مفاجأة    أيمن الرمادي عن اعتزال شيكابالا: قرار خاطئ    مدرب الزمالك السابق: يجب أن نمنح جون إدوارد الثقة الكاملة    حامد حمدان ينتقل إلى الزمالك مقابل إعارة ثنائي الأبيض ل بتروجت    الفيفا يفتتح مكتبا داخل برج ترامب استعدادا لمونديال 2026    عقب تداول الفيديو.. «الداخلية» تعلن القبض على طفل يقود سيارة في القليوبية    النيابة العامة تذيع مرافعتها فى قضية حادث الطريق الإقليمي (فيديو)    هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025    تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم : موجة شديدة الحرارة والرطوبة 93%    إصابة شخصين في حادث تصادم بطريق الصعيد في المنيا    وفاة سائق قطار داخل كابينة القيادة بمحطة دسوق    بعد 12 سنة.. هل يقدم ناصر القصبي نسخة كوميدية من «فبراير الأسود» بعد خالد صالح؟    ريهام حجاج: «وحشني أوي كوكب الأرض قبل ما يقلب سيرك»    «السياحة» تدرج قبتي «يحيى الشبيه وصفي الدين جوهر» على خريطة المزارات الأثرية    بعد سرقتها لوحاته.. الفنان الفرنسي "سيتي": سأقاضي مها الصغير    غالبًا ما تمر دون ملاحظتها.. 7 أعراض خفية لسرطان المعدة    السعودية.. مجلس الوزراء يوافق على نظام ملكية الأجانب للعقارات في المملكة    ولي العهد السعودي يبحث مع وزير الخارجية الإيراني تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة    رئيس الوزراء يعود إلى القاهرة بعد مشاركته في قمة "بريكس" نيابة عن الرئيس    تنظيم الاتصالات: استمرار الخدمة بعد حريق سنترال رمسيس يؤكد وجود بدائل له    "إنستاباي شغال".. وزير الشئون النيابية يرد على نائب بشأن أزمة الخدمات بعد حريق سنترال رمسيس    مصادر طبية في غزة: مقتل 100 فلسطيني بغارات إسرائيلية منذ فجر الثلاثاء    أرسنال يتحرك لضم صفقة نجم كريستال بالاس    جهاز تعمير مطروح: الانتهاء من تصميمات المنطقة السكنية بشرق مدينة مرسى مطروح    وزيرا الكهرباء وقطاع الأعمال يبحثان التعاون في مجالات تحسين كفاءة الطاقة    معشوق القراء... سور الأزبكية يتصدر المشهد بمعرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية    مينا رزق لإكسترا نيوز: الدعم العربى والأفريقي سببا فى فوزى برئاسة المجلس التنفيذى لمنظمة الفاو    وراءها رسائل متعددة.. الاحتلال يوسّع استهدافه بلبنان ويصفي مسؤولًا بحماس شمالًا    80 شهيدًا منذ الفجر.. قصف إسرائيلي عنيف يضرب غزة وأوامر إخلاء شاملة لخان يونس    مستقبل وطن: القائمة الوطنية الخيار الانتخابي الأفضل لتوحيد القوى السياسية    أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة    مرشحان في اليوم الرابع.. 7مرشحين يتقدمون بأوراقهم لانتخابات مجلس الشيوخ بالأقصر    محافظ الجيزة يعقد اللقاء الأسبوعي لبحث شكاوى المواطنين بعدد من الأحياء    رئيس جامعة بنها يتفقد مستشفى الجراحة: تطوير ب350 مليون جنيه لخدمة مليون مواطن سنويا    تطورات الحالة الصحية للإعلامية بسمة وهبة بعد إجراء عملية جراحية    دينا أبو الخير: الجلوس مع الصالحين سبب للمغفرة    كشف حساب مجلس النواب في دور الانعقاد الخامس.. 186 قانونا أقرها البرلمان في دور الانعقاد الخامس.. إقرار 63 اتفاقية دولية.. 2230 طلب إحاطة باللجان النوعية    رئيس جامعة بنها يتفقد سير العمل والاطمئنان على المرضى بالمستشفى الجامعي    طريقة عمل كيكة الشوكولاتة بأقل التكاليف والنتيجة مبهرة    الخميس.. الأوقاف تنظم 2963 مجلسا دعويا حول آداب دخول المسجد والخروج منه    «الوطنية للانتخابات»: 311 مرشحا لانتخابات الشيوخ على الفردي.. .ولا قوائم حتى اليوم    وزير الكهرباء و"روسآتوم" يتفقدان سير العمل في مشروع المحطة النووية بالضبعة    أمينة الفتوى: «النار عدو لكم فلا تتركوا وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم»    وزارة الأوقاف تخصص 70 مليون جنيه قروضًا حسنة بدون فوائد للعاملين    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    وزير البترول: تنفيذ مشروعات مسح جوي وسيزمي لتحديد الإمكانات التعدينية فى مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا قال عبدالناصر لجنوده فى نهايةحرب الاستنزاف؟

قام جمال عبد الناصر بزيارات متعددة للجبهة فى منطقة القناة، وكانت أول زيارة له فى 5 مارس 1968 قبل سفره الى موسكو فى يوليو، كما حضر تدريب القوات على العبور؛ وذلك على فرع دمياط كمثال لقناة السويس.
وفى حوار لى مع الفريق محمد فوزى - القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية منذ 11 يونيو 1967 - سألته عن هذه الجولات وانطباعات عبد الناصر عنها وعلاقاته بالجنود والضباط، فقال لى: فى البداية كان الرئيس يقصد رفع المعنويات، ثم جاءت الزيارات بعد ذلك فى سنتى 1969، 70؛ وكان المقصود منها ليس رفع المعنويات فقط، وإنما يريد أن يطمئن الجنود أنفسهم، بأن كلمة الثأر وصلتهم منى،وبعد ذلك حولها الرئيس لكلمة التحرير. لقدكان يريد أن يرى الجنود،ويريد أن يكون رد فعل نفسيتهم له هو شخصيا.
وأخيرا.. المهمة الأساسية التى كان يأخذ فيها معه محمد أحمد سكرتير الرئيس الخاص- وفى يده النوتة؛ لحل المشاكل العائلية الشخصية للجنود - هو بنفسه - والعسكرى يقول له على مشاكله ومحمد أحمد يكتب. وعند العودة للقاهرة يكتب، محمد أحمد الخطاب للوزير مباشرة، ويتابعه مع الوزير حتى تحل المشكلة،وأنا شخصيا أمر أبلغ الجندى النتيجة النهائية.
أما شكاوى الجنود التى تخصنى فكنت أنفذها بنفسى؛ مثل واحد يريد إجازة أوافق والريس موجود فى الموقع، أو جندى أخرجه من الجيش بسبب موقف اجتماعى؛ لقد كنت أتجاوب مع الريس فى خدمة الجنود بصفة دائمة.
وذكر الفريق فوزى أن الرئيس كان يقول: تركزوا على مشاكل الجنود، بحيث أن الجندى يكون ذهنه خاليا من ناحية مشاكله، خصوصا أن محمد فوزى لا يعطيهم الإجازات الكافية لزيارة أهاليهم! وكثيرا ما تجدين المنظر وهو واقف والجنود حوله ، وعددهم قليل لأن الموقع ليس به مثلا إلا 60 جنديا، وطبعا لن يحضروا جميعا؛ لأن درجة الاستعداد عالية، وتوقف الفريق فوزى برهة ثم قال: وهو على فكرة رفض طلبى الذى كنت أصر عليه؛ فى أنه يلبس أوفارول (لبس عسكرى)، ولم يتجاوب معى أبدا، وظل ببدلته، وقال لى: أبدا.. أنا لن أغير وضعى!
وعندما سألت الفريق فوزى عن زيارة عبد الناصر الأولى للجبهة، أجاب: كانت فى منطقة الشط شمال السويس مباشرة، لقد كان يريد أن يصل للأمام وأنا لا أريده فى المقدمة.. رئيس جمهورية يصل لهذا الموقع؟! إنه موقع عسكرى، لكنه صمم ووصل، ولكنى لم أدع الباقين كلهم يصحبونه، وحتى يصل الخندق الأول جعلته يسير على قدميه، ولم تدخل السيارة.
إن نظارة الميدان موجودة عند العدو، فإذا ظهرت كتلة بشرية كهذه، وهو يرتدى زيا مدنيا..ملفتا للنظر! وذلك ما لا أريده، وقد جعلت المدة قصيرة على قدر الإمكان، مسك نظارة الميدان ورأى الناحية الأخرى.
وقد حكيت له أنه فى هذه المنطقة أول جندى إسرائيلى مات على شط القناة من ناحية سيناءعلى يد جندى مصرى، وذهب الرئيس إلى موقع الجندى المصرى الأول الذى ضرب الطلقة الأولى فى حرب الاستنزاف.
واستطرد الفريق فوزى قائلا: وفى زيارة ثانية للجبهة لها مناسبة.. كانت الإسماعيلية خالية من السكان بعد عمليات التهجير اتقاء من نيران العدو، وذهبنا إلى هناك فى عام 1969 بعد هجوم الزعفرانة على نقطة الرادار فى سبتمبر،ويومها كان لأول مرة ضرب طيران ومدفعية، وقد كنا فى وسط هذه العملية.
وعند رجوعنا بالعربة ليلا وفى منطقة نائية، قال الرئيس: ما هذا النور؟فإن هناك إظلاما بالأمر!اتضح أنه فكهانى.. تقدم وسلم على، وأدخل يده وسلم على الرئيس عبد الناصر، وقال له: شرفت يا سعادة البيه! قال له اللواء عبد المنعم خليل:سعادة البيه إيه ياحاج؟! ده رئيس الجمهورية!رد: يانهار أبيض.. الدنيا نورت. وأصر الفكهانى أن يأخذ مع الريس صورة؛لم ينزل من العربة، لكن قرب ناحيتهاوأُخذت له الصورة.
وأثناء زيارات عبد الناصر للجبهة كان يتحدث إلى المقاتلين من ضباط وجنود، وكل كلماته هذه منشورة فيما عدا بعضها الذى كان سريا، وقد رأيت فى الذكرى 42 لحرب أكتوبر أن أعرض إحداها، وكانت فى فبراير 1969 أثناء أيام عيد الأضحى، فى الفرقة 21 المدرعة (باقى كلمات الرئيس فى الجبهة غير المنشورة على موقع (www.Nasser.org)..
كل سنة وأنتم طيبين..
أنتم كلكم مدرعات.. الفرقة 21، بقالنا عشرين شهرا بعد العدوان والمعركة اللى احنا خسرناها، اليهود بيشتغلوا من سنين، وكل واحد فيهم.. من الشعب اليهودى عارف هدفه، وعارف عايزين إيه.. هايعملوا إيه السنة دى والسنة اللى جاية والسنة اللى بعدها. وبعدين البلد كله عندهم مجندينه لأن عدده قليل...
بعد عشرين شهرا لازم الحقيقة نكون حفظنا الدروس اللى فاتت طبعا، واحنا فى يونيو سنة 67 مكانش عندنا فرصة لمعركة، لأن نتيجة للمباغتة اللى احنا خدناها بالنسبة للطيران، هم أصبحت عندهم فرصة فى المعركة. ولكن زى هم مابياخدوا باستمرار دروس لازم إحنا ناخد الدروس أكثر؛ لأن هم باستمرار بيهددونا ولهم أطماع فى أرضنا، ولهم أطماع فى الأمة العربية.
النهارده الكلام اللى بنقدر نقوله إن مفيش حل سلمى.. كل الكلام عن الحل السلمى هو كلام لغاية دلوقت، واحنا من أول يوم متصورين إن مفيش حل سلمى، وأنا لما جيت هنا السنة اللى فاتت، ولما جيت فى العيد والقوات اللى قابلتها قلت لهم: إن المعركة - وقلت لكم - إن المعركة جاية، ولكن إمتى هتيجى المعركة؟ لازم نستعد ولازم نجيب المعدات اللى احنا محتاجين لها، ولازم ندرب، ولازم نكون على مستوى عال من المهارة علشان نقدر ندخل المعركة، بدون كده منقدرش ندخل المعركة. النهاردة الحقيقة بالنسبة للقوات المسلحة لازم كل واحد بيحط فى دماغه إن مفيش حاجة اسمها حل سلمى، الكلام اللى بينكتب فى الجرائد عن الحل السلمى واجتماع الدول الكبرى، كل ده لن تكون له أى نتيجة لسبب بسيط؛ مازالت أمريكا تؤيد إسرائيل ولن تقبل أمريكا أى شئ لا ترضى به إسرائيل، وإسرائيل لن ترضى إلا إن احنا نسلم تسليما كاملا، واحنا لا يمكن أن نسلم تسليما كاملا؛ يبقى إذن لازم حندخل المعركة.
بعد 20 شهرا، ومنقدرش نتأخر مدة أطول من كده، يعنى بنقعد عددا من الأشهر لكن منقدرش نقعد كمان سنين؛ لأن علينا واجبا وعندنا أرضا محتلة فلازم حنحارب، لازم حنعبر القنال، لازم حنعدى إلى البر الشرقى، ولازم حنحارب فى سبيل استرداد الأرض المحتلة بتاعتنا، ده قدرنا، وهذا ما كتب علينا وليس أمامنا من شئ فى أن نغير هذا، وأنتم كقوات مسلحة عليكم هذا الواجب، إحنا علينا نجيب لكم المدرعات والدبابات والجرارات والجنزير والطيارات..الى آخر هذا الموضوع، ولكن كل ده لن يؤدى لوحده.. الدبابة مش حتحارب لوحدها!
اليهود كتبوا عن الحرب اللى فاتت.. وكتبوا عن كل حاجة بالتفصيل، وهم يمكن اعتبروا أن هذه الحرب حتكون آخر حرب، وإنهم كسبوها، على هذا الأساس حيقدروا يفرضوا شروطهم علينا إن احنا نستسلم؛ هم كسبوا الحرب لكن إحنا مااستسلمناش. النهارده وضعنا أحسن من السنة اللى فاتت.. يعنى لما جينا فى العيد السنة اللى فاتت كان وضعنا أسوأ من النهارده؛ فنحمد الله إن احنا قدرنا نصمد لغاية دلوقتى.
فاليهود كتبوا الحقيقة عن الحرب اللى فاتت بالتفصيل.. عملية بعملية ومعركة بمعركة، وهذا الكلام - اللى قطعا ضباط قرأوه وأنا قرأت هذا الكلام - اللى باين إن اليهود بيعتنوا بالحاجات الصغيرة؛ بالدبابة والعسكرى والمدفعجى اللى فى الدبابة، وإنهم قالوا: إن المدفعجى بتاع الدبابة بتاعتهم من أول طلقة بيضرب الدبابة، بتاعتنا. قطعا فيه ناس منكم كانوا موجودين فى هذه المعركة وقالوا إن احنا كنا بنضرب طلقات ومابتجيش فى الدبابة، وبهذا الشكل لن نستطيع إن احنا نكسب المعركة، لازم الطلقة تكون بدبابة لأن هو النهارده بيدرب ناسه على أساس إن كل واحد فيهم بيكون على كفاءة عالية من التدريب؛ بحيث من أول طلقة بيضرب الدبابة، ويقول: عندهم قناصة بيجيبوهم فى الأول ويحطوهم علشان يضربولنا الدبابات، فى نفس الوقت قالوا: إنهم فى جبل لبنى لما شافوا عددا من الدبابات جاية لهم - جبل لبنى مصرية - إنهم أصيبوا بذعر، ولكن بعد كده فى ضرب النار هم كانوا ضرب نارهم مؤثر أكثر من ضرب نارنا! إذن العملية الأساسية على الطيران.. يكون عندنا طيران. طبعا اليهود هيكون عندهم طيران، ماحدش هايقدر يخلص على التانى فى هذه العملية، يبقى لازم العملية.. المدفعجى بتاع الدبابة مش العملية تكتيك بس، العملية ضرب نار.. يضرب أول طلقة ياخد بيها الدبابة.. هو اللى بيقدر يكسب المعركة.
العملية الثانية بالنسبة للمدرعات - يعنى برضه باقولها لكم - إن هم يعنى الضابط مبيقفلش عليه البرج، فى المعركة واقف.. تقاليد اليهود الضابط قائد الكتيبة وقائد اللواء واقف فى وسط المعركة، ما بيقفلش عليه برج الدبابة، وهم بيفتخروا.. بيقولوا: دى تقاليدنا، فإذن لازم إحنا أيضا كمدرعات نعمل تقاليد لنا، وعندنا الدبابة ت - 55 أحسن دبابة فى العالم، عندنا الدبابة 54 وعندنا عدد كبير من هذه الدبابات، عندنا غير الدبابات ال 34 عندنا تسعة ألوية، إذن عندنا قوة دبابات، وحنجيب دبابات، بس الدبابة بقى يعنى مهما عملناها متحاربش لوحدها.. لازم الضابط ولازم العسكرى.
ده الحقيقة الواجب علينا.. وحنحارب بعدعدة شهور.. هنحارب وهنعدى القنال، ولازم نحرر بلدنا، لازم من النهارده بنتعب فى التدريب.. نتمرن، ما حدش يزوّر فى ضرب النار، واللى حيزوّر هينضرب فى المعركة، اللى كتيبته تطلع صفر ييجى يقول: إن كتيبتى صفر، عايز ذخيرة تانية واضرب وإلا هاتطلع هناك اليهود هيضربوك! كل واحد.. كل ضابط.. كل قائد كتيبة.. كل قائد لواء يحط فى رأسه إن احنا الحرب جاية بعد كام شهر، ولازم هنعدى القنال؛ يا بنحرر القنال يابنموت.. ما حدش هيرجع تانى غرب القنال أبدا.
الموضوع اللى هو الحقيقة اللى أنا عايز أقوله لكم النهارده، ولا تصدقوش الكلام اللى هيطلع فى الجرائد عن إن فى حل سلمى؛ لأننا من أول يوم - وأهو موجود الفريق فوزى - وأنا قايله إن مفيش حل سلمى.. أوعوا تشتغلوا على حل سلمى، قايله كل ده،إحنا بنقول حل سلمى واحنا بنقول فى الجرائد عايزين حل سلمى، احنا مش عايزين حرب فى سبيل الحرب، ولكن بنقول لغاية ما نستعد.. لغاية ما نجهز نفسنا، لكن اليهود لن يرضوا.. يبقوا عُبط إذا رضوا يسيبوا لنا أراضينا تانى بعد النصر الكبير اللى أخذوه سنة 67! أنا لو مطرحهم مااسيبش الأرض دية وأمشى.. لو أنا مطرحهم ما اسيبهاش، فاتسبها إزاى؟! دى معركة ودخلت فيها وماكنتش أحلم أننى أصل إلى مانع مائى بهذا الشكل.. وصلت، ماكانش يحلم إنه يصل إلى نهر الأردن ووصل، فايسيبها إزاى؟! إلا إذا استسلمت استسلام اللى هو.. عايز إعتراف وعلاقات دبلوماسية وعلاقات تجارية وكل العمليات اللى هم بيقولوها. ولا يمكن الحقيقة إن احنا نقبل هذا الكلام؛ لأن إذ قبلنا هذا الكلام يبقى معناها إن احنا انتهينا إلى الأبد.. ولا واحد بعد كده، ونحل القوات المسلحة.. مافيش لازمة للقوات المسلحة. وأنتم.. حتى لو قبلنا هذا الكلام متقدروش تلبسوا بدلكم دية وتنزلوا تقابلوا الناس، والعسكرى اللى بيروح بلده يعايروه فى بلده ويقولوا يعنى اللى حصل!
بعدين الحقيقة العسكرى اليهودى مهواش العسكرى الشجاع اللى هو متعلم على الهجوم، لكن إذا حد وقف له، وإذا حد هاجمه هو يعنى بنى اَدم.. يعنى فيه كل الخواص البشرية؛ بيموت وبيتعور وبيهرب وبيجرى. وإحنا سنة 48.. وأنا فى سنة 48 كنت فى الحرب وشفته بعساكرى - عساكر فلاحين - وزى العسكرى كان ما بيهجم علينا وما نمشيش،لازم نعمل هجوم مضاد ولازم نخلص عليهم، فى كل مرة كنا بنخلص عليه يطلع يجرى! وهو ده العسكرى اليهودى! هم بيحاولوا النهارده حرب نفسية؛ بيقولوا لنا: إن احنا فى سنة 67 جرينا، إحنا فى سنة 67 ماجريناش.. إحنا صدر لنا أمر انسحاب فى سنة 67؛ يعنى هو ده الموضوع اللى حصل.. يوم 6- تانى يوم - صدر أمر الانسحاب نتيجة تدمير الطيران.
انضربنا فى الانسحاب.. انضربت القوات المسلحة فى الانسحاب، وكان ممكن الانسحاب يكون أحسن من كده، الحقيقة كان ممكن ننسحب بالليل ونقف بالنهار لو إنسحبنا على وقت أكثر، لكن ماواجهناش اليهود وجها لوجه، لكن هم فى المعارك اللى واجهونا فيها وجها لوجه، وبيقولوا إن هم تدريبهم كانوا أحسن وبيهزأوا بينا فى كل الكتب فى الحقيقة، بيهزأوا فى التدريب ويعنى يقولوا: إن دبابات جات علينا، ولكن بيقولوا جم بجرأة وتصدوا لينا ووقفوا فى جبل لبنى بس الدبابة المصرية تضرب المدفع ما بيصبش، الدبابة اليهودية تضرب بتضيع دبابة! وهم قالوا: إنهم أول ما شافوا الدبابات اللى - هيه دبابات 55 - ذعرواواعتبروا إنهم راحوا ، لكن بعد كده قدروا يتغلبوا على قواتنا!
ولهذا علشان يعنى نكسب المعركة بإذن الله، لابد إن احنا نموت نفسنا فى التدريب، ونرفع روح القتال، ونربط بين كل الوحدة.. الضابط والعسكرى، وإزاى الدنيا كلها تقدر تتعاون مع بعض، ونحط فى دماغنا إن احنا مفيش قدامنا مفر إلا إن احنا هنحارب تانى. وأما الاستسلام.. مفيش، اللى مش عايز يحارب يقول إنه مش عايز يحارب؛ يعنى سواء عسكرى أو ضابط أو أى حد، وأنا مستعد أخليه يروّح. لازم الواحد يكون مؤمنا بقضيته.. مؤمنا ومابيفكرش فى حاجة؛ لا فى نفسه ولا فى بيته ولا فى عمره.. العمر ده محدش عارف عمره ده أد إيه.. حد فيكم عارف إمته هيموت؟ يمكن إحنا دلوقت هنا لو جت طيارة وضربتنا قنبلة محدش عارف هيحصل إيه، وشفنا فى الحرب يمكن اللى قعد ورا بتنزل قنبلة هاون.. واللى خايف يطلع قدام يموت، واللى طلع قدام واقتحم مجرالوش حاجة.
عملية العمر ده والكلام ده موضوع إحنا ملناش دعوه بيه، بعدين العمر حتى من ناحية الفلوس اللى عنده أولاد والكلام ده؛ أهو الواحد أما بيموت بيعول همه أولاده .. يمكن الدولة تعمله معاشات بالنسبة لأولاده، بعد كده ما يمكن اللى هيموت.. اللى مكتوب له إنه يموت إذا ما متش فى الحرب هدوسه عربية أو يتزحلق على قشرة موز يقع على نفوخه ويتكسر، يعنى ده موضوع إذا حد يفكر فيه الحقيقة يبقى بيفكر فى عملية خارج قدرته، ويفكر فى بلادنا وفى اسمنا وفى سمعتنا وفى شرفنا، وإذا اليهود إحنا ماضربنهمش هيعدوا القنال، وييجوا هنا يضربونا ويأخذوا أرضنا وأهلنا وكل شئ الحقيقة، ده الموقف اللى احنا لازم نقابله السنة دى.. ولازم نحله السنة دى.. ومنقدرش بعد ما قعدنا عشرين شهرا.. منقدرش نقعد أكثر من كده.
جميع المعدات إحنا هنجيبها.. معدات العبور بالنسبة للقوات الجوية إحنا جلنا طيارات بكميات كبيرة، جاى لنا طيارين، ولن تبدأ المعركة إلا إذا كان عندنا قوة جوية على الأقل تعادل القوة اليهودية. وبالنسبة لقواتنا،إحنا متفوقين عن القوات الإسرائيلية، النهارده إن هوه عنده عدة جبهات على الأقل هيسيب حاجة، دلوقتى سوريا عندها بتزود؛ كان عندها 3 فرق عملوا 5 فرق، دلوقت عندهم قوة طيران كبيرة فيقدروا يحجزوا جزءا كبيرا من اليهود، فإحنا الحقيقة لا نضخم فى حجم عدونا، وفى نفس الوقت لا نقلل فيه، فى نفس الوقت نتدرب ونجهز نفسنا ونقول الحكمة القديمة المعروفة: إذا تعبنا جدا فى التدريب المعركة قدامنا هتكون معركة سهلة، إذا تكاسلنا دلوقتى فهتبقى المعركة معركة صعبة، كل ما نتعب فى التدريب كل ما خسايرنا فى المعركة هتكون خسائر أقل، والنقطة الأساسية إن بلدكم كلها النهارده يحط ثقته فيكم، وبعدين أنتم لكم تار مع إسرائيل علشان تقدروا ترفعوا رأسكم فى البلد، إذا ماخدتوش هذا التار محدش فيكم - ولا احنا ولا أنا يعنى - حنقدر نرفع راسنا فى هذا البلد.
الحقيقة إحنا بندى الأفضلية الأولى للفلوس للقمح وللسلاح؛ دى العملة الصعبة اللى هى غير الحاجات اللى احنا بنجيبها من الإتحاد السوفيتى، الحاجات اللى بنجيبها من الإتحاد السوفيتى مابندفعش فيها فلوس، حنبقى ندفع فيها فلوس بعدين؛ يعنى واخدينها كلها كقروض، اللى مش قادرين نجيبها من الإتحاد السوفيتى بندى الأفضلية للعملة الصعبة للقمح وللقوات المسلحة؛ لأن احنا عارفين إن احنا لا بد هييجى يوم وهندخل فيه المعركة. الحقيقة - كقوات مسلحة - ما حدش بيفكر فى شئ.. محدش.. إلا هذا الموضوع.
بالنسبة بقى لمشاكلكم الخاصة والحاجات دى، يعنى أنا النهارده اتفقت مع الفريق يعمل إدارة للمشاكل الخاصة للضباط والعساكر، وأنا مستعد كل واحد فيكم.. كل واحد فى القوات المسلحة عنده مشكلة خاصة أنا بحلها له، وأنا قادر أن أحل أى مشكلة من هذه المشاكل فى أى ناحية من النواحى، ماحدش فيكم يفكر إلا فى العملية اللى احنا فيها.. وبنعمل فى الجيش وفى الفرق وحتى فى اللواءات والكتائب، إدارات للمشاكل الخاصة بالعساكر اللى عندهم مشاكل؛ اللى أبوه تعبان، اللى عنده مش فاهم إيه؛ كل ده يمكن نحله مفيش حاجة منقدرش منحلهاش كلها، اللى عنده حد عيان نبعت له حد يشوفه.. كل ده ممكن، بالنسبة للضباط اللى عندهم أى مشكلة خاصة.. مشكلة من المشاكل بنقدر نحلها، المهم تبعتولى هذه المشاكل؛ تيجى من الكتائب إلى الألوية إلى الفرق إلى الجيش وبتجينى ، وأنا باعمل عند محمد أحمد .. بيعمل عنده إدارة لحل هذه المشاكل، ويعنى إحنا أى مشكلة فى خلال 15 يوما.. يعنى كل المشاكل اللى تجيلنا فى خلال 15 يوما.. كلها بنكون حليناها، ومحدش يفكر فيكم إلا فى المعركة والاستعداد للمعركة.
وبعدين هنعدى شرق القنال.. محدش هيرجع غرب القنال تانى أبدا.. كل اللى حيروح شرق القنال مفيش رجوع خالص بأى شكل؛ يعنى مفيش انسحاب.. يعنى يانضرب اليهود يابنخلص هناك فى شرق القناة، هو ده حقيقة الموقف اللى هيقابلنا، وهنيجى يوم بعد شهرين ثلاثة هيقوللنا: إن المحادثات اللى بين الدول الرباعية إنتهت. احنا عارفين إنها مش هتجيب نتيجة؛ لأن الأمريكان واخدين الموقف فى جانب إسرائيل، مش حنقدر طبعا نستنى أكثر من كده؛إحنا فى يونيو بقى لنا سنتين وهنبقى دخلنا فى السنة الثالثة، إذن لازم علينا إن احنا فى سنة 69.. لازم نخلص هذا الواجب بإذن الله، والبلد بينتظر من القوات المسلحة كل ده.
بعد مانحرر سيناء إن شاء الله.. اللى عايز أجازة 6 أشهر أبقى أديله أجازة 6 أشهر، ونسرح اللى نسرحه، واللى عايز ياخد أجازة سنة أديله أجازة سنة بس نرجع فى البلد ونبقى رافعين عنينا، رافعين راسنا ...
ولازم الضباط الحقيقة يقرأوا اللى حصل فى الحرب والكتب اللى طلعت فى الحرب، لو الأجزاء الخاصة بالمدرعات - ولو يمكن فيها كلام ضدنا - هم مبالغين طبعا فى الحط من قيمتنا؛ فلانتأثر من هذا الكلام، الواحد بيشوف إيه الكلام المعقول ونستفيد من هذا الكلام، إيه العملية اللى تفيدنا...
الحقيقة إن البلد بيحط على عاتقكم.. أنا لما بقول البلد معنى هذا الحقيقة أولادكم اللى ممكن اللى هم لو ماكسبناش هذه المعركة ماحدش فيهم هيقدر يرفع رأسه ل 100 سنة فى المستقبل، واحنا الحقيقة مسئولين إن احنا نرفع رأس البلد ده بعد اللى اتعمل فينا فى سنة 67.. وربنا يوفقكم جميعا وأشكركم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لمزيد من مقالات د.هدى جمال عبدالناصر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.