من أجل السلام والمحبة والإخاء ومحاربة العنف المتزايد بين البشر في كل بقاع العالم ونحن نعيش ظروفا سياسية وعالمية ملتهبة.. نهدي هذا اللقاء الثقافي الحضاري إلي العالم كله.. انطلاقا من أن الموسيقي لغة عالمية عرفتها الانسانية.هذه الكلمات كانت لرئيسة جمعية أوفاس لأصدقاء الموسيقي عازفة الفلوت ستيفاني البير أثناء افتتاحها المهرجان الثقافي السنوي الذي أقيم في مقر المركز الثقافي بمدينة سيجريه الفرنسية.والذي كان أوركسترا النور والأمل المصري ضيف الشرف فيه هذا العام, حيث تضمن المهرجان عزفا مشتركا بين أعضاء أوركسترا أوفاس من المبصرين وأوركستر النور والأمل من الفتيات الكفيفات, فبدا للجميع وكأنهه حوار للحضارات بين مصر وفرنسا تحت عباءة الموسيقي.. و اشتعلت المنافسة بين الفريقين وارتفع مستوي الأداء بينهما مما ألهب مشاعر الجمهور, وعلي هامش المهرجان أقيم معرض فني للوحات الزيتية للأماكن الأثرية والسياحية في مصر تحت عنوان في حب مصر. وحرصت أيضا جمعية أوفاس علي الاستفادة من زيارة أوركسترا النور والأمل تربويا.. فعقدت حوارا مفتوحا بين الأوركسترا المصري ومجموعة كبيرة من أطفال مدارس سيجريه العاديين ومدارس الأطفال والمراهقين المكفوفين لكي يتعرفوا علي تجربة فتيات تحدين الإعاقة ونجحن في غزو العالم بفنهن, وقد استمر هذا الحوار أكثر من ساعتين في جو ساده الحب والود والصداقة, وقام بالترجمة لفريق النور والأمل المغني الأوبرالي العالمي المصري جورج ونيس المقيم في باريس منذ16 عاما والذي بذل كل جهده لإنجاح زيارة أوركسترا النور والأمل في سيجريه وبالإضافة إلي الجندي المجهول وهو نائب جمعية أوفاس جويل جازنفوا وهو رجل تجاوز الستين من عمره ولم يتقوقع ولم يصب بالاكتئاب المصاحب لسن المعاش, لأنه جعل لنفسه عالما جديدا وعمل في مجالات إنسانية قريبة إلي قلبه وخدمة الآخرين خاصة الذين حرموا من نعمة البصر.. وهو عازف إحدي آلات النفخ النحاسية في أوركسترا أوفاس لأصدقاء الموسيقي وعضو في المكتبة السمعية الموجودة في مدينة سيجريه التي أنشئت منذ حوالي5 سنوات والتي تحرص علي تسجيل سيديهات وفيديوهات للمناهج الدراسية والكتب الثقافية من متطوعين ويتم إرسالها مجانا إلي كل من فقد نعمة البصر. الدموع في عيني.. هذه العبارة ترددت كثيرا بين الجمهور أثناء عزف الفتيات,, كما لم يبخل أهالي سيجريه بالتعبير عن تقديرهم للأوركسترا بمختلف الأساليب, حيث اصطف أعضاء أوفاس وجمهور الحاضرين علي الصفين خارج المسرح أثناء مغادرة الأوركسترا لتوديعهن بالغناء والتصفيق, وهو ما يسمونه بالفرنسية ممر الشرف. آمال فكري نائبة رئيس الجمعية التي ترعي بأمومة بنات أوركسترا النور والأمل أكدت أنهن تربين وتعلمن الموسيقي الأكاديمية عن طريق نسخ النوتة الموسيقية بطريقة برايل وتدربن تحت إشراف د. سمحة الخولي في البداية ثم د.إيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا الحالية التي ساهمت في رفع كفاة الأوركستر بالتعليم والتدريب علي يد أكبر الأساتذة المتخصصين في الكونسرفتوار.