إذا تحدثنا عن الجيل الذهبى للتحكيم المصرى فهو منهم، وإذا تكلمنا عن النزاهة ونظافة اليد فهو أحد رموزها وإذا تكلمنا عن العدالة والمساواة ورفع الظلم عن المظلومين فأعنى محمد حسام رئيس لجنة الحكام الرئيسية الأسبق باتحاد الكرة وآخر أوراق الشجرة الطيبة للتحكيم المصرى الذى رحل عن دنيانا فى هدوء كعادته عندما ابتعد عن التحكيم فى الفترة الأخيرة لعدم رضاه عما تشهده الساحة فى الوقت الحالي. عرفت محمد حسام منذ أن كان حكما، وتوطدت علاقتى به عندما كان يشغل منصب رئيس اللجنة الرئيسية للحكام وكان مثالا يحتذى به فى كل شئ، لم يتقاض مليما واحدا عندما كان فى موقع القيادة ورفض العمل بأجر باللجنة وعمل متطوعا بل كان يصرف من جيبه الخاص على الكثير من الحالات الإنسانية التى تعرض لها الحكام. فى عهده لم يجرؤ احد من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة التدخل فى عمل اللجنة و تعيين الحكام وشراء المباريات و هو ما عرف بالحكام الملاكى لبعض أعضاء المجلس السابقين الذى كان يهيمن على الحكام ويعينهم بل وصل الأمر إلى تصعيد فرق لا تستحق إلى الدورى الممتاز وهبوط فرق بصفارة أو بقرار من هذا العضو والذى كان يحلف فى مناسبات عديدة بعدم تولى محمد حسام رئاسة لجنة الحكام طوال وجوده بمجلس الإدارة، ورغم ذلك عندما انهار التحكيم استعان اتحاد الكرة بمحمد حسام للنهوض بهذا القطاع . واذكر مرة تلقيت مكالمة تليفونية من احمد الصحيفى المشرف على الكرة بالجونة عندما كان يلعب فى دورة الترقى للصعود للممتاز منذ سنوات عديدة واخبرنى باسم الحكم الذى سيدير مباراة مع الالومنيوم بنجع حمادى وأكد أن هذا الحكم جاء ليخسره المباراة وكانت اللجنة تتكتم على أسماء الحكام ولا تعلنها وطلب منى الصحيفى الاتصال بمحمد حسام لتغيير الحكم من اجل رفع الظلم و عندما اتصلت بالكابتن حسام عرف ان هناك من سرب اسم الحكم وتأكد من الواقعة فى ساعات قام بتغيير الحكم وتعيين الحكم الدولى فهيم عمر الذى سافر بعد ساعات من مكالمة حسام له الى الأقصر و أدار المباراة وصعدت الجونة للممتاز لقد خسر التحكيم المصرى رجلا من فصيلة العظماء الذين يندر وجودهم فى الوقت الحالى ويكفى أننا فقدنا فى هذا العام رموزا ستظل فى ذاكرة التاريخ نظرا لما قدموه للتحكيم المصرى وأخص بالذكر صاحب القلب والابتسامة محمود عثمان وفؤاد شفيق ولا نملك إلا إن نقول «إنا لله و إنا إليه راجعون». لمزيد من مقالات عادل أمين