قال الدكتور نبيل العربى إن الامة العربية تشهد حاليا ظروفا ومتغيرات إقليمية ودولية بالغة الصعوبة وتعانى من أشرس الحملات على ثقافتها وتراثها الأثرى والتاريخى، معتبرا أن هناك أيادى خارجية معادية تريد النيل من هذه الأمة وطمس معالمها الحضارية بعد نزع تراث أبنائها وموروثهم الحضارى ومسخ هويتهم وتعويضهم بالبديل الأجنبى. وأشار-فى كلمته التى ألقاها فى افتتاح مهرجان الشباب بالجامعة العربية -الى أن التراث هو روح وهوية الأمة الثقافية، مؤكدا أن حرص الأمانة العامة للجامعة العربية على الحفاظ على التراث العربى ينبع من إيمان راسخ بأن هذا التراث صمام الأمان تجاه تأكيد الهوية العربية، وأنه حجر الأساس فى تأصيل مفهوم الهوية الوطنية وتشكيل ثقافة المجتمع وأشار العربى الى أنه سيتم فى الثامن من الشهر المقبل عقد الاجتماع التنسيقى الثانى لإنشاء لجنة دولية للحفاظ على التراث تتشكل من: جامعة الدول العربية، منظمة اليونسكو، والبرلمان العربى . ومن جهته حذر حلمى النمنم وزير الثقافة من خطورة الصاق تهم العنف والارهاب بالعرب والمسلمين خاصة فى ظل تصاعد الأحداث التى تشهدها العديد من دول العالم والتى تورط فيها للاسف شباب عربى، داعيا الى تكثيف الجهود للحفاظ على تاريخ الامة العربية والاسلامية وحضارتها، مضيفا أن تراثنا ليس فقط بن تيميه، وحاضرنا ليس البغدادى بل هناك العديد من الرموز التى أثرت العالم وثقافته وحضارته وساهمت فى تنوير البشرية. وفى كلمتها أمام المهرجان أكدت الدكتورة مشيرة أبو غالى رئيس مجلس الشباب العربى للتنمية ضرورة الحفاظ على تراث الأمة وثقافتها والتى هى صاحبة الفضل الأكبر على أوروبا ونقل الحضارة اليها، محذرة من المحاولات الرامية لتشويه التاريخ العربى ومسخ حضارته وتغييب عقول الشباب، مؤكدة أن محاربة التطرف الفكرى تتطلب تقويم أساليب العمل وإحياء التراث والحفاظ على التاريخ وتفعيل مشاركة الشباب فى مقاومة مخططات التطرف. واستعرضت أبوغالى جهود المجلس للحفاظ على التراث والعروبة منوهة بمبادرة تراثى اصل عروبتى التى أطلقها المجلس منذ عدة سنوات، كما طالبت الجامعة العربية بوضع مهرجان الشباب أجيال تحفظ تراث الأمة على أجندة المجلس الوزارية التابعة للجامعة وتدوير انعقاده كل عام فى دولة عربية. وبعثت أبو غالى ببرقية تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسى تقديرا لجهوده الرامية لتوحيد الصف العربى ومواجهة المخططات الرامية لضرب الاقتصاد المصرى وزعزعة استقرار البلاد . وشهد افتتاح المهرجان تكريم زعماء النضال العربى وفى مقدمتهم إسم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس ياسر عرفات والشيخ زايد آل نهيان مؤسس ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والملك فيصل بن عبدالعزيز والملك المناضل محمد الخامس والرئيس الجزائرى الأسبق أحمد بن بله وشيخ المناضلين فى ليبيا عمر المختار وسيدة المناضلات جميلة بوحريد والرئيس الشهيد رفيق الحريري. وعبر المهندس عبدالحكيم عبدالناصر بعد أن تسلم درع التكريم من رئيس مجلس الشباب العربى للتنمية المتكاملة عن تقديره لهذه المبادرة بتكريم والده بعد 45 عاما من رحيله مشيرا الى أن مبادئ عبدالناصر جسدت أمانى وشعوب الأمة العربية منذ بداية القرن العشرين المتمثلة فى الاستقلال والحرية السياسية والعدالة الاجتماعية والتى أضاف اليها بعدا انسانيا بعد قيامه بثورة 23 يوليو 1952 موضحا أن المرحلة الراهنة تعكس صدق الرؤية الاستراتيجية للزعيم الراحل خاصة فيما يتعلق ببناء الاقتصاد القوى الذى يوفر فرص العمل والسكن وتذويب الفوارق بين الطبقات سلميا وتكريس حقوق التعليم والصحة والسكن والتأمينات الاجتماعية باعتبارها حقوقا أساسية للمواطن .