أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أنه لن يمكن القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، إلا بعد التوصل لتسوية سياسية فى سوريا، وهو أمر قد يستغرق بعض الوقت. وأوضح أوباما ، على هامش مشاركته فى القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادى «أبيك» فى العاصمة الفلبينية مانيلا، أن زعماء روسيا وإيران والنخبة الحاكمة فى سوريا قد تستغرق عدة أشهر قبل التيقن من أنه لا يمكن وضع حد للحرب الأهلية فى سوريا مادام أن الرئيس بشار الأسد فى السلطة. وفيما يتعلق بالجدل القائم حول مركز الاحتجاز الأمريكى فى جوانتانامو، أشار أوباما إلى أنه بإمكانه إغلاق معتقل جوانتانامو فى كوبا والحفاظ فى نفس الوقت على سلامة المواطنين الأمريكيين ، لكن لم يستبعد أن يواجه معارضة قوية من الكونجرس. واعترف الرئيس الأمريكى بأن هذا المعتقل تحول إلى أداة لتجنيد الإرهابيين لصالح داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية. وفى ظل المخاوف المتصاعدة من هجوم إرهابى جديد لداعش، كشفت المخابرات الأمريكية عن أنها حذرت فى مايو الماضى من أن داعش يستعد لتنفيذ هجوم إرهابى منسق فى أوروبا، وذلك فى أعقاب تفكيك شبكة إرهابية فى بلجيكا فى يناير الماضي. ففى تقرير لم يتم تصنيفه على أنه سري، أشارت المخابرات الأمريكية بوضوح إلى عبد الحميد أباعود الذى يعتبر المحرض الرئيسى لاعتداءات باريس. كما أشار التقرير إلى فرضية أن التنظيم الإرهابى ربما أشاع مقتل أباعود فى أواخر 2014، خلال معارك فى سوريا حتى تخفف السلطات البلجيكية جهودها لملاحقته. وفى الوقت ذاته، رصدت الولاياتالمتحدة جائزة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد على القبض على طارق الجربة المعروف باسم أبو محمد الشمالى الإرهابى البارز فى داعش والمكلف بنقل عناصر إرهابية تم تجنيدها فى أوروبا إلى سوريا. ووفقا للأمم المتحدة، فإن الجربة يبلغ من العمر 35 عاما، وكان عضوا فى تنظيم القاعدة، ووصفته مذكرة الاعتقال الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية بأنه مسئول بارز فى داعش، ويعيش فى شمال سوريا على الحدود مع تركيا. وعلى الصعيد الأمنى الأمريكي، كشفت شرطة نيويورك عن أن تنظيم داعش بث تسجيل فيديو جديدا هدد فيه باستهداف مدينة نيويورك، على غرار ما شهدته باريس الأسبوع الماضي، لكن الشرطة قالت إنه لا توجد أى تهديدات راهنة أو محددة. ومن ناحيتها، أكدت ليزا موناكو كبيرة مستشارى الرئيس الأمريكى باراك أوباما لشئون مكافحة الإرهاب ان المسئولين الأمريكيين متيقظون إزاء أى تهديدات محتملة من قبل داعش. وأضافت موناكو أن الحكومة الأمريكية تجرى مراجعات صارمة على طالبى اللجوء السوريين. وأوضحت أن الحكومة فحصت نحو 20 ألف لاجئ سورى منذ عام 2011، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة استجوبت نحو 7 آلاف شخص ولم تقبل سوى أقل من ألفين. كما دعا بول راند المرشح الجمهورى المحتمل للرئاسة الأمريكية إلى تشديد المراجعات الأمنية على الطلبة والوافدين من فرنسا، وليس مجرد اللاجئين القادمين من سوريا.