فاجأنى وهو غاضب عاتب.. هل يعجبك تلك الحملة الظالمة التى يدشنها نفر قليل من بعض الشباب المارقين على جيشنا وقواتنا المسلحة والتى صاحبت القبض ثم الافراج عن أحد الناشطين والمحسوب على الأجندات الدولية الخبيثة بحق مصر خاصة أن لسانه وكتاباته كانت تقطر سما بحق هذا الوطن وجيشه. أمثال هؤلاء الشباب كانوا ومازالوا أسرى للفوضى وغسيل المخ وحملات تشويه وتفتيت فكرى وذهنى ومازالوا يسيرون فى مصر معصوبى العينين لا يردون مايحاك ويراد ويدبر ونفذ ويجرى من دول الجوار حولنا. ألم تروعهم مشاهد القتل والتفخيخ والقتلى فى مجازر فرنسا الأخيرة وعاد ليؤكد وأنا ألتقيه وهو السياسى المصرى المحترف الأكثر من 50 عاماً كان مشاركاً حتى الأمس فى صنع القرار السياسى المصرى والعربى أيضا وهو العالم والمطلع عن قرب عن تفاصيل مؤامرات وخطط تقسيم دول المنطقة وتمزيق خرائطها أنه لولا القوات المسلحة وجاهزية قادتها ورجالاتها منذ 25 يناير وصولاً إلى ثورة 30 يونيو لكان هذا الوطن مصر فى مصاف الدول الفاشلة بامتياز وعنوان مرحلة التفتيت والتقسيم عن جدارة هكذا خطط ودبر لك، ولكننا ببراعة وفضل قواتنا المسلحة نجونا من هذا المستنقع والسيناريو الكارثى الذى كان ينتظرنا. وتساءل بغضب وحدة على غير المعهود هل بعد كل هذه التضحيات تكال بعض الحملات واللعان الساقط من عديمى الضمائر الوطنية بحق جيشنا مطالباً شخصى بأن أكتب وأرفع الصوت مذكراً الجميع فى مصر أنه لولا هؤلاء العظام الشجعان الذين حملوا أرواحهم على أكفهم لحمايتنا لكنا نماثل السيناريو السورى وربما نقترب من العراقى أو نتفوق على المأساة الليبية قياساً مع الفارق أننا شعب يتجاوز 90 مليونا وهؤلاء دول صغيرة العدد والكثافة السكانية قياساً بمصر وسكانها. ودعته وأنا أتفق معه ومؤمن بكل كلمة وبعبارة نطقها وأفصح عنها عن الجيش المصرى وقواتنا المسلحة وأخذت أتساءل بينى وبين نفسى ماذا كان ينتظرنا من مستقبل أنا وملايين المصريين وأين كان سيحط بنا المصاف والمطاف؟! هل تتخيل كل ذلك. نعم كل هذه السيناريوهات كانت واردة بقوة ومخطط لها بعناية واقتدار لولا القوات المسلحة وعظمة الجيش المصرى الذى بفضله وجهوده الخارقة وبسالة قادته الأوفياء لروح وتراب هذا الوطن تفتح كل يوم الممرات الآمنة لعشرات الملمات التى تضرب هذا الوطن من ارهاب وكوارث طبيعية وأزمات طاحنة فضلا عن السواعد الفنية فى المؤسسة العسكرية التى أقامت ومازالت صروح التنمية العملاقة فى هذا الوطن من مشروع إنشاء قناة السويس إلى شبكة الطرق العملاقة إلى تفريعة القناة وبورسعيد الجديدة وأنفاق سيناء الضخمة التى ستشق الجبال ومياه القناة لبناء وإقامة هذه الانفاق التى كانت ولا تزال حلما تعجز عنه دول ومهرة مهندسون محترفون وجيوش ذات إمكانات هائلة. حتى فى الأمطار وسوء الصرف الصحى الأخيرة فى الاسكندرية والبحيرة استدعيت القوات المسلحة وفرقها الباسلة لانقاذ محافظات الوطن من هذه الكارثة وعندما استفحلت جريمة الارتفاع الجنونى للأسعار لم يجد الرئيس السيسى سوى القوات المسلحة وجهازها الوطنى الخدمى لضبط إيقاع الأسعار وتوفير السلع والمنتجات بأسعار رخيصة، وقبل هذا وذاك معركة الإرهاب فى سيناء وتأمين حدود الوطن فى أخطر ثلاث مناطق الحدود الشرقية والغربية والجنوبية، حيث القوات المسلحة كانت ومازالت اللاعب القوى الراصد لمسارح العمليات على جميع الاتجاهات الاستراتيجية، ولولا فضل قوة وعزيمة تلك القوات المسلحة فى سيناء لكانت الأخيرة اختطفت واقيمت هناك مصانع الارهاب من كل حدب وصوب حيث امتلكت قواتنا هناك ناصية القوة والتخطيط الواعى والفكر الاستراتيجى المتفرد متسلحة بالعقيدة العسكرية المصرية فى مناطق الخطر ناهيك عن التصويب الموجه بحرفية وقدرات فائقة لكسر ظهر الارهاب هناك حيث قضت فى قرابة عام ونصف عام على أكثر من 90% من فرق الارهاب الجوالة ومنصات التفخيخ المزروعة ولا تنس قاطعى الرءوس والأعناق ولولا فضل الضربات وحرفية قوات المهام الصعبة لجيشنا لكان ربع هذا الشعب ضحايا الرأس المقطوعة. وعلينا أن نتأمل أين صارت متوالية العنف فى مصر وحجم الضحايا الذين سقطوا من رجال الجيش والأمن والمدنيين نظير وصولنا إلى هذا المشهد الحالى فى سيناء شديد الكلفة وما تم تسديده من أثمان ودفعه من فواتير حتى نصل إلى هذه اللحظة. سألت العميد صاحب الخلق الرفيع محمد سمير المتحدث العسكرى عن سير العمليات وأين وصلت المرحلة الثانية لعملية حق الشهيد فأبلغنى بثقة متناهية نحن الآن نمسك بكامل التراب والحدود وبكل حبة رمل فى سيناء ونسيطر على كامل الموقف عسكرياً، مؤكدا أن العمليات العسكرية فى مرحلتها الثانية من «حق الشهيد» مستمرة ببراعة حيث قضينا فى المرحلة الأولى على 538 إرهابيا وقبضنا على عدة مئات من الارهابيين وسلمناهم للعدالة والقضاء، مضيفاً لولا الإيمان بالعقيدة العسكرية المصرية والحفاظ على أرواح وحياة أبنائنا من أهالى سيناء لكنا أنهينا المعركة فى سيناء فى لحظات وقد اقتربنا بالفعل من هزيمة هذا السم وهو الارهاب بقوة ولدينا عزيمة واصرار على تأمين كامل لهذا الوطن وضرب وسحق لبعض شراذم الارهاب المتبقية فى سيناء ولن تؤثر فينا عبوة فشنك ناسفة هنا أو هناك ولا تنس أنه بفضل الجيش المصرى خرجت مصر من الانكفاء إلى المبادرة والمبادأة وحافظنا على هذا الوطن سليما معافي. وأنا بدورى أقول أن لكل زمان آية، وآية هذا الزمان جيش مصر حيث نحن مع جيشنا صرنا من المحظوظين فى وطن آمن، ولذا ستظل مصر بجيشها دولة عزيزة تحير أمثال هؤلاء المارقين والمتآمرين والموتورين بمواقفها الراسخة دفاعاً عن حدود وشعب مصر. لمزيد من مقالات أشرف العشري