الامطار التى شهدتها محافظات مصر خلال الفترة الماضية كانت صفعة للمسئولين بالمحليات وبعض الوزارات لتكشف عن كم هائل من الاهمال واللامبالاة والفساد الذى استشرى فى المحافظات وأدى ذلك الى تكبد الدولة لخسائر تقدربملايين الجنيهات الى جانب الخسائر البشرية فى عشرات الضحايا بالبحيرة والاسكندرية. ولم تكن قرية «عفونة» بمحافظة البحيرة هى النموذج الوحيد لما لحق بها من خراب ودمار بل هناك مناطق عديدة لا تقل فى الخسائر والاضرار عن قرية «عفونة» ولكنها لم تحظ بالاهتمام الاعلامى أو الحكومى ولا تزال هذه المناطق منكوبة حتى الآن دون ان يصل اليها احد من المسئولين ومن هذه المناطق قرى مشروع بنجر السكرالتى تقع من الكيلو 75 النوبارية وحتى الساحل الشمالى ومدينة الحمام وتعد سلة غذاء لمحافظات الجمهورية بالكامل. سعداوى حامد محمد نقيب الفلاحين الزراعيين بالاسكندرية يكشف عن الكارثة التى تعرضت لها القرى من قسوة وغضب العوامل الجوية واهمال المسئولين معا ..والنتيجة خسائر فى الثروة الزراعية فيقول : سوف يعرف الجميع أثار كارثة غرق قرى بنجر السكر خلال الفترة القادمة عندما يعانى المواطن من نقص الخضروات والفاكهة وايضا القمح والارتفاع الجنونى لاسعار هذه السلع مشيراً الى أن مشروع بنجر السكر بالاسكندرية يضم (32) قرية وتبلغ مساحته نحو مليون فدان مزروعة بالخضراوات والفاكهة والقمح ولذك فهى تعتبر سلة الغذاء لمحافظات الجمهورية وخلال الاسابيع الماضية تعرضت العديد من القرى للغرق نتيجة هطول الامطار الشديدة مما ترتب عليه غرق المحاصيل الزراعية بعد اجتياح مياه الامطار للاراضى ونحو الف منزل من منازل اهالى القرى وصلت المياه الى الدور العلوى فى معظم هذه المنازل ....وما يدعو للحزن ان محصول الطماطم على وشك الحصاد فضاع مجهود المزارع مع المياه مما لحق بخسائر مالية فادحة بالمزارعين والدولة ايضا. ويضيف نقيب الفلاحين قائلاً : لقد امتد الخراب والدمار بالقرى الى الثروة الحيوانية حيث نفقت مئات الماشية وان هذا الواقع الكارثى الذى يعيشه المواطن ببنجر السكر نتيجة طبيعية لعدم وجود صرف صحى بالقرى كلها وايضا عدم وجود صرف زراعى مغطى وهذا الاهمال يتحالف كل عام مع العوامل الجوية ويعيش المواطن فى مأساة....ولكن هذا العام كان غضب وقسوة العوامل الجوية شديد للغاية مما ادى الى توقف الحياة تماما بقرى بنجر السكر وانه رغم المأساة التى يعيشها المزارع فى قرى «بنجر السكر» لم يحضر احد من السادة المسئولين ولم يسمع عن اشارة لما حدث من كارثة ولم يتحرك احد من موظفى الجمعيات التى تحصل من كل مزارع (60) جنيها سنويا عن كل فدان والناس يتساءلون اين تذهب المبالغ المالية الكبيرة التى يتم تحصيلها من المزراعين ولماذا لم تقدم الجمعيات المساعدات للمزارعيين الذين لحق بهم الخراب والدمار فى اراضيهم ومنازلهم ؟ ويستطرد سعداوى حامد حديثه قائلاً :.امام هذا الصمت من السادة المسئولين حيال ما يعانيه المواطن فى قرى بنجر السكر من مشاكل وصعوبات لم يكن امامنا سوى ان نتعاون نحن المزارعين لحل مشكلة غمر مياه الامطار للاراضى فقمنا باحضار ماكينات لشفط المياه من اجل عودة الحياة للقرى المنكوبة ....وعلى الرغم ان هذا الحل بطئ للغاية فإننا لم نجد سواه لانقاذ قرى البنجر. ويختتم حديثه بصرخة مدوية....انقذوا قرى مشروع بنجر السكر التى تفتقر الى الخدمات والمرافق والحياة الآدمية ....فهو مشروع قومى نطالب بانقاذه من براثن الاهمال الذى يسكنه منذ عشرات السنين. ويبقى السؤال هل يتحرك السادةالمسئولون لاحتواء الأضرار والخسائر التى لحقت بقرى بنجر السكر بالساحل الشمالى ؟