وسط تدابير أمنية مشددة برا وبحرا وجوا ، تنطلق اليوم أعمال قمة العشرين فى مدينة أنطاليا السياحية بجنوب تركيا على مدى يومين بمشاركة زعماء الدول الكبرى لمناقشة التحديات الاقتصادية فى العالم، وسط توقعات بأن تفرض الأزمة السورية نفسها على جدول الأعمال. وذكرت صحيفة «حريت»التركية أمس أن نحو 12 ألف عنصر من قوات الشرطة والدرك سيشاركون فى حماية القمة، فضلا عن اتخاذ خفر السواحل وضع الاستعداد لكل الاحتمالات مدعومة بسفن حربية بالمياه الإقليمية للبلاد لتأمين الضيوف المشاركين، كما سيتم اتخاذ تدابير أخرى من خلال إعلان حظر الطيران على المدينة. كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد قال إن مدينة أنطاليا السياحية ستتحول إلى منطقة أمنية خلال اجتماعات مجموعة العشرين وسيتم اتخاذ كل التدابير الصحية لمواجهة الحالات المحتملة وتخصص فريق طبى واحد على الأقل لكل وفد مشارك إلى جانب تخصيص 68 سيارة و 3 مروحيات إسعاف. و فى إجراء احترازي، شنت قوات الأمن التركية حملة اعتقالات واسعة فى معاقل الإرهابيين قبل موعد انعقاد القمة إذ ألقت القبض على 20 شخصا يشتبه فى انتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابى بعد أن شنت سلسة مداهمات بمدينة أنطاليا وأخرى مشابهة فى اسطنبول وكونيا وأنقرة. ومن أبرز دول العشرين المشاركة فى اجتماع القمة روسيا والولايات المتحدة والصين واليابان وكندا وأستراليا والبرازيل. وأشارت «حريت» إلى أن بنودا سياسية كثيرة على جدول أعمال القمة أبرزها الشأن السورى وتداعيات أزمتها الطاحنة ومكافحة الإرهاب الذى أصبح عاملا مهما بعد أن تعرضت العاصمة الفرنسية باريس إلى هجمات دموية ومناقشة مشكلة اللاجئين والمسائل الاقتصادية والتنمية العالمية والتغير المناخى وقضايا أخري. وفى المقابل ، اعتبرت صحيفة «جمهوريت» المعارضة القمة بمثابة الفرصة الذهبية لإردوغان لإبراز نفسه أمام العالم بعد النجاح اللافت فى الانتخابات المبكرة التى جرت فى الأول من نوفمبر الحالي. وكشفت الصحيفة عن تصاعد مخاوف الرئيس التركى الكبيرة من الانتقادات التى ستوجه له من قبل وسائل الإعلام الأجنبية خلال المؤتمرات الصحفية التى ستنتقد سياسته تجاه ممارساته القمعية والضغوط حول وسائل الإعلام الموالية للداعية الإسلامى فتح الله جولن ولتلك المصنفة بالعلمانية فى مقدمتها صحف «جمهوريت» و»سوزجي» و»حريت» و»إيندلك» التى سيحاول إغلاقها بعد انتهاء أعمال قمة الدول العشرين. وأضافت «جمهوريت» أن أردوغان لن يشاركه أحد فى الضيافة حيث سيؤدى هو دور المضيف الوحيد فى القمة التى ستعقد على هامشها لقاءات خاصة ثنائية مع كل من الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونظيره الروسى فلاديمير بوتين وبقية زعماء العالم، كما سيشارك إردوغان فى اجتماع رؤساء لجان مفوضية الاتحاد الأوروبى التى ستركز مباحثاتها حول الإرهاب وأزمة اللاجئين. وفيما يتعلق بدور أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى فى قمة العشرين، فسيكون محدود النطاق حيث سيقيم حفل استقبال للمشاركين فى أعمال القمة دون عقد أى مباحثات ثنائية ويخطط لأن يغادر مدينة أنطاليا بعد تقديم حفل الاستقبال مباشرة. ختمت جمهوريت تحليلها قائلة: إن توقعات أردوغان كبيرة من اجتماع قمة مجموعة العشرين إلا أنها أكدت أن فوز حزبه العدالة والتنمية وحصوله على 49 ٪ فى الانتخابات التشريعية المبكرة لا يعنى ضمان لشرعيته ومصداقيته. وعقب الهجمات الإرهابية التى شهدتها فرنسا مساء أمس الأول ، قرر الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند إلغاء مشاركته فى قمة العشرين وإرسال وزيرى الخارجية والمالية بدلا منه. وفى غضون ذلك، قال مسئول يابانى إن رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى والرئيس التركى اتفقا على التعاون لمساعدة اللاجئين الفارين من سوريا التى تمزقها الصراعات، كما اتفقا على مواجهة الإرهاب، فضلا عن تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية. وذكرت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية أن آبى تعهد بدعم اللاجئين فى ظل تزايد أعداد النازحين من سوريا على الحدود مع تركيا، بعد أكثر من أربع سنوات من النزاع المسلح هناك، وذلك أثناء اجتماعه مع إردوغان فى إسطنبول. كما اتفق أبى وأردوغان على حاجة اليابانوتركيا والاقتصادات الرئيسية الأخرى فى مجموعة العشرين على إرسال رسالة قوية بشأن قضايا اللاجئين والإرهاب فى القمة.