لدينا عدد من المهرجانات أكثر من الأفلام التي نقوم بإنتاجها وبالتالي لدينا ميزانيات ضخمة مخصصة لاحتفاليات. ومن دواعي الاحتفاليات اصدار مطبوعات من بينها كتالوجات للأنشطة أو كتبا للتكريم. هذه المطبوعات هي الاكثر بقاء من الفاعليات نفسها.. والمطبوعات التي يصدرها أي مهرجان قبل15 عاما باقية لدي السينمائيين حتي الآن بينما المهرجان ابتعد كثيرا. هناك مهرجانات تهتم بإصدار المطبوعات في المقام الأول وعلي رأسها مهرجان القاهرة السينمائي والمهرجان القومي للافلام الروائية ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية. وقد كانت هناك فترة ازدهار ملحوظة للاصدارات ولعل أهمها الفترة التي تولي فيها الناقد أحمد رأفت بهجت إدارة المطبوعات في مهرجان القاهرة السينمائي وقدم فيها كتابا ضخما عن مصر في السينما العالمية. وفي السنوات الأخيرة لوحظ تراجع أهمية المطبوعات من حيث أهمية من يؤلفون الكتب أو المادة المكتوبة. لدرجة ان بعض المهرجانات تحول إلي فقاعة صابون. وقد حدث ذلك بشكل واضح في دورة عام2014 لمهرجان القاهرة السينمائي حيث كان عدد الكتب كبيرا لكن الكتب نفسها أقرب إلي ما يسمي لكناسة المهرجان هذه الكناسة بدت واضحة أيضا في الدورات الأخيرة لمهرجان الاسكندرية والأفلام الروائية.. ومن يود التأكد فليتصفح الكتب التكريمية التي صدرت العام الماضي من المهرجان القومي للافلام الروائية ومنها كتاب عن السيد بدير وكتاب عن الراحلة معالي زايد.. لا نريد النبش في ماضي المطبوعات لكننا نؤكد أن هذا المصطلح انطبق هذا العام علي أغلب المطبوعات للمهرجان القومي للسينما. والمقصود بالتكريم هو أصدار مطبوعة تليق بتاريخ الفنان الذي يتم تكريمه.. أي أنه يجب عدم الالتزام بعدد ما من صفحات الكتاب مثلما حدث في أخر دورتين للمهرجان حيث تم تحديد عدد محدود من الصفحات لكل كتاب تكريم. أما من الناحية الأخري فإن ما قام به نقاد محترفون هذا العام يجعلنا نتساءل بكل صدق لماذا هذه الكناسة أولا مصطلح الكناسة ينطبق علي ما جاء فيه كتب المكرمين في هذه المهرجانات.. فهناك بعض النقاد ممن يقومون بعمل كتب التكريم يكتفون باجراء مقابلة صحفية مع الفنان المكرم ثم يستحضرون مقالتهم القديمة التي كتبوها وشارك فيها الممثل المكرم ثم يعيدون نشرها دون أي اضافات أو تعديل فيصبح كأنه( لملمة) قصاصات دكانه أيا كان المهم أن يكون اسم الفنان مذكورا في المقال متناسيا الناقد أن إعداد الكتب يحتاج إلي صياغة ورؤي مختلفة ومن ناحية أخري يتم استكمال بقية صفحات الكتاب بالصور والقوائم الفيلمية.. وهذا ما يعني أن كناسة المهرجان تتضمن كلا من السمك واللبن والتمر هندي. والغريب أيضا أن أحد النقاد في كتابة عن الفنانة ليلي علوي أعاد نشر عشر مقالات قديمة تم نشرها أثناء عرض الأفلام.. أي ان المادة جاهزة ومن السهل لأي ناقد عمل مثل هذه الكتب التجميعية في أي مناسبة وبكل سهولة. أما الكارثة الكناسية فتتمثل في كتاب عن السينارست مصطفي محرم الذي أقترب تاريخه في عالم السينما من النصف قرن فإذا بالمهرجان يصدر كتابا عن مجموعة من القوائم الرقمية المليئة بالأخطاء وقوائم أفلام الكاتب حيث تدخلت أفلام تليفزيونية مع السهرات وأفلام السينما.. فنحن لا نعرف ان هناك فيلما أخرجه أحمد يحيي عام1975 بعنوان( ليلة وذكريات) أو ان هناك فيلما سينمائيا بعنوان( أغنية الحنان والموت). ويكفي ان نقول ان قوائم الاعمال وصفحات الصور والجداول استغرقت الكتاب كله وربما لأن مؤلف الكتاب ليس لديه رصيد نقدي في الصحف عن الأفلام ولو كان لديه لفعل كلها( لمامة).