الرادار هو البطل الآن الذي يتصدر موقف البحث عن الملكة المفقودة نفرتيتي في قلب جبال وادي الملوك, وملحق الجمعة يسأل العلماء إلي أي مدي يمكن أن يحقق الرادار معجزةالتوصل إلي مقبرة الجميلة نفرتيتي الذي يري العالم الانجليزي ريفز أنها مدفونة خلف جدار مقبرة الملك توت عنخ آمون؟ ويسأل أيضا د. زاهي حواس عالم الآثار الشهير عن تجربته مع الرادار خلال سنوات أبحاثه عن الآثار في قلب جبال الأقصر. ................................................................. الدكتور عباس محمد عباس أستاذ الجيوفيزياء التطبيقية بالمعهد القومي للبحوث والخبير العالمي في استخدامات الرادار يقول: التقنيات الحديثة في الاستكشاف الأثري لها العديد من النجاحات وأيضا المحددات التي يجب أن نحذرها, من هذه التقنيات ما يسمي بالرادار الأرضي, وهو عبارة عن موجات كهرومغناطيسية ذات ترددات عالية تخترق قشرة الأرض إلي أعماق محددة وعندما ترتد إلي سطح الأرض مرة أخري فإنها تعود محملة بمعلومات مما مرت به خلال رحلتها ذهابا وإيابا, بتحليل الموجات المستقبلة حسابيا وجيولوجيا يمكننا تحديد التراكيب التحت سطحية في نقاط القياسات الرادارية. التي تحدد بدورها أي تواجد لتكهفات أو فراغات أو تغيرات بينية في خصائص الصخور. والمعروف أن مدي هذه الموجات يمكن أن تصل إلي عشرة أمتار داخل جدار المقبرة. وقد تم الاستعانة بتقنيات الرادار الأرضي في مختلف أنحاء المعمورة في مجالات الاستكشاف الأثري وقد أثبتت نجاحات عديدة ولكنها للأسف الشديد مازالت محدودة الاستخدام في مصر, أول من بدأ يأخذ علي عاتق محاولات إستغلال التطبيقات الجيوفيزيقية والرادارية كان الدكتور زاهي حواس خلال رئاسته للمجلس الأعلي للآثار( قبل إنشاء وزارة الآثار), قد يكون لدي بعض الأثريين رأيا سلبيا في النتائج ولكن يعود هذا لإسلوب تطبيق التقنية وليس التقنية ذاتها. فللأسف تجارب إستغلال الرادار الأرضي في المواقع الأثرية لم يتم إلا من خلال بعض الغير متخصصين أو بعض البعثات الأجنبية للتنقيب التي قد تتحايل علي النتائج لأجل أهداف غير أثرية. أما نفرتيتي التي يزعمون أنها قد تكون في غرفة خلفية مخبأة خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون, فتقنية الرادار لها القدرة علي التحقق من هذه الفرضية, ولكن كما ذكرنا سابقا التقنية لها نجاحاتها ومحدداتها, لذلك يجب أن تتم الدراسات بأيدي باحثين نثق في خبراتهم وتوجهاتهم, ونحن في مصر لدينا الكوادر العلمية والبحثية والأجهزة التي بامكانها حسم هذا الجدل. فهناك أسئلة حائرة تحتاج إلي إجابات موثقة, وفي حالة نفي أو إثبات تواجد مقبرة نفرتيتي فالبداية المؤكدة تبدأ بدراسة الظروف الصخرية والتراكيب الجيولوجية لمقبرة توت عنخ آمون, هذه المعلومات المبدئية التي سنحتاجها لتقدير هل إستخدام الرادار الأرضي مناسب لإجلاء ما خلف الجدران التي تحتوي مقبرة الملكة الجميلة, ومن ثم يكون تقرير هل نستخدم هذه التقنية أم يجب التفكير في وسائل علمية أخري, ولكن بكل تأكيد إذا كانت الظروف مواتية لاستخدام الرادار الأرضي فسيكون بمقدورنا الاجابة بكل وضوح وبساطة هل نفرتيتي ترقد بسلام خلف الجدران أم لا؟, والجميل أن تقنية الرادار تعطي كل هذه النتائج دون ثمة تدمير لأي جزء من مقبرة توت, حيث من السهل تحديد الفراغات خلف الجدران من خلال قراءة القطاعات الرادارية. نداء لوزير الآثار أماد. زاهي حواس كان له رأي آخر.. يقول إن الشئ الايجابي في ادعاءات العالم الانجليزي حول نفرتيتي هو أن الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار نجح في استغلال هذا الحدث للترويج للسياحة.. ولكن الفكرة لاتستند إلي أي أدلة علمية لأسباب منها أن المخربشات الموجودة علي سطح جدران المقبرة لايمكن أن تدل علي دخول مقبرة داخل مقبرة, حيث انها من صنع الفنانين الذين ينقشون المناظر علي جدران المقابر.. كما أن كارتر مكتشف المقبرة ظل عشرة سنوات يعمل بداخلها ولو كان هناك حجرات مخفية كان قد اكتشفها.. إذ أنه قام بعمل خمسة فتحات أخري في جدران المقبرة.. وأيضا لايمكن أن يسمح كهنة آمون في ذلك الزمن بأن ندفن نفرتيتي زوجة اخناتون في وادي الملوك, وكذلك إذا كانت المقبرة تخص نفرتيتي فإنه لايمكن أن يدفن فيها توت عنخ آمون لأنها ليست أمه.. كما أن العالم الانجليزي يري أن الخرم الموجود في أذن القناع الذهبي يخص نفرتيتي لأن خرم الأذن يخص الملكات فقط.. وهذا ليس حقيقي حيث أن الرجال والنساء من الأسرة المالكة كانوا يخرمون آذانهم.. وعن إتجاه المقبرة إلي الزاوية اليسري مثل أهرامات الملكان التي تتجه إلي الزاوية اليسري.. فإن هذا خطأ أيضا, لأن المقبرة46,21 تتجه إلي اليسار. ويضيف د. حواس: إني أتحدي أن يرشدنا أي أحد عن كشف واحد علي مستوي العالم تم عن طريق الرادار! ويثير د. حواس تخوفات حول العالم الانجليزي ريفز الذي يطالب باستخدام جهاز رادار ياباني إذ أنه يعمل مع الشركة المصنعة لهذا الرادار بالذات والخوف أن يحلل القراءات لصالح هذا الجهاز.. كما أن لنا تجربة سابقة مع هذا العالم الانجليزي عندما أعلن عن كشف المقبرة63 في وادي الملوك سنة2004 عن طريق نفس الرادار الياباني وثبت أن هذا الكلام غير حقيقي وتم تكذيبه.. ولذلك يجب أن نكون حريصين في التعامل معه لشبهة ارتباطه بالشركة المصنعة لهذا الرادار! ولذلك أنا بأطرح والحديث ل د. حواس اقتراح أمام د. الدماطي وزير الآثار بأن نجمع علماء الآثار الأجانب المهتمين بالأسرة18 وكذلك الذين يعملون في وادي الملوك لكي يقولوا كلمتهم.. وحتي نغلق ملف الرادار فإن ذلك يمكن تطبيقه فورا ودون انتظار لشهر نوفمبر حيث تتوفر في مصر الآن عديد من أجهزة وخبراء الرادار, وذلك دون انتظار لرادار ريفز الذي يسعي للاعلان عنه من خلال آثارنا.. دون مقابل