عزيزي القارئ انت مدعو معي اليوم في جولة سريعة داخل مملكة تايلاند لنتعرف سوياً مفهوم التحضر المواكب مع الحفاظ علي الحضارة والتاريخ؛ اهلا بك في مملكة الحضارة والتحضر...تايلاند. مملكة تايلاند الساحرة ذات الألف لون ولون عاشقة الحياة والحرية فأسمها يعني "أرض الحرية" وهي للحرية مكان...من اللحظة الأولي ستري بوضوح أن تايلاند أرض تعشق ضيوفها وتغمرهم بالاهتمام والحب؛ فلا مكان للإحساس بالغربة وسط شعب مضياف ودود يستقبل الزائرين بابتسامة دافئة وكرم وبساطة تجعلك شغوفاً بزيارة كل مكان من أرجاء المملكة لتتعرف أكثر علي هذه البلد الجميلة الراقية التي تجمع تحت سماءها التناغم بين الحياة المعاصرة والمحافظة علي الوجه الحضاري القديم .
تايلاند مملكة دستورية تقع في جنوب شرق آسيا تتمتع بطبيعة غنية بتضاريسها المتنوعة التي تنقسم لأربع أقاليم؛ جبال خضراء وغابات "ويرجع ذلك لكثرة الأمطار"، وشواطئ رملية بيضاء مطلة علي جزر استوائية، وسهول الأرز المتنوعة التي تغطي وسط البلاد وتجعل منها منذ عام 1960 واحدة من أهم دول العالم المصدرة للأرز الفاخر، وصلا إلي الهضاب الخصبة الملونة بالشمال الشرقي، الطبيعة كلها رائعة لامعة تشبع العين بما لا يخطر ببال فالأمطار جعلت كل شيء له لون ثابت صادق لا يتغير بعد ما حولها العقل التايلاندي الواعي واحداً من أهم المصادر للزراعة. يبلغ عدد سكان المملكة حوالي 66 مليون نسمة مما يضعها في المرتبة العشرين عالميا بالنسبة للنمو السكاني، 94.6% من الشعب التايلاندي يعتنق الديانة البوذية بينما يعتنق 4.6% الديانة الإسلامية و 0.7% الديانة المسيحية. يتميز الشعب التايلاندي بالطيبة والهدوء والتعاون والنظام في كل شيء، قلما ما تجد في الطرقات أو في الأحياء البسيطة متسولا أو متشردا، فقبل أن يتسلل ضوء النهار يخرج الجميع للعمل رجل و أمرآة مهما كان العمل كبيرا أو صغيرا الكل يعمل بحب وإتقان، فتجد عاملة النظافة تغني وسائق السيارة يرشدك بكل حب علي أفضل أماكن التسوق والسياحة. كما تتميز تايلاند بمستوي عال من معرفة القراءة والكتابة، فعلي حد قول أحد الرجال البسطاء هناك " لا أحد هنا لا يعرف القراءة والكتابة وكيفية التحاور مع الناس، حيث يكفل الدستور التايلاندي هنا لكل طفل التعليم المجاني لمدة اثنتي عشر عاماً وهذا النظام يتيح معرفة أساسيات التعامل لكل من يريد أن يخرج للحياة العملية، كما تشجع الحكومة أيضا لكل من يريد الاستمرار في الدراسة وتقدم له المساعدات من خلال وزارة التربية والتعليم وإدارة التعليم العالي ."
أن كان هناك اهتمام بالتعليم والعمل فلا عجب أن تصبح مملكة تايلاند واحدة من أسرع اقتصاديات آسيا نموا اليوم لتتصدر بذلك المرتبة 24 بالنسبة للاقتصاد العالمي وتصنف الثانية علي مستوي جنوب شرق آسيا بعد اندونيسيا، فبالرغم من تعرض البلاد إلي أزمة اقتصادية حادة عام 1988ادت إلي هبوط البات التايلاندي بنسبة 56 نقطة مما دفع الحكومة لتعويم العملة وقتها، إلا أن المملكة استطاعت بفضل تكاتف المواطنين والحكومة لزيادة الإنتاج والتصدير للخارج مما أدي إلي وصول النمو الاقتصادي إلي اسمي معدلاته عام 2010، و ها هو إلي الأن في طريقة للصعود كل يوم بفضل العمل والحب. أما بالنسبة للسياحة فتعتمد الدولة علي السياحة التايلاندية بشكل كبير فقد ساهم القطاع السياحي في الناتج المحلي عام 2007 بنسبة 6,7% . فلكل زائر نصيب من المتع التايلاندية المتعددة مهما اختلفت الطباع والعادات والرغبات ستأخذك تايلاند إلي ما تريد فهي مزيج مذهل من غرائب العادات والتقاليد والثقافات القديمة والتطور الحديث والمناظر الطبيعية الخلابة والمعابد المهيبة المفعمة بالروحانيات؛ فإذا كنت تبحث عن المرح وتعشق المغامرة والاستعراضات الشعبية الراقصة و رحالات السفاري التي تضم فصائل مختلفة من أجمل الحيوانات فعليك بالعاصمة بانكوك أو مدينة الملائكة .هي واحدة من أكثر مدن جنوب شرق آسيا حداثة وعصرية، من الوهلة الأولي تبدو وكأنها مدينة تضج بالحياة العصرية المتجددة بينما أنك لو تعمقت النظر أكثر ستجد وسط كل هذا التطور والحداثة مملكة ثرية بالمعابد والقصور القديمة الساحرة كامنة بين ناطحات السحاب ومراكز التسوق حيث تضم بانكوك مالا يقل عن 500 معبد من بين 3200 معبد في أنحاء المملكة. ومن بين الأماكن الأثرية البديعة وأكثرها شهرة القصر الكبير ومعبد ايميرالد بوذا و معبد وات ارون فيشكلان أعجوبة من عجائب الفن والتصميم . وللمتاحف أيضا سحراها الخاص لما تضمه من محتويات أثرية ثمينة كمتحف فيمانميك و المتحف الوطني . كما تضم العاصمة أيضا السوق العائم وهو أحد أهم الأسواق العالمية هذا إلي جانب العديد من المتنزهات الترفيهية والأسواق وحدائق الحيوان المفتوحة التي ستجعلك تعيش داخل عالم الحيوان الشيق. أما إذا كنت من الباحثين عن الهدوء والمناظر الطبيعية الخلابة والمرح علي الشواطئ الرملية والتعرف علي عالم البحار وركوب الموج ورحلات السفاري وتسلق الجبال فعليك بالجزيرة الاستوائية الغناء التي عجز تسونامي بكل جبروته عن كسر صخب الحياة فيها أنها بوكيت الساحرة التي ستأخذك إلي عالم البحار الاستوائي متعدد الأشكال والألوان لتتنقل بين جزره الصغيرة كجزيرة جيمس بوند وجزيرة ساموي وجزيرة باناك الجبلية ذات الكهوف المختبئة بين الممرات الضيقة.
وبين الحياة المتقدمة والحضارة بكل ما تحمل من قيمة تاريخية ومعاني قيمة ستجد نفسك أمام حياة شعب أستطاع أن يدرك معني العلم والتقدم في ظل الحفاظ علي حضارة البلاد القديمة... إنها تايلاند مملكة الحضارة والتحضر. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل