يتمتع الأستاذ محمد حسنين هيكل بشعبية تفوق الوصف فى لبنان على وجه التحديد، خصوصا من الأجيال التى عاصرت كتاباته الصحفية والآن تتابع حوارته التليفزيونية، ويتذكر إلى الآن الشعب اللبنانى بشغف مقاله الشهير بصراحة والذى كان ينشره فى الأهرام صباح كل جمعة بل ويستدعى البعض عبارات من المقال كما لو كانت نشرت بالأمس. تسمع اسمه فى كل مناسبة من الكتاب والمثقفين والمواطن العادى فى الشمال والجنوب والجبل وبيروت . ووصف نبيه برى رئيس مجلس النواب اللبنانى الأستاذ محمد حسنين هيكل بأنه أعظم صحفى فى العالم .. حيث قال لى خلال لقائى به قبل أيام فى مكتبه بقصر عين التينة فى بيروت إن الأستاذ هيكل هو أهم وأعظم صحفى ليس فى مصر والوطن العربى ولكن فى العالم ، وما صنعه من إنجازات فى مهنة الصحافة والكتابة لم يصل إليه كاتب أو صحفى فضلا عن قراءاته للمشهد السياسى العالمى وعلاقاته مع الرؤساء والملوك والساسيين. هذه الشهادة عندما تأتى من شخصية فى وزن وقيمة نبيه برى فهى لها مكانة خاصة يجب أن نعتز بها فى مصر وفى الوطن العربى . نبيه برى يتقاسم مع الأستاذ هيكل لقب الأستاذ، فهو فى لبنان بجانب جملة من الألقاب التى تطلق عليه ينفرد بلقب الأستاذ،حيث يحلو لكل أنصاره فى حركة أمل التى يتزعمها بتسميته بالأستاذ ولا غرابة فى ذلك كونه مهندس السياسية فى لبنان وصاحب المبادرات التى تضع حدا للإزمات قبل أن تشتعل وتلتزم بها جميع الطوائف اللبنانية . وكل من يتابع إدارته لحركة أمل التى يتزعمها منذ اختفاء الأمام موسى الصدر قبل 36 عاما فى ظروف غامضة بعد زيارة إلى لبيبا ومرافقيه يدرك كيف تعامل برى مع أصعب المواقف والمواجهات؟ والآن يخوض تحديا جديدا فى منح الفرصة لجيل الشباب فى تصدر المواقع القيادية بالحركة وتغييرا فى لغة الخطاب بما يحقق الانفتاح الكامل على جميع الطوائف وهو أمر يترك أثرا إيجابيا فى المشهد اللبنانى الملتبس. ويشغل برى منصب رئيس مجلس النواب اللبنانى منذ عام 1992 كما تم انتخابهتتالشهر الماضى بالإجماع رئيسا للاتحاد البرلمانى العربى للمرة الثانية. لمزيد من مقالات ماهر مقلد