كان الفضيل بين عياض إذا استنصحه أحد الناس، نصحه بأن يجعل رأس ماله الرضا عن الله، وقد زاره بشر بن الحارث المشهور بالحافى، فلما جلس إليه، قال له: «يابشر، الرضا عن الله أكبر من الزهد فى الدنيا» قال له بشر: كيف ذلك؟ قال: يكون العطاء والمنع فى قلبك بمنزلة واحدة، وهو أساس الزهد كله. وسأله رجل فقال: «ياأبا على، علمنى الرضا «قال له الفضيل:» يا ابن أخى ارض عن الله يهب لك الرضا .. «ومات لهارون الرشيد ولد فكتب إليه الفضيل:» أما بعد يا أمير المؤمنين، ان استطعت أن يكون شكرك، حيث أخذه منك، أفضل من شكرك له حين وهبه الله فافعل.. يا أمير المؤمنين إنه جل ثناؤه، لما وهبه لك أخذ هبته، ولو بقى لم تسلم من فتنته، أرأيت جزعك عليه، وتلهفك على فراقه..؟ أرضيت الدنيا لنفسك فسترضاها لابنك؟ أما هو فقد خلص من الكدر وبقيت أنت فى الخطر» وهكذا فان مشاعر الرضا هذه تورث قدرا كبيرا من طمأنينة القلب وسكينة النفس، واستسلاما لحكم الله والرضا بقضائه وثقة تامة بلطفه ورحمته. إبراهيم عبدالموجود الدقى جيزة