فى إجراء مفاجئ، وبعد اجتماع لمجلس الأمن القومى الروسى عقده أمس فى موسكو، طالب الرئيس الروسى باعطاء اكبر قدر من الاهتمام لقضايا الأمن فى هذا المجال، فيما وافق على توصية الكسندر بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن الفيدرالى حول جدوى وقف الرحلات الجوية الى مصر. وكان بورتنيكوف أشار أن اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب تعمل على صياغة الاجراءات الإضافية اللازمة فى مجال الأمن والسلامة الجوية. وقال المسئول الأمنى الروسى إنه: "يكون من المجدى وقف الرحلات الجوية إلى مصر ولا سيما فى مجال السياحة الى حين استيضاح الأسباب الحقيقية للحادث". وأضاف رئيس جهاز الامن الفيدرالى أن روسيا تطالب بمعلومات مؤكدة حول اسباب كارثة الطائرة الروسية فوق سيناء وبكل الدقة والاستمرار فى استقصاء الأسباب إلى المدى الذى تتطلبه هذه العملية. ومن جانبه، قال دميترى بيسكوف الناطق الرسمى باسم الكرملين أن الرئيس بوتين اصدر تكليفاته للحكومة الروسية بإعداد الآلية اللازمة لتنفيذ توصية الأجهزة الأمنية وتأمين عودة المواطنين الروس إلى مصر. وأضاف أن تعليق الرحلات الجوية الروسية إلى مصر لا يعنى أن تحطم الطائرة الروسية ناجم عن عمل إرهابي. وتابع ان بوتن طالب بتوخى الحذر وعدم تعجل اصدار الاحكام حتى الانتهاء تماما من التحقيقات وضرورة التعامل مع السلطات المصرية التى اعترف كل المسئولين الروس بحسن تعاونها. يأتى ذلك فى الوقت الذى استمر فيه التناقض الشديد فى التصريحات والمعلومات البريطانية والأمريكية حول وجود معلومات مؤكدة عن أن قنبلة وراء حادث سقوط الطائرة الروسية السبت الماضي، حيث زعمت واشنطن ولندن رصد اتصالات بين إرهابيين تفيد بحمل قنبلة على الطائرة المنكوبة، غير أنهما فشلا فى الكشف عن مصدر موثوق لهذه المعلومات، واعترفتا بأن هذه الاحتمالية غير مؤكدة بعد. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون يعتقدان بأن قنبلة على الأرجح هى التى أسقطت طائرة الركاب الروسية. وقالت الوكالة إن هذا الرأى مبنى على أساس تنصت على اتصالات جرت بين إرهابيين. وقال أوباما لمحطة إذاعية أمريكية : «أعتقد بأنه توجد احتمالية لوجود قنبلة على متن الطائرة، ونحن نتعامل مع ذلك بكل جدية»، غير أنه عاد ليقول إنه ما زال من المبكر جدا القطع بهذا الاحتمال. وكشفت صحيفة «التايمز» البريطانية فى عددها الصادر أمس عن أن اتصالات إليكترونية التقطتها وسائل التنصت الأمريكية والبريطانية أوضحت أن قنبلة ربما يكون قد تم وضعها على الطائرة الروسية. وأضافت أن عملية تنصت مخابراتية مشتركة استخدمت الأقمار الصناعية فى رصد «دردشة» بين مسلحين فى سيناء وسوريا، بحسب تعبيرها، وأضافت أن «نبرة الصوت ومحتوى الحديث يشيران إلى أن قنبلة تم حملها إلى الطائرة عن طريق راكب أو أحد العاملين فى المطار»، غير أن الصحيفة لم تذكر مصدرها فى هذه المعلومات. وقال فرانك جاردنر مراسل الشئون الأمنية فى هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي.» إن الأجهزة الأمنية البريطانية تشك فى شخص ما لديه القدرة على الوصول إلى أمتعة الركاب، وأنه هو الذى وضع العبوة المتفجرة قبل تحليق الطائرة. وفى غضون ذلك، نقلت شبكة «إيه.بي.سى نيوز» الأمريكية عن مسئولين فى سلطات الطيران والحكومة قولهم: إنه من المتوقع أن تدعو وزارة الأمن الداخلى خلال ساعات على الأرجح إلى تشديد الأمن فى مطارات أجنبية معينة تنطلق منها رحلات مباشرة إلى الولاياتالمتحدة. وقالت الشبكة التليفزيونية إنه بالإضافة إلى تلك الطلبات فإن الإجراءات الأمنية قيد النقاش تشمل تحسين طرق فحص الأمتعة فى المطارات الأمريكية المحلية الكبيرة. وكانت بريطانيا قد استأنفت أمس رحلاتها من شرم الشيخ لنقل سائحيها من هناك، ولكن وفق شروط معينة بخصوص الأمتعة. وقالت متحدثة باسم مكتب كاميرون : «ستشمل الإجراءات الأمنية الإضافية السماح للركاب بالسفر بأمتعتهم الشخصية فقط ونقل حقائبهم بشكل منفصل». وأشارت إلى أن الرحلات الجوية المتجهة إلى شرم الشيخ مازالت معلقة، وأن بريطانيا تنصح بعدم السفر من مطار شرم الشيخ ولا إليه. وفى اسطنبول، أوقفت تركيا رحلاتها إلى شرم الشيخ، وقررت شركة الطيران التابعة لها إرسال وفد أمنى إلى مطار شرم الشيخ لتفقد الإجراءات الأمنية. وفى لاهاي، منعت شركة كيه إل إم الهولندية نقل الأمتعة على رحلتها التى توجهت فى وقت سابق أمس من القاهرة إلى أمستردام من باب الاحتياط. وفى موسكو، أعلنت اللجنة الحكومية المشتركة للطيران فى روسيا عن وقف تصاريح الطيران الخاصة لبعض طائرات «إيرباص 321» و«بوينج 737» بسبب إجراءات الأمان.