امتدادًا لدورها العالمى فى نشر المنهج الإسلامى الوسطى المستنير وتدريب المبعوثين من دول العالم المختلفة، شهدت دار الإفتاء المصرية احتفالية بتخريج الدفعة التاسعة من البرنامج التدريبى لتأهيل المبعوثين على الإفتاء، الذى استمر لمدة ثلاث سنوات، حيث تخرج 14 مبعوثًا من ثمانى دول من قارات العالم المختلفة. وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء تقدم نموذجًا حضاريًا يضاف إلى مسار الريادة الذى تتصدره مصر، بتخريج دفعة جديدة من المتدربين على الإفتاء الذين سيستقيم بهم أمر الفتوى فى بلدانهم التى سيعودون إليها. وأضاف خلال كلمته فى الحفل أن الدار مؤسسة رائدة فى هذا المجال، حيث استطاعت على مدار ما يزيد على 150 عامًا أن ترسى منهجاً منضبطاً لصناعة الإفتاء انساب إلى عقول فذة من المتدربين على الإفتاء من مختلف الدول، على يد علماء دار الإفتاء المصرية. ووجه المفتى النصح للمتخرجين بعد عودتهم إلى بلادهم وقيامهم بمهمة الإفتاء أن يراعوا الأعراف والعادات والأحوال المختلفة هناك، مشيرًا إلى أن التاريخ سيسطر من نور دور دار الإفتاء فى صناعة تلك العقول المستنيرة. من جانبه أكد الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو هيئة كبار العلماء، ان دار الإفتاء تسعى لنشر العلم ومبادئ الإسلام السمحة فى بقاع الأرض كلها بشتى الطرق، ومن بينها تدريب المفتين حتى تحولت إلى منارة علمية كبرى تدافع عن الدين بمفاهيمه الصحيحة. من جانبه قال الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، إن دار الإفتاء تحملت الأمانة فى بيان الحكم الشرعى للناس أجمعين، وتحملت كذلك أمانة تعليم المبعوثين بما يحتاجونه من علوم وأدوات، ليعودوا إلى بلادهم مؤهلين لأداء تلك الأمانة، التى تعتبر بمنزلة توقيع عن رب العالمين، ولتحصين الدين وبيان أحكامه الشرعية، وينقوا الدين من كل ما يسعى المتطرفون إلى إلصاقه به. كما ألقى أحد المتخرجين كلمة نيابة عن زملائه وجه فيها الشكر لدار الإفتاء وفضيلة المفتى والقائمين على التدريب لما بذلوه من جهد وتوجيه طوال ثلاث سنوات، مضيفًا أن التدريب على الإفتاء على يد علماء دار الإفتاء هى نعمة لا تحصى. وتم خلال الحفل عرض فيلم تسجيلى بعنوان «رحلة مفت فى دار الإفتاء» استعرض لقطات من حياة المتدربين داخل الدار على مدار ثلاث سنوات منذ وصولهم لدار الإفتاء وحتى انتهاء فترة التدريب. كما تم توزيع شهادات تقدير على أعضاء هيئة التدريس خلال الدورة، وكذلك تكريم الطلاب المتخرجين.