بعد سلسلة من المقالات التى كشفنا فيها عن حالات كثيرة من الفساد بين المحافظين وكبار المسئولين بدأت الرقابة الإدارية تكشر عن أنيابها وتضرب بؤر الفساد. وقد نشرت الصحف أمس تقريراً أعدته الرقابة الإدارية لعرضه على رئيس الجمهورية يتضمن وقائع رشوة مهندس و3 إداريين بقطاع حماية النيل بالقاهرة لإصدار تراخيص مراسى ومطاعم عائمة ومبانِ على النيل رغم قرار وزير الرى بمنع التراخيص. والشخصيات التى حصلت على التراخيص بينهم وزراء وسفراء سابقون، والحقيقة أن حالة الصمت والتجاهل وعدم رد المسئولين على ما نشرناه من فساد .. أصابنى وأصاب الناس بحالة من اليأس والإحباط، حتى أن أحد القراء المحبطين – قال لى فى اتصال تليفوني: مفيش حد هيرد عليك .. أنت تؤذن فى مالطة .. لأن شبكة الفساد مرتبطة بكبار المسئولين .. وسقوط أحدهم يعنى سقوط باقى أفراد الشبكة – وكان الرد من جانبى : أنا لا أعرف اليأس، ودورى هو نشر المعلومات الموثقة عن الفساد، وليس من عملى ملاحقة الفاسدين قانوناً. ولكن وبعد أن قرأت خبر واقعة فساد تتعلق بوزارة الرى انتابتنى حالة من التفاؤل والأمل فى سقوط الأقنعة عن كل الفاسدين، ومع إعلان رئيس الوزراء عقب كارثة غرق الإسكندرية، واستقالة محافظها، أن هناك حركة محافظين قريبة أتمنى أن تراجع الحكومة جميع ملفات الفاسدين من المحافظين واستبعادهم، لأن بقاءهم أصبح مسألة لا تتوافق مع توجيهات رئيس الجمهورية بالحرب على الفساد فى كافة مؤسسات الدولة. كلمة أخيرة .. الناس قد تتحمل المعاناة وتصبر على ضيق الحال .. ولكنها لن تتحمل استمرار فاسد فى موقعه. حفظ الله مصر .. وطناً وشعباً وجيشاً ورئيساً. [email protected]