قرر منذ عدة ايام المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، تجميد العمل بقرار تخصيص 10 درجات للحضور والانضباط السلوكى لطلاب الثانوية العامة لهذا العام. ويعد هذا القرار صائب من نواحى عديدة وانه جاء فى التوقيت المناسب , لان لا يجوز ان تقوم الوزارة بإجبار الطلبة على الحضور يوميا الى مدراسهم خوفا من تسجيل الحضور والغياب والفصل وإعادة القيد بالثانوية دون ان توفر ابسط السبل لدراستهم , فالمدارس لا يوجد بها مدرسين ولا فصول للطلاب , فهذا هو السيناريو الذى يحدث كل يوم ان الطلبة يذهبوا الى المدرسة للعلب الكرة او التمشية فى حوش المدرسة وتكون النتيجة انهم يروحوا بيوتهم مرهقين من عناء يوم لم يستفيدوا منه بشىء على الاطلاق , وبعد ذلك مطلوب منهم حضور الدروس الخصوصية والتركيز والمذاكرة . هناك حكمه تقول ( اذا أردت أن تُطَاعَ فاطلب ما يستطاع) : يجب اولا على الوزارة النهوض بالعملية التعليمية , توفير مدرسين مدربين , كفاءات , توفير فصول , صيانة المدارس, توفير الكتب المدرسية التى لم يستلم الطلاب نصفها حتى الان , وقبل كل ذلك مطلوب تطوير الكتاب المدرسى من الحشو الزائد وتزويده بالتدريبات ونماذج الامتحانات للأعوام السابقة والتى يوفرها الكتاب الخارجى , كل عام ياتى علينا وزير التربية والتعليم بتصريحات ان الكتب تطورت والمناهج خضعت للجان من اكفاء الاساتذة لتنقيتها من الحشو وإعطاء المعلومة المفيدة التى يستفيد منها الطلاب , ولكن هيهات كل هذا فى الهواء والحال هو الحال دون تغيير . تلك العشر درجات كانت ستساعد على ازدياد وتفشى الدروس الخصوصية لانها تعتبر هدية لبعض المدرسين لاستغلالها فى فرض الدروس الخصوصية على مجموعة كبيرة من الطلبة وإجبارهم خوفا من فقدان تلك الدرجات , وهناك من سيظلم ربما يكون اكثر حضورا وأدبا ولكن ليس على هوى المدرس , فبذلك اصبحت العشر درجات سلاحا ذو حدين . هذا القرار الذى اتخذه الوزير السابق محب الرافعى تم دون دراسة وافية عن تأثيره وكيفية تطبيقها بطرق سليمة ووضع الاحتمالات سواء اكانت بالنجاح او بالفشل , وجاء من بعده الدكتور الهلالى الشربينى مصمما على تنفيذ هذا القرار حتى جاء قرار رئيس الوزراء الذى اسعد الطلاب كما اسعد ذويهم . نرجو من السادة القائمين على العملية التعليمية دراسة كل قرار تتخذونه من كافة الجوانب , قوموا بأداء واجبكم بتوفير المناخ المناسب للتعليم حتى تستطيعوا ان تحاسبوا الطلبة والمدرسين والمدارس على التقصير. " قدم السبت تلاقى الحد" ،،، [email protected] لمزيد من مقالات داليا مصطفى سلامة