فى وقت تشهد مصر فيه نقصا ملحوظا فى الموارد، يجرى إهدار ما يقرب من مليارى متر مكعب من مياه الصرف الصحي، برغم أنها مرشحة للزيادة إلى 2.5 مليار متر مكعب عام 2017، لذا طرحت جمعية «أصدقاء البيئة» فى الإسكندرية، مبادرة جديدة للاستفادة من هذه الكمية الهائلة من المياه - بعد معالجتها - فى زراعة الأشجار المنتجة للوقود الحيوي. يوضح د.ياسين حسن محمد، عضو الجمعية ومدير عام معامل ومراقبة الجودة بشركة المياه والصرف فى مطروح، أن مشروع معالجة مياه الصرف الصحى لزراعة الأشجار المنتجة للوقود لن يثقل ميزانية الدولة بأى تكاليف إضافية، مشيرا إلى أنه مطلوب زيادة مراحل المعالجة فى محطات الصرف الحالية فقط. وأضاف - خلال مؤتمر «استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة فى زراعة الأشجار المنتجة للوقود الحيوي»، الذى نظمته الجمعية - أن عملية المعالجة الحالية تتم على مرحلتين: الأولى يتم فيها 90% من المواد العالقة.. والثانية، ويتم التخلص فيها من 95% من المواد العضوية. وأوضح أنه بإضافة مرحلة أخيرة هى المعالجة الثلاثية للقضاء على البكتيريا والفيروسات.. تصبح المياه صالحة للمشروع. وأشار إلى تجارب سابقة لمصر فى زراعة الغابات بالمياه المعالجة، ومن بينها 24 غابة صناعية فى 16 محافظة بإجمالى 11 ألفا و195 فدانا، علاوة على مشروع «الحزام الأخضر»، حول القاهرة الكبرى، بطول ألف كيلو متر، وعرض 25 مترا. كما طالب بمراقبة ووضع قيود على المحطات، وسحب عينات منها، بصورة دورية لمنع وجود ملوثات بالمياه، نتيجة خلل فى المعالجة، حتى لا تتسبب فى تلوث المسطحات المائية أو التسرب إلى المياه الجوفية وتلويثها، مما يسبب أخطارا صحية على الانسان. ومن جهتها، قالت الدكتورة سامية مسعود، الخبيرة المتخصصة فى هندسة البيئة ومعالجة المياه إنه فى ظل الأزمة الطاحنة فى الطاقة، التى يشعر بها المواطن من خلال انقطاع التيار الكهربائى فى المنازل، وكذلك الحال فى المصانع، يمكن الاستفادة من زراعة الأشجار المنتجة للوقود الحيوى للإسهام فى توفير احتياجات مصر من الطاقة. من جانبه، قال المستشار محمد عبد العزيز الجندي، رئيس جمعية أصدقاء البيئة بالإسكندرية والنائب العام الأسبق، إن مصر تعانى الفقر المائى منذ سنوات عدة، وإن مواردها المائية أصبحت معرضة للنقص عقب أزمة بناء سد «النهضة» فى إثيوبيا، وهو ما يدفع نحو ضرورة ترشيد استخدام المياه، وإيجاد مصادر بديلة. وأضاف أن الجمعية تسعى من خلال التعاون مع المركز المصرى لدعم المنظمات غير الحكومية لتقديم نموذج عن هذا المشروع لتطبيقه وتعميمه على مستوى الجمهورية، موضحا أنه سيتم تقديم مقترحات المؤتمر على المسئولين، ومجلس الوزراء. وأشار إلى أن هذا المشروع يحقق للدولة التنمية البيئية المستدامة، والمحافظة على موارد المياه الطبيعية، بإعادة استخدام مياه الصرف الصحى والصرف الصناعى فى الري، كما أنه يتيح الحصول على مصادر متجددة للوقود. وتساءل عن أسباب تراجع وزارة البيئة عن مشروعات زراعة الغابات بالمياه المعالجة سواء من الصرف الصحى أو الصناعي، مطالبًا بتوعية المواطنين بالكف عن الممارسات الخاطئة فى استخدام المياه الصالحة للشرب، وترشيد استخدامها. أما مديرة الجمعية، جيهان زعلوك، فأكدت أن الهدف الأساسى من المبادرة هو استصدار قرار من شركة الصرف الصحى لتخصيص مياه الصرف لزراعة الأراضى المحيطة بالمحطات بالأشجار المنتجة للوقود، موضحة أن الجمعية تواصلت مع محطة صرف الكيلو 21 لتنفيذ فكرة المشروع بالأرض المحيطة بها.