تعامد الشمس علي معابد مصر القديمة هي ظاهرة فريدة من نوعه تمثل واحدة من مظاهر الجذب السياحي واحدي مواسمه, وقد شاهد العالم امس تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني بمعبد ابو سمبل والذي يتكرر مرتين كل عام في شهري فبراير واكتوبر وتقام له احتفالية تنعش السوق السياحي بأسوان. ...................................................................... ولكونها تدل علي عبقرية المصري القديم في البناء والفلك فقد اهتم بدراستها المهندس احمد عوض وقام بتطبيق نظريته حول تعامد الشمس علي330 من المعابد والمقاصير الفرعونية واستطاع الباحث رصد وتوثيق تعامد الشمس علي سبع معابد ومقصورة فرعونية جديدة تنتظر من ادراجها علي الخريطة السياحية في مصر, وهي معابد الدير البحري, وكلابشة, وبيت الولادة بمعبد دندرة, وبيت الولادة بمعبد أدفو, ومعبد هيبس, ودير الحجر, وقصر الغويطة, وهو ما يعني وجود فرص جديدة لترويج تلك المناطق سياحيا. ووفقا للباحث فقد اهتم بدراسة تلك الظاهرة إبان شروق أيام بعينها وبخاصة مع شيوع بعض الأراء في الآونة الأخيرة مفادها أن التعامد يحدث بمحض الصدفة وعلي كافة المباني, ولكنه وضع تصنيفا جديدا حول وجهة المعابد والمقاصير المصرية القديمة بناء علي المفاهيم والدلالات الدينية لعمارتها, والتي تؤكد بدورها بناء المصري القديم عمائره الدينية من وجهة نظر لاهوتية كبرزخ سماوي يسلكه قرص الشمس ومعبوده المقدس في ترحاله ما بين العالم السفلي والعالم المرئي مع رفقته من المعبودات الآخري وأرواح الموتي وبالتالي فأن ظاهرة التعامد ليست محض صدفه وانما كانت مقصوده بكل دقه وفي مواقيت محدده تدل علي عبقرية المصري القديم. ويقول عوض: تم توثيق كافة البيانات العلمية والصور الفوتوغرافية الخاصة بتلك الظاهرة الفلكية علي عدد من المعابد والمقاصير المصرية القديمة كأمثلة لم يسبق أن تم توثيقها من قبل وذلك إبان شروق أيام بعينها في وقتنا الحالي مع مراعاة تحديد الأيام وقت بداية بناء المعابد والمقاصير, حيث استخدمت احدث برامج الحاسب الآلي المعتمد في دراسة الفلك وتم تحديد الأيام مع الأخذ في الإعتبار ظاهرة السبق-Precession كما تم تحديد أيام حدوث تلك الظاهرة الفلكية علي معبدي أبوسمبل والكرنك وقت بداية بناءهم قديما. وكانت بعض بعض النظريات قد طرحت في الآونة الآخيرة أن المصري القديم لم يقصد توجيه بعض المعابد نحو مشرق شمس أيام بعينها وأن حدوث تلك الظاهرة جاء من باب الصدفة البحته, وأن تلك الظاهرة تحدث بصفة عامة علي سائر المباني- حديثها وقديمها- نظرا إلي توجهها بشكل مباشر أو غير مباشر نحو موقع شروق الشمس علي مدار السنة, ووفقا لعوض فإن هذه النظرية تتناقض مع أساسيات علوم الفلك وفي محاوله لتطبيق نتائج بحثة والربط بين الدراسة الاكادمية المدعومة بالتوثيق والرصد وبين المجال التطبيقي والعملي تقدم عوض بعدة طلبات إلي وزارة السايحة والاثار منذ عدة اشهر وبعد رصده الاول لمعبد هيبس ولكنه لم يتلقي ردودا حاسمة حتي الان حول ادراج هذه المواقع علي خريطة السياحة المصرية ويقول: كنت اتمني أن تدعم نظريتي التي اثبتها علي ارض الواقع من خلال الرصد الميداني من الجهات الرسميه في وزارتي السياحة والآثارالتي تهتم بدعم ومناقشة اي نظرية من علماء الغرب وتقديم كافة التيسيرات لها حتي وان كانت مجرد فرضية! ولكن لماذا اهتم المصري القديم بالشمس وقدسها في معتقادته ومعابده ؟ يوضح عوض انه كان لإختلاف الضوء والظلام أثرهما في معتقدات المصري القديم فرأي في الضوء الميلاد والحياة والظلام كان معه الموت والفناء وقد تخيل المصري القديم أن الشمس الضوء خلقت من المياه الأزلية نون فهي تغوص ليلا في أعماق نون الأزلية للحصول علي قوة التجديد قبل الشروق من جديد في صباح اليوم التالي, وقد أشار المصريون للشمس والقمر بأنهما الضياءان, علي إعتبار أن رع هو الشمس وجحوتي هو القمر وأعتبر جحوتي ممثل للمعبود رع ونائب عنه, وهكذا يتبين مدي أهمية أشعة الشمس من وجهة النظر اللاهوتية للمصري القديم وهو ما يفسر بدوره إهتمام المصري القديم البالغ بتحقيق ظاهرة تعامد أشعة الشمس علي معابده ومقاصيره تعامدات جديدة ومن خلال رصده الميداني استطاع ان يوثق عوض لحالات تعامد الشمس علي عدد من المعابد التي لم ترصد بها الظاهرة من قبل ففي معبد المعبود آمون بالكرنك رصد عوض حدوث ظاهرة تعامد الشمس في الوقت الحالي يوم21 من شهر ديسمبر والذي يوافق عيد الإنتصار في جميع أرجاء البلاد- المقصود إنتصار النظام ماعت علي الفوضي إسفت الممثل في إنتصار المعبود حور علي المعبود ست- وعيد ظهور المعبود حيكا- المعبود حور الوليد- وعيد المعبود حور, وعيد إعادة التوحيد, وعيد إزدهار نباتات المعبودات. اما في معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري فتتعامد الشمس في الوقت الحالي يومي6 من شهر يناير و9 شهر ديسمبر حيث يوافق اليوم الأول عيد ظهور المعبودة حتحور, ويوافق اليوم الثاني عيد ظهور المعبود حور, وتتعامد أشعة الشمس المشرقة علي قدس أقداس المعبد حيث تسقط داخله متسلطة علي نقش ملون لقرص الشمس المجنح الذي يمثل بدوره المعبود الحامي للعرش الملكي, ونلاحظ توافق يومي التعامد مع عيد للمعبودة حتحور وهو ما يتوافق مع المكانة اللاهوتية للمعبد المخصص لها, وعيد آخر للمعبود حور وهو ما يتوافق مع المكانة اللاهوتية للملكة حتشبسوت. وفي معبد كلابشة يحدث تعامد الشمس في الوقت الحالي يومي14 من شهر فبراير و29 شهر أكتوبر ويوافق كلا من اليوم الأول والثاني عيد المعبود حور. وبمعبد دندرة وبالتحديد في بيت الولادة الملحق بالمعبد تتعامد الشمس في الوقت الحالي يومي4 من شهر فبراير و8 شهر نوفمبر ويوافق كلا من اليوم الأول والثاني عيد ظهور المعبود حور كما تم رصد تعامد الشمس علي بيت الولادة الملحق بمعبد أدفو والذي يحدث يومي20 من شهر فبراير و23 شهر أكتوبر ويوافق اليوم الأول عيد ظهور المعبود حيكا- المعبود حور صغيرا- وأداء الشعائر لولادة المعبود حور, ويوافق اليوم الثاني عيد ظهور المعبودة حتحور. وبالوادي الجدي تم رصد تعامد الشمس علي معبد هيبس يومي7 من شهر إبريل و6 شهر سبتمبر والذي يوافق اليوم الأول عيد للمعبود آمون رع المواكب لغرة إحتفالات عيد الوادي, ويوافق اليوم الثاني عيد للمعبود آمون رع وتاسوع إيونو المواكب لليوم العاشر من إحتفالات عيد الأوبت.وفي معبد دير الحجر تتعامد الشمس في يومي9 من شهر مارس و5 شهر أكتوبر والذي يوافق كلا من اليوم الأول والثاني عيد للمعبود حيكا- المعبود حور صغيرا. اما معبد قصر الغويطة فموعد حدوث ظاهرة تعامد الشمس هو يومي12 من شهر مارس و2 شهر أكتوبر ويوافق اليوم الأول عيد عين المعبود رع, ويوافق اليوم الثاني عيد ظهور المعبود حور. ويؤكد عوض الذي قام برصد و توثيق تلك التعامدات ان وضعها علي خريطة السياحية المصرية يكفل وجود مصادر دخل جديدة وترويج سياحي لتلك المناطق ويقول: يضمن الاستغلال التنموي لهذه الظاهرة الفريدة امتداد الموسوم السياحي من اول شهر سبتمبر الي شهر ابريل وسوف يكون لدينا34 إحتفالية سنوية بظاهرة تعامد علي معابد ومقصورات علي غرار الإحتفالية السياحية التي تقام كل عام في يومي تعامد الشمس علي معبد أبوسمبل, وذلك إلي جانب التعامدات المعروفة سلفا علي المعابد الثلاثة: أبوسمبل والكرنك وقصر قارون دون إضافة أي أعباء مالية أو لوجستية جديدة علي الدولة أو القطاع السياحي