ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بالمعبد الكبير قدس الأقداس بمدينة أبو سمبل ، والتى حيرت العالم ويأتى السائحون من مختلف الدول لمشاهدتها لم تعد الوحيدة ، فقد كشفت دراسة قدمها أحد الباحثين الى وزارة السياحة أن الشمس تتعامد على 330 معبدا ومقصورة فرعونية فى مختلف أنحاء مصر وتم تحديد جميع بيانات ظاهرة التعامد عليها فى المواقيت المقدسة عند اللاهوت المصرى القديم خلال الشروق والغروب، وفى حالة تسجيل هذه المواقع على خريطة السياحة المصرية ستتغير ملامح الجذب السياحي. الدراسة أعدها المهندس أحمد محمد عوض الباحث بقسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة، جامعة « 6 أكتوبر» فى مجال العمارة والفنون المصرية القديمة، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكريمه بصفته الفائز بأفضل مشروع لتنشيط السياحة بمبادرة فكرتى التى اطلقتها حملة الرئيس عبد الفتاح السيسى إبان ترشحه للرئاسة..فقد تمكن أحمد عوض من توثيق 169 معبدا ومقصورة من خلال الرصد العلمى باستخدام أحدث برامج الحاسب الآلى المتخصص فى علم الفلك ، واستطاع عوض فى بداية سبتمبر الماضى أن يثبت جزءا من الجانب العملى لبحثه ، وأن يرصد على أرض الواقع حدوث ظاهرة تعامد الشمس على معبد هيبس بواحة الخارجة المنتمى للأسرة السادسة والعشرين والمخصص لعبادة الآلهة المصرية القديمة «آمون رع» و«موت» و«خونسو»، وتم تحديد تاريخ التعامد فى يوم 6 سبتمبر 2014 وتاريخ التعامد المناظر فى 7 ابريل 2014، فى كشف جديد قد يحدث تغييرا فى الخريطة السياحية بمصر. القصة يرويها الباحث بقوله: «عندما بدأت إعداد رسالتى لنيل درجة الماجستير فى مجال العمارة والفنون المصرية القديمة بكلية «الفنون التطبيقية» لم اتصور أنها ستقودنى لاكتشاف علمى حقيقى ، ولم أكن أتصور أن جزءا صغيرا من رسالتى سوف يمثل مشروعاً سياحياً يلفت أنظار مسئولى الدولة ليسعوا إلى تنفيذه على أرض الواقع. فقد استطاع الباحث من خلال رسالته أن يدرس ظاهرة تعامد أشعة الشمس وقت الشروق على غالبية المعابد الفرعونية ، ومن خلال الرصد العلمى وباستخدام أحدث برامج الحاسب الآلى المتخصص فى علم الفلك تم توثيق 169 من أصل 330 معبدا ومقصورة،وتحديد جميع بيانات ظاهرة التعامد عليها فى المواقيت المقدسة عند اللاهوت المصرى القديم خلال الشروق والغروب. ويصف عوض المراحل التنفيذية لهذا الكشف العلمى قائلا:»كانت البداية بإجراء عملية الحسابات النظرية لظاهرة التعامد الشمسى على (17) معبدا ومقصورة عن طريق استخدام برنامج الحاسب الآلي المتخصص فى حساب حركة الأجرام السماوية ، وتم تحديد يوميّ حدوث الظاهرة وتوقيتاتها إبان الشروق والزوايا الأفقية والرأسية للشعاع الساقط من الشمس المشرقة على أركان المعابد السبعة عشر قيد المشروع، إلى جانب احداثيات مواقع تلك المعابد ومقدار انحراف محورها الأفقى على محور الشمال الحقيقى المحدد لقبلة المعابد تلك وغيرها من البيانات المتعلقة بالظاهرة». وكانت تلك هى الخطوات التى استطاع من خلالها عوض ان يحدد تاريخ وتوقيت تعامد الشمس على قدس الاقداس بمعبد هيبس بواحة الخارجة المنتمى للأسرة السادسة والعشرين والمخصص لعبادة الآلهة المصرية القديمة «آمون رع « و«موت» و«خونسو»، وتم تحديد تاريخ التعامد فى يوم 6 سبتمبر 2014 وتاريخ التعامد المناظر فى 7 ابريل 2014. وبحسب عوض فإن تعامد الشمس على معبد «هيبس» يوافق موعد أحد الاحتفالات الدينية التى كانت ضمن شعائر الأعياد الكبرى للمعبود «آمون رع» حيث يقدم فيها القرابين له وإلى تاسوعه المقدس ، وإلى صورة ملك الوجهين القبلى والبحرى ، وذلك حسب ما جاء فى النصوص المصرية القديمة. وفى فجر يوم 6 سبتمبر الماضى توجه مفتش آثار معبد هيبس محمد حسن جابر إلى داخل المعبد حاملا كاميرته الفوتوغرافية منتظراً أول ضوء لأشعة الشمس، فبناءً على الدراسة العلمية التى قدمها أحمد عوض لوزارة السياحة فسوف تتعامد شمس هذا اليوم داخل المعبد. وفى تمام الخامسة و46 دقيقة من فجر هذا اليوم - حسب التوقيت الصيفى - فوجئ جابر بأشعة الشمس تغمر قدس الأقداس فى مشهد وصفه ب«المبهر» قائلا :«شاهدت قرص الشمس الدائرى منعكسا بشكل شبه كامل على آخر حائط فى غرب المعبد وعلى آلهة الشمس المنحوتة بقدس الأقداس المظلم فى جميع الأوقات حيث استمرت الظاهرة نحو 7 دقائق». وبحسب جابر - الذى يشرف على المعبد منذ عامين - فالجميع لم يكن لديه أى فكرة عن حدوث هذه الظاهرة داخل المعبد وبهذا الوضوح التام ، وللتحقق من التوقيت والتاريخ الصحيح للظاهرة فقد قام بالمتابعة خلال اليومين التاليين، وتمنى جابر أن تسهم هذه الظاهرة فى وضع معبد هيبس على الخريطة السياحية للشركات بعد أن تم تجاهله لفترات طويلة. وربما كانت هذه الأمنية الأخيرة واحدة من أهداف المشروع الرئيسية ، فبحسب البحث والمشروع المقدم لوزارة السياحة فإن الاستغلال التنموى لهذه الظاهرة الفريدة يسهم في امتداد الموسم السياحى من أول شهر سبتمبر إلى شهر أبريل وهى الفترة التى من المتوقع أن يحدث خلالها نحو 34 احتفالية سنوية بظاهرة تعامد الشمس على معابد ومقصورات على غرار الاحتفالية السياحية التى تقام كل عام فى يومى تعامد الشمس على معبد «أبوسمبل»، دون إضافة أى أعباء مالية أو لوجستية جديدة على الدولة أو القطاع السياحى ، بل وتسمح بتشجيع الإستثمار الخاص فى المناطق المجاورة للمعابد وإمدادها بالخدمات السياحية المختلفة مثل الفنادق بسائر درجاتها ، وأسواق بيع البضائع التذكارية وبازارات المنتجات اليدوية وغيرها، وهو ما يعتبر حافزا للتنمية من جهة الدولة فى قطاع البنية التحتية لتلك المناطق من طرق وخدمات عامة، كما يؤسس لتطوير قطاع الطيران والمطارات القريبة من تلك المواقع الأثرية مثل مطار محافظة «الوادى الجديد». ويشمل مشروع عوض ثلاثة محاور، الاولى هى دراسة ميدانية للحالة المعاصرة للأثر وإظهار ما تبقى من أطلالها للتأكد من امكانية وصول أشعة الشمس المتعامدة عليها بشكل واضح يمكن رؤيته بصرياً، وتأتى المرحلة الثانية للمشروع وهى تطوير برنامج الإحتفالية السنوية المتعلقة بكل معبد على حدة حتى يمكن معه استثمار تلك الظاهرة بما يتماشى مع مفهوم السياحة الثقافية وتحقيق أعلى عائد اقتصادى وذلك بواسطة إقامة عرض بأحدث أجهزة الليزر ووسائل الصوت والضوء كما يمكن تنشيط حركة السياحية فى مواقع أثرية بعينها فى مواقيت بعينها كانت غير مدرجة على قائمة الزيارات السياحية، بالاضافه إلى استحداث برامج للزيارات السياحية التخصصية لرصد تلك الظاهرة الفلكية على أكثر من معبد شريطة التقارب بين تواريخ أيام حدوثها، وتأتى المرحلة الثالثة للمشروع وهى تحفيز عملية التنمية ككل فى المحافظات التى تقع فيها تلك المعابد وأغلبها من المحافظات الفقيرة تنموياً مثل محافظات الوادى الجديد والمنيا وقنا وأسوان وغيرها مما يفتح أفاقا اقتصادية واستثمارية كبيرة فى تلك المحافظات مع إيجاد مقومات جديدة للتنمية فى تلك المحافظات الفقيرة تنموياً مثل استحداث أنواع جديدة من الرحلات السياحية تتوافق بدورها مع مواقع المعابد التى تتمتع بظاهرة تعامد الشمس عليها كاستحداث رحلات نيلية للفنادق العائمة لزيارة مواقع المعابد المطلة على شاطئ النيل، وأيضاً استحداث رحلات للسفارى بين معابد واحات الصحراء الغربية، وذلك ضمن برنامج متكامل للزيارات السياحية. وجاء اهتمام وزارة السياحة بهذه الدراسة كونها تضيف منتجاً سياحياً جديداً ومختلفا على خريطة السياحة المصرية، بحسب وصف عادلة رجب المستشار الأقتصادى لوزير السياحة فهذا الكشف العلمى الجديد والمختلف سيسهم فى الترويج لهذا المعبد والكثير من الآثار المحيطة به التى لا تلقى اهتماما من السائحين حيث ستتم مناشدة شركات السياحة لتضيفه إلى الموسم السياحى المقبل ويتم تسويقه للعام القادم، بالاضافةلكون هذه الاكتشافات تسهم فى تنشيط المنطقة سياحيا وتعيد تصميم خطة الاسعار لها وللفنادق المحيطة بها واشارت إلى اهتمام الوزارة بمثل هذه الدراسات التى ستتحول إلى واقع بعد التطبيق العملى لها موضحة أنه سيكون هناك مردود ايجابى دوماً حتى وإن لم تثبت صحة توقعات الدراسة بالكامل