جاء وقت الفرح لبلادنا فلماذا يحاول الحاقدين التقليل من هذا الفرح، عشية الجمعة الماضية فازت مصر من بين 5 دول بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي لعامي 2016و2017، وجاء ذلك بعد عملية اقتراع سري في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث حصلت مصر على 179 صوتا. وقد ضمت الدول الخمسة (مصر (179 صوتا،) والسنغال (187 صوتا، )واليابان (184 صوتا،) وأوكرانيا (177 صوتا،) وأوروجواي (185 صوتا،) وستحل هذه الدول محل الدول الخمس المنتهية صلاحيتها وهي تشاد وتشيلي والأردن وليتوانيا ونيجيريا، لتنضم لخمس دول أخرى ذات العضوية غير الدائمة وهي أنجولا وماليزيا ونيوزيلندا وإسبانيا وفنزويلا . ونجاح مصر فى الحصول على هذا المقعد جاء بفضل مساعى الدبلوماسية المصرية وجهودها المبذولة وان كان هناك من يرى انه تقليد متبع فى مجلس الامن بأن أحد المقاعد المخصصة لكل من أفريقيا وآسيا دائمًا ما يذهب لأحد الدول العربية غالبًا فإنه من النادر أن توجد منافسة بين دولتين على نفس المقعد، حيث إنه في الغالب يتم الاتفاق الضمني بين الدول على ترشيح دولة ما للمقعد الواحد عبر اتصالات دبلوماسية، وبالتالي فإن الدولة غالبًا ما تحظى بنسبة الثلثين في التصويت النهائي ولكن الفوز هذا العام كان له مذاق خاص رغم انه يمثل رقم خمسة بالنسبة لمصر حيث بذل وزير الخارجية سامح شكريجهدا ملموسا وقام بعقد اجتماعات مكثفة مع عدد كبير من وزراء الخارجية الأفارقة وغيرهم، من ممثلي دول العالم خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، و حصل منهم على تعهدات بالتصويت لصالح مصر علاوة على ان عدم المنافسة من أي دولة أخرى جاء بعدما حصلت مصر على دعم كل من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية وعدد كبير من الدول الإسلامية . وكلنا يعلم ان مجلس الأمن يتكون من 15 مقعدا بينها 5 مقاعد دائمة و10 مقاعد غير دائمة والمقاعد الدائمة هي لكل من الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدةوالصين، وهي الدول الرئيسية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية. وتتميز هذه الدول بقدرتها على استخدام حق النقض " الفيتو " ضد صدور أي قرار من المجلس والذي يعتبر المسئول عن حفظ السلام والأمن الدوليين وله سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء فيه مما يجعل قراراته ملزمة لها إلا إذا صدر قرار غير ملزم. كذلك فإن لمجلس الأمن السلطة في قبول أعضاء جدد ضمن الأممالمتحدة وله القدره على إنشاء قوات لحفظ السلام وإصدار العقوبات الدولية والسماح بالتدخلات العسكرية ، اما الدول ذات العضوية غير الدائمة يتم اختيارها على أساس التوزيع الجغرافي حيث تملك أفريقيا 3 مقاعد، وتملك آسيا مقعدين، وتملك أمريكا اللاتينية والكاريبي مقعدين، وتملك أوروبا الغربية مقعدين، وتملك أوروبا الشرقية مقعدا وحيدا و يتم انتخاب هذه الدول من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لفترة واحدة تبلغ عامين ، بحيث يتم انتخاب 5 دول جديدة في السنة الزوجية و 5 دول أخرى في السنة الفردية على أن الفوز بهذا المقعد يجب أن ينال موافقة ثلثي الدول الأعضاء بالجمعية العامة الذين يبلغ عددهم 193 دولة . ومع تقديرى لكل من يقول ان الدول التى تتمتع بعضوية غير دائمة فى مجلس الامن تمثل استكمالًا شكليًا لتمرير القرارات الا اننى ارى ان حصول مصر على المقعد جاء بعد محاولات عديدة جرت لعزلها دوليًا ومحليًا بعد ثورة 30 يونيو، تمثلت في تجميد عضويتها في الاتحاد الإفريقي وبعد جولات الرئيس عبد الفتاح السيسى عالميا لتوضيح صورة مصرالحقيقية فى الخارج والتى تعمد الحاقدون تشويهها امام الرأى العام الدولى ، تلك الجولات التى مكنت مصر من الحظو بدعم الدول الخمسة الدائمين بمجلس الأمن من خلال سياستها المنفتحة على الصين وروسيا وفرنسا، بالإضافة لعدم معارضة الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة للترشح، حتى وإن رغبا في عدم التصويت لصالح مصر، مما سهل عدم وجود اعتراضات من جانب هذه الدول ومصر ان شاء الله من داخل مجلس الامن ستمثل الدول العربية خير تمثيل وتعرض قضاياهم فى هذا المكان الخطير فهو افضل بكثير من غيابها دوليا واذا لم تكن مصر فمن اذا تكون ؟ وعلينا الا نلتفت للمرددين بأن المقعد غير الدائم ليس له أي قدرة على إحداث تغيير حقيقي وان عضوية مجلس الأمن هذه تعطي للدولة حق إبداء الرأي في كافة القضايا المعروضة عليها لكن دون أفعال ملزمة أقول لهولاء يكفى التعبير وتوصيل الصوت ويكفى ان مصر استعادت بمقعدها هذا غير الدائم مكانتها الدولية . لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى