وسط مناخ من التوتر بين الغرب والشرق ومأزق في الشرق الأوسط وقضايا إقليمية وأزمات مشتعلة، عادت مصر إلى قلب مجلس الأمن من خلال انتخابها الخميس كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي. عودة مصرية أعلن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة "مانكيور نديا" فوز مصر بعضوية مجلس الأمن للمقعد غير الدائم لعامي 2016-2017، وقال رئيس الجمعية العامة، إن مصر حصلت على 179 صوتًا، وهي بذلك تخطت ثلثي الدول الأعضاء بالأممالمتحدة والبالغ عددها 193 دولة. إلى جانب مصر تم انتخاب السنغال ب187 صوتا، واليابان ب184 صوتا، وأوكرانيا ب177 صوتا، وأوروجواي ب185 صوتا، كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن الدولي أيضًا، وبهذا الانتخاب ستحل هذه الدول بداية من الأول من يناير 2016 ولمدة عامين، محل الأردن وليتوانيا وتشاد ونيجيريا وتشيلي، حيث يتم تجديد الأعضاء الخمسة الغير دائمين في مجلس الأمن على أساس إقليمي، أما باقي الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس فهم إسبانيا وماليزيا وفنزويلا وأنجولا ونيوزيلاند. جهود مصرية دبلوماسية قاد "شكري" خلال الفترة السابقة جهود مصر الدبلوماسية لحشد الأصوات لصالح حصولها على أصوات ثلثي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة أى 129 دولة، وهو ما يؤهلها للفوز بالمقعد، حيث أجرى وزير الخارجية العديد من الاتصالات مع الدول التى لم تفصح عن تأييدها لمصر قبل التصويت، كما عقد "شكرى" فى نيويورك قبيل جلسه التصويت اجتماعًا تنسيقيًا مع وزير خارجية السنغال "مانكور ندياى" والتي كانت مرشحة أيضًا للعضوية، وفى الوقت ذاته اجتمع "شكرى" مع وزير خارجية الجابون "ايمانويل ايسوزيه نجونديه"، والذى أكد دعم بلاده للترشح المصري وثقته فى أن مصر سوف تكون خير ممثل لأفريقيا وخير مدافع عن قضاياها وتحدياتها أمام مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن "الجابون" سوف تترشح لعضوية مجلس السلم والأمن الأفريقى خلال العام المقبل. أعلنت عدد من الدول الكبرى دعم ترشح مصر على رأسها روسيا والصين وفرنسا وإيطاليا واليابان وإسبانيا، كما حصلت مصر على تأييدات مندوبى التجمعات الدولية، وحصلت على الدعم الأفريقى خلال القمة الأخيرة للاتحاد الأفريقى فى يناير 2015، كما أعرب المندوبون الدائمون لمجموعة دول شرق أوروبا بالأممالمتحدة عن دعمهم لترشح مصر لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن، وكذلك مجموعة دول أمريكا اللاتينية ودول الكاريبى فى الأممالمتحدة، وانضمت لهم دول مجموعة آسيا والباسيفيك المطلة على المحيط الهادى فى الأممالمتحدة، والتى أعربت عن دعمها الكامل لترشح مصر لمقعد غير دائم بمجلس الأمن، وعن تطلعها لتولى مصر هذه العضوية للعامين المقبلين. ما هو مجلس الأمن؟ يُعد مجلس الأمن الدولي أحد أهم أجهزة الأممالمتحدة، ويعتبر المسئول عن حفظ السلام والأمن الدوليين طبقًا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ولمجلس الأمن سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء لذلك تعتبر قراراته ملزمة للدول الأعضاء. يتكون المجلس من خمسة أعضاء دائمين ولهم حق النقض "الفيتو"، وهم "روسيا، والصين، وفرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدةالأمريكية"، ويرجع سبب عضويتهم الدائمة للانتصارات التي حققوها في الحرب العالمية الثانية، كما يتكون من ستة أعضاء غير دائمين قبل أن يتم زيادة العدد إلى عشرة أعضاء عام 1965 عندما تم تعديل ميثاق الأممالمتحدة، على أن تكون مدة العضوية عامين. انجازات مصرية في مجلس الأمن سعت مصر إلى أن تكون ممثلة عن الإقليم العربي خلال الفترة القادمة، خاصة وأن الفترات السابقة لها في مجلس الأمن شهدت العديد من الإنجازات. فازت مصر بعضوية مجلس الأمن 5 مرات خلال السنوات السابقة أولها عام 1946 ، "1949- 1950″، و"1961- 1962″، و"1984- 1985″، و"1996- 1997″، لتأتي إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة بفوز مصر فى عملية التصويت التى جرت فى نيويورك بمقعد غير دائم، لتكون المرة السادسة في تاريخ مصر، بعد غياب دام 20 عاما عن مقاعد مجلس الأمن. في الفترة ما بين "1949- 1950″ دخلت مصر مجلس الأمن وكان ذلك في عهد الملك فاروق، وأثناء الدورة الثانية للمجلس أصدر القرار رقم 83، والذي نص على مساعدة كوريا الجنوبية عسكريًا ضد هجوم كوريا الشمالية، لكن مصر امتنعت عن التصويت على هذا القرار في ذلك الوقت، وهو ما يوضح سبب استمرار العلاقات المتوطدة بين مصر وكوريا حتى الأن. في الفترة ما بين عامي "1961-1962″، حصلت مصر مجددًا على عضوية مجلس الأمن، وكان حينها عهد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"، وحينها طرح مجلس الأمن التصويت على الاعتراف بإسرائيل، إلا أن مصر امتنعت عن التصويت على كل ما يخص انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والدول المجاورة وذلك لرفضها الاعتراف بإسرائيل كدولة بشكل عام، وفي ذات الدورة أيدت مصر قرارات المجلس للحد من الحروب الأهلية ودعم استقلال دول إفريقيا. في الفترة بين عامي "1984- 1985″، عادت مصر للانضمام لمجلس الأمن، وكان في عهد الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك"، وفي هذه الدورة دعمت مصر جهود المجلس لإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وانسحاب القوات الإسرائيلية، من خلال تصويتها على تمديد عمل قوات حفظ السلام بالمنطقة. وفي العضوية الأخيرة لمصر بين عامي "1996-1997″، دعمت مصر في تلك الدورة، إنهاء احتلال العراق لدولة الكويت، كما أيدت جهود المجلس للضغط على المغرب لإعطاء سكان الصحراء الغربية حق تقرير المصير وإنهاء النزاع حول المنطقة، وهو الدعم الذي أثار الجدل وقتها، لأن مصر كانت ممثلة للدول العربية، ومن بينها دولة المغرب.