فى كلمة وجهها للشعب المصرى أمس، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى جميع المصريين ، للنزول إلى لجان الاقتراع والاحتشاد بقوة مرة أخرى لتنفيذ الاستحقاق الأخير الذى توافق عليه جميع المصريين. وأكد الرئيس أهمية الاستحقاق الأخير، الذى يعد من الاستحقاقات التى توافقت عليها القوى الوطنية، وهو الذى سينتج مجلس النواب صاحب السلطة التشريعية والدور الرقابى وصوت الشعب. وأشار إلى أن أهمية مجلس النواب المقبل ترتكز على اعتبارين أساسيين أحدهما اضطلاعه بسن جميع التشريعات والقوانين المكملة للدستور ، معربا عن أمله فى أن تأتى متسقة مع الغايات والأهداف التى وضع من أجلها، أما الثانى فهو أن المجلس سيكون انعكاسا لإرداة المصريين أمام العالم وسيمثل ضمير الأمة ونبض أبنائها وحصن آمالها وتطلعاتها. وقال الرئيس: »أدعوكم جميعا رجالا ونساء شبابا وشيوخا فلاحين وعمالا من كل ربوع الوطن..احتشدوا من أجل الوطن واحتفلوا باختيار ممثليكم وأحسنوا اختيارهم ..احتشدوا من أجل شهيد قدم روحه من أجل وطن يليق بنا ومن أجل طفل ينتظر منا أن نصنع له مستقبلا واعدا..اصطفوا أمام لجان الانتخابات وازرعوا بأصواتكم الأمل فى غد مشرق لمصرنا الجديدة الواعدة بكم». كما دعا المصريين لاستشعار ما يحيق بمصر من تحديات ومخاطر تستهدف تقويض ما تم تحقيقه وما يأمل المصريون فى تحقيقه من أجل مستقبل الأبناء. ودعا الرئيس أيضا شباب مصر لأن يكون فى طليعة يوم الاقتراع ، مشيرا إلى أن الشباب بحماسه وأخلاقه قادر على أن يحسم الأمر لمصلحة الوطن. وأكد أنه ينتظر من شباب مصر أن يكون هو المحرك الأساسى لهذا العرس الديمقراطي. كما دعا المرأة المصرية ، التى وصفها بأيقونة العمل الوطنى ورمز التضحية من أجل الوطن ، للاصطفاف والنزول للتصويت فى الانتخابات البرلمانية ورسم لوحة وطنية تليق بالأسرة الوطنية المصرية، مضيفا: «أدعو الأم والزوجة والأخت والابنة وبحق كل امرأة مصرية قدمت الأب والابن والأخ والزوج شهيدا من أجل الوطن». ودعا أيضا المصريين فى الخارج ، الذين وصفهم بالسفراء الوطنيين، إلى أن يتوجهوا إلى مراكز الاقتراع وأن يبرزوا للعالم كله شكل مصر الجديدة وإصرار شعبها على ممارسة الديمقراطية ، قائلا:«أنتم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الشعب العظيم». وأهاب الرئيس برجال القوات المسلحة وأجهزة وزارة الداخلية اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر من أجل توفير أجواء آمنة ومستقرة للعملية الانتخابية. وكان الرئيس قد استهل كلمته بتقديم التهنئة للشعب المصرى لحصول مصر على عضوية مجلس الأمن الدولى ، مشيرا إلى أن هذا الأمر تحقق بعد مجهودات دبلوماسية وسياسية حثيثة وعبر عن عراقة الدولة المصرية وقدرتها على استعادة مكانتها الإقليمية والدولية. وأكد أن مصر ستبذل قصارى الجهد لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه العضوية من خلال إعلاء مبادئ السلم والأمن الدوليين ودعم كل جهد يسعى لتحقيق الاستقرار والعمل من أجل التنمية والبناء. وأضاف أن إرادة المصريين الوطنية الحرة وعزيمتهم الصلبة أداة لتحقيق أحلامهم فى القضاء على الاستبداد واختطاف الوطن تحت شعارات مزيفة، مشيرا إلى أن اصطفاف المصريين جميعا كان من أجل هدف واحد طريقا لإنفاذ إرادتهم ، مؤكدا أن صوت المصريين الحر لم يكن يصل للعالم لولا توحدهم. وأشار إلى أن مشهد المصريين الذين خرجوا للشوارع والميادين من أجل إسقاط الظلم والفاشية سيظل رمزا على أن اصطفاف المصريين حتمى من أجل الوطن. وفى ختام الكلمة، وجه الرئيس حديثه للشعب المصرى قائلا: «إن الوطن ينتظر منا جميعا الكثير ولن تتحقق إرادتنا إلا بنا ولن نصل إلى غاياتنا إلا بالعمل والاجتهاد والتجرد والإخلاص وخلال أيام نجدد معا العهد بأن نعمل من أجل الوطن، ويقوم كل منا بدوره ويتحمل مسئوليته لتبقى مصر دائما عزيزة أبية، ونستكمل معا بناء مؤسسات الدولة وإرساء قواعد الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ..تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».