تواصل السياسة الخارجية المصرية نجاحاتها يوما بعد آخر، فبعد النجاحات الواسعة دوليا وتحركاتها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، عادت مصر مرة أخرى الى عضوية مجلس الامن من خلال المقعد غير الدائم الذى ستتولاه اعتبارا من يناير المقبل ولمدة عامين بفضل التحركات الثابتة والواعية والمدروسة لصانعى القرار الدبلوماسى المصري من اجل العوده للساحة الدولية كصانع للقرارات والسياسات الدولية. وقد أكد حجم التأييد الذى حصلت عليه مصر خلال الانتخابات التى جرت أمام الجمعية العامة للامم المتحدة أمس الأول أن مصر الجديدة تسعى لتنويع علاقاتها الدولية وتسعى كذلك لان تكون عضوا وعنصرا فاعلا فى كافة القضايا والملفات على الساحة الدولية وعلى الأخص خدمة قضايا قارتها الافريقية ومحيطها العربي. وهناك توقعات بملفات ساخنة تنتظر مصر فى مقدمتها الإرهاب والقضية الفلسطينية، الرئيسية، بالإضافة لقضية التغير المناخى وإصلاح الأممالمتحدة. ويؤكد السفير السيد أمين شلبى المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية أن حصول مصر على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن بعد غياب فترة طويلة يعد انتصارا حقيقيا للسياسة المصرية الحالية، مشيرا إلى أن الفوز وحجم التصويت الذى حصلت عليه مصر يعكس بصورة واضحة وفعالة اعتراف وتقبل المجتمع الدولى بالدور الاقليمى الذى تلعبه مصر خاصة فى قضايا منطقته. واضاف السفير شلبى انه يجب ان نعترف ان حصول مصر على هذا المقعد يفرض عليها واجبات وجهود كثيرة، كما يفرض ايضا على الدبلوماسية المصرية جهودا اضافية تتمثل فى ان يتركز نشاط مصر ودورها فى مجلس الامن العامين القادمين فى القضايا الرئيسية التى تهم مصر ومنطقتها الى جانب الاهتمام بالامن والسلام الدوليين بالاضافة الى ضرورة قضايا التوصل وتعبئة الرأى العام الدولى من اجل احياء ما وراء القضية الفلسطينية وضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطينى الذى يتعرض يوميا للقصف الاسرائيلى والعدوان عليه، وضرورة تنشيط عملية السلام بهدف التوصل الى تسوية مقبولة وفقا لقرارات الاممالمتحدة. واكد السفير شلبى ان هناك قضية اساسية تهم مصر وهى حاليا تعمل فيها منذ التسعينيات وهى تعد قضية فى غاية الاهمية للعالم كله وهو العمل على اقامة منطقة خالية من السلاح النووى فى الشرق الاوسط فهذا يجب ان يكون فى اولويات الدبلوماسية المصرية. السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية يكشف ان فوز مصر بالمقعد غير الدائم فى مجلس الأمن له دلالة مهمة من الناحية السياسية فحجم التصويت والتأييد يؤكد أن النظرة الى 30 يونيو من جانب عدد كبير من الدول قد تغيرت، وان هناك صفحة جديدة من التعاون مع مصر، وقبولها فى المجتمع الدولى بدورها الفاعل ودبلوماسيتها النشطة كما كان لقرار الاتحاد الافريقى بعودة مصر لممارسة كافة أنشطتها وكان الترشيح من جانب الاتحاد لمصر كما لم يكن هناك مرشح ينافسها فى شمال افريقيا له دلالة أن مصر جديرة بهذا الموقع، مشيرا إلى أن الظروف التى تمر بها منطقة الشمال الأفريقى والمنطقة ألعربية وما ظهر فيها من جماعات متطرفة يؤكد أن مصر دولة فاعلة فى محاربة الاٍرهاب والتطرف، وأنها تمثل نموذجا للتعاون فى هذا المجال. ومن جانبه يؤكد السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الاسبق أن فوز مصر بعضوية مجلس الأمن جاء تتويجا للجهد الوطنى الكبير للقيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى وما بذلته الدبلوماسية المصرية ممثله فى وزارة الخارجية خلال الشهور الماضية وتأكيدا للثقة الكبيرة للعالم فى قوة وثقل وريادة الدور المصرى وقدرة مصر على المشاركة الفعالة فى الحفاظ على الأمن والسلام العالميين والحفاظ على الأمن و السلام فى الشرق الأوسط وفى العالم العربي. ويثمن السفير محمود علام مساعد وزير الخارجية الأسبق فوز مصر بعضوية مجلس الأمن الدولى المسئول عن الأمن و السلم العالميين مؤكدا انها تعد خطوة منطقية من المجتمع الدولى لدعم مصر فى هذه المرحلة التى يمر بالعديد من التحديات الاقيليمية و الدولية حيث وضح للإعلام جميعه ان وجود مصر الفاعلة و القادرة له دور مهم فى تحقيق السلام و الأمن سواء فى المستقبل الاقيليمى و العالمى.