*الدفاع عن حق الدول الإفريقية وقضايا الإرهاب وليبيا واليمن وفلسطين على أجندة مصر بعد الفوز بالمنصب *تركيا ستصوّت بالرفض على ترشح مصر على المقعد الدولى بعد خسارة معركتها الدبلوماسية *الخطة شملت جولات خارجية لسامح شكرى وتحركات مكثفة للسفارات المصرية *مساعد وزير الخارجية الأسبق:انضمام مصر لمجلس الأمن من أهم الأهداف السياسية للسيسى بخطى متوازية لجولات ولقاءات السيسى بدأت الحكومة المصرية حملة دبلوماسية على الساحة الإفريقية والآسيوية والأوروبية والعربية لحشد الأصوات، من أجل فوز مصر بمقعد شمال إفريقيا فى مجلس الأمن الدولى للمرة الخامسة فى تاريخ المجلس الذى تم تأسيسه عام 1945م، والذى يضم 15 دولة بينها 5 دول دائمة العضوية. الفوز بعضوية مجلس الأمن يتطلب حصول الدولة المرشحة على 129 صوتًا من أصوات الجمعية العامة البالغ عدد أعضائها 193 عضوًا، حيث فازت مصر بعضوية غير دائمة أربع مرات أعوام 1949 و1961 و1984 و1996، خاصة أن نجاح مصر فى الحصول على هذا المقعد سيكون انتصارًا كبيرًا للدبلوماسية المصرية، وتعزيز علاقات القاهرة مع القوى الإقليمية والدولية. ولا يخلو لقاء رسمى لمسئولين مصريين الآن مع المسئولين الأجانب إلا بطلب لدعم مصر فى الترشح للعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن، فى محاولة لحشد الأصوات من أجل الحصول على مقعد شمال إفريقيا، فى الانتخابات التى ستجرى فى أكتوبر المقبل خلال اجتماعات الدورة ال70 للأمم المتحدة، ويشارك فى الحملة الدبلوماسية المكثفة كل دوائر السياسة الخارجية المصرية على المستويات الإفريقية والآسيوية والأوروبية والعربية،حيث أصدرت وزارة الخارجية كتيبًا عن أنشطة القاهرة وسياساتها فى مجالى السلم والأمن الدوليين، وأهم القضايا التى كان للإدارة السياسية المصرية دور فيها على صعيد الشرق الأوسط، خصوصًا القضية الفلسطينية. ويتضمن الكتيب الذى وزعه ممثلو مصر فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، الحديث عن سياسة القاهرة فى دعم كل جهود الأممالمتحدة لإرساء السلام فى مناطق النزاع فى القاهرة الإفريقية والشرق الأوسط، والمشاركة فى 37 بعثة لحفظ السلام بحوالى 2.659 مجند وضابط مصرى. من جانبه أكد السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف والمنظمات الدولية، أن أهم الأدوار التى ستقوم بها مصر فى حال حصولها على مقعد مجلس الأمن، ويأتى على رأسها تطوير منظومة حفظ السلام، وخاصة أن مصر تتعهد أمام العالم بزيادة قدراتها وحجم قواتها فى عمليات حفظ السلام حول العالم، بل إن مصر ستسعى بالتزامن مع زيادة قواتها على إعادة صياغة عمليات حفظ السلام بحيث تتلاءم مع التغييرات الكبيرة، لأنه من غير المقبول أن تكون مهمة قوات حفظ السلام هى مراقبة التعهدات والمعاهدات بين الأطراف المتنازعة دون أن يكون لها قدرات أو الحق فى رد أى اعتداء عليها أو حتى الصلاحية لمنع هجمات إرهابية على الأبرياء. وأضاف أن وزارة الخارجية تسعى لتكثيف جهودها الدبلوماسية فى نيويورك بالتزامن مع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الولاياتالمتحدة للمشاركة فى افتتاح الدورة ال70 للأمم المتحدة، مؤكدًا أن الرئيس سيطرح العديد من القضايا المهمة المتعلقة بأولويات مصر وإفريقيا والشرق الأوسط والأمة الإسلامية خلال كلمته التى سيلقيها بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن الأولويات الإفريقية لا تترجم إلى نتائج فى الأممالمتحدة، ويتم تنفيذ أقل احتياجات إفريقيا على الرغم من أن معظم مناقشات مجلس الأمن تدور حول مشاكل إفريقيا، لذلك مصر ستسعى من خلال حصولها على المقعد غير الدائم بالأممالمتحدة على تغيير ذلك، وزيادة حجم القرارات الفعالة التى تخص إفريقيا بشكل يترجم احتياجاتها الحقيقية، والتحدى المقبل هو العمل بقوة لدفع سكرتارية الأممالمتحدة للعمل على زيادة التسهيلات الخاصة بتنمية إفريقيا. كما أضاف المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية إلى أن الوزارة حرصت على تنظيم هذا الحدث ضمن خطة متكاملة للترويج للترشيح المصرى لعضوية مجلس الأمن فى فئة العضوية غير الدائمة لعامى 2016/2017، وطرح الاستراتيجية المصرية للتعامل مع القضايا الإفريقية والعربية والدولية المدرجة على جدول أعمال المجلس خلال فترة عضوية مصر. وأضاف أبو زيد أن الخطة التى وضعتها وزارة الخارجية شملت تنظيم جولات خارجية لسامح شكرى وزير الخارجية ولعدد من الدول الفاعلة على المسرحين الدولى والإقليمى، كما شملت أيضًا زيارة مقر الأممالمتحدة فى نيويورك فى شهر إبريل الماضى وعقد لقاءات مع مندوبى الدول الأعضاء وقيادات المنظمة الدولية، فضلًا عن زيارة مقر الأممالمتحدة فى العاصمة الكينية نيروبى فى يناير الماضى، ومقر برنامج الأممالمتحدة للبيئة فى نيروبى، حيث تضمنت لقاءات وزير الخارجية عرض الرؤية المصرية للقضايا الدولية المختلفة، ومقترحات مصر للارتقاء بدور مجلس الأمن وتمكينه من أداء المهام المنوطة إليه بالفاعلية المطلوبة. كما تضمنت خطة التحرك المصرية تكليفات محددة للسفارات المصرية فى الخارج للتواصل المستمر والمكثف مع المسئولين فى دول الاعتماد للترويج للترشيح المصرى، بالإضافة إلى إرسال مبعوثين رفيعى المستوى إلى عدد من الدول لعقد لقاءات مع كبار المسئولين بها لتعزيز ودعم الترشيح المصرى، وتنظيم فاعليات ثقافية وسياسية بعدد من العواصم لنفس الغرض. وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى الحرص على إدارج موضوعات وقضايا تمثل أولوية خاصة للسياسة الخارجية المصرية خلال المرحلة المقبلة ستكون على أجندة ملتقى المندوبين الدائمين المقرر استضافته فى مصر، مثل سبل تمكين الدول الصغيرة والمتوسطة من التأثير على عملية صنع القرار داخل المنظومة الدولية، وسبل دفع عجلة التنمية فى الدول الإفريقية وإيجاد حلول غير تقليدية للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التى تواجه الدول الإفريقية الشقيقة، ودعم دور المرأة فى مجال تسوية الأزمات الدولية وبناء السلام، على خلفية ما تواجهه الدول النامية من صعوبات فى تأهيل المرأة وتمكينها فى الانخراط فى المجالات المشار إليها. فيما قالت مصادر داخل الوزارة أن هناك ملفًا أعد بالكامل عن تحركات مصر الدبلوماسية فى الأزمة اليمنية بالكامل، ووقف الصراعات فى الدولة العربية ومساعدة الشعب الليبى، وسيتضمن أيضا الدور المصرى فى الخارج ودورها فى القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والليبية والسورية وموقفها الداعم لاستقرار الدول ومكافحة الإرهاب، ودورها فى مجال مكافحة الإرهاب من خلال اتفاقيات وقعت مع عدة دول لمكافحة الإرهاب فى المنطقة بالكامل، ودورها الإقليمى للتقريب بين الشعوب وإنهاء الصراعات الطائفية كما ذكر المصدر أن الكويت ضمن أبرز الدول التى تساند وتدعم مصر لعضوية مجلس الأمن، وقرر تحالف «روسيا - الإمارات»، تشكيل مجموعة عمل غربية عربية لدعم مصر. وأكد السفير بدر عبد العاطى المتحدث السابق للوزارة وسفير مصر ببرلين خلال الفتره المقبلة إن مصر تستحق مقعدًا فى مجلس الأمن، ليس لأنها تشارك فى بعثات قوات حفظ السلام فى مناطق النزاع، بل لأن القاهرة عضو نشط وفعال فى الجهود الدولية المتعلقة بالسلام والأمن الدوليين، وجنبًا إلى جنب مع دورها فى قضايا الشرق الأوسط، وجهود مصر مع الأممالمتحدة لإحلال السلام فى مناطق الصراع فى إفريقيا، حيث تشارك مصر فى أكثر من سبع وثلاثين بعثة لحفظ السلام. كما أكد السفير حسن هريدى مُساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق، على وجود مؤشرات إيجابية تسهم فى حصول مصر على مقعد إفريقيا بمجلس الأمن الدولى، ولا سيما أن القاهرة تمتلك دعمًا عربيًا وإفريقيًا، ولديها علاقات مُتميّزة وعلاقات دولية قوية سوف تسهم فى فوزها بالمعركة الدبلوماسية أكتوبر المقبل، وخاصة أن انضمام مصر إلى مجلس الأمن الدولى من الأهداف السياسية الأكثر أهمية بالنسبة للرئيس السيسى، ولذلك لا يخلو اجتماعه بنظرائه من رؤساء العالم، أو عند استقباله الوفود الدولية والإقليمية، إلا ويتحدث عن أهمية دعم مصر نحو سعيها فى الحصول على مقعد مجلس الأمن الدولى، مؤكدًا من وجهة نظره أن المقعد يسهم فى انفتاح مصر على العالم بعد ثورة 30 يونيو وخلق دور إقليمى ودولى جديد، وبناء تحالفات استراتيجية للتعامُل مع القضايا الأمنية الإقليمية الملحة، ولا سيما بعد ظهور العديد من الجماعات المتطرفة التى باتت تهدّد الأمن والسلم الدوليين، مطالب عدم الانزعاج من موقف تركيا حيث يتوقع أن تركيا ستصوّت بالرفض على ترشح مصر على المقعد الدولى، وخاصة بعد خسارتها معركتها الدبلوماسية لصالح إسبانيا، بسبب مواقفها الدولية المحيّرة وعلاقتها المتوترة مع روسيا وإيران ودول الخليج، بينما القاهرة تمتلك علاقات مُتميّزة مع جميع دول العالم.