إلى متى يستمر تفشى اخطبوط الاهمال واللامبالاة بين المسئولين فى محافظة الاسكندرية..فى ظل السكوت على جريمة غاية فى الغرابة..سرقة تراث.. لم يلتف اليها المسئولون رغم وضوح تفاصيلها وضوح الشمس فى كبد النهار ...فمن يصدق تعرض اجزاء كبيرة من سور كورنيش الاسكندرية للسرقة! هذا السور الممتد من منطقة السلسلة حتى منطقة بحرى ويعد من المناطق التراثية. يشهد التاريخ بأن سور كورنيش الاسكندرية تم بناؤه عام 1905 فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى بمعرفة احدى الشركات الايطالية.... ويعتبر سور اقدم ميناء فى العالم وهو الميناء الشرقى الذى يحتوى على كنوز اثرية هائلة لاتقدر بثمن .....وبدلا من الحفاظ عليه حفاظا على هوية شعب فوجئ اهالى الاسكندرية على مدى الاشهر الماضية باختفاء اجزاء منه بداية من منطقة «الازاريطة» حتى «المنشية» واصبحت اجزاء كثيرة عبارة عن بلاطة - واحدة فقط وكانت فرصة لا تعوض للباعة الجائلين ان اصبح الجزء الباقى مرتعا لهم فتعالت صرخات الاهالى الذين ينتابهم الخوف من ان يأتى يوم ويختفى سور الكورنيش فى ظل الصمت المريب للمسئولين . توجهنا بالسؤال الى محمد متولى مدير عام الاثار الاسلامية والقبطية بالاسكندرية والساحل الشمالى وبسرعة أجاب.. بأن سور الكورنيش غير مسجل ضمن الاثار الاسلامية والقبطية ....وبالتالى لايتبعنى بل يتبع لجنة الحفاظ على التراث بمحافظة الاسكندرية ....انتهى الكلام. السؤال نفسه طرحناه على الدكتور محمد عوض رئيس لجنة الحفاظ على التراث فقال: سور الاسكندرية يبدأ من منطقة السلسة بالشاطبى وحتى قلعة قايتباى وهى المناطق التراثية لأن هذه المنطقة تحتوى على الميناء الشرقى الذى يعتبر اقدم ميناء فى العالم و يضم تحت مياهه كنوزا اثرية منها قصر كليوباترا وقصر التمونيوم لمارك انطونيو وبالتالى السور يعد من التراث ....وعندما نفاجأ بسرقة اجزاء من السور فهى كارثة بكل المقاييس تبين للمجتمع باسره ان يد الاهمال والتخريب والبناء العشوائى واخيرا السرقة قد طالت المناطق التراثية. وبنرة ممزوجة بالحسرة يضيف ..للاسف السادة المسئولون بالاسكندرية ليس لديهم وعى بالمناطق التراثية ولا رغبة فى الحفاظ على تراث المدينة لذلك من المتوقع ان يأتى يوم لانجد السور ولا المناطق التراثية. أما ابراهيم درويش الخبير الأثرى مدير عام الاثار الغارقة سابقا فيفجر قضية اخرى غاية فى الخطورة حيث يؤكد أن سور الاسكندرية لم يتعرض فقط للسرقة بل تعرض ايضا للتخريب والهدم عندما قامت محافظة الاسكندرية منذ عدة اشهر بردم جزء كبير داخل مياه الميناء الشرقى الاثرى بمنطقة المنشية ونزع السور لمسافة مئات الامتار من اجل اقامة جراج للسيارات داخل الميناء لرواد المحكمة والعاملين بها وهذه جريمة كبرى يجب معاقبة المسئولين عنها وتساءل قائلا :هل من المعقول ان نردم اثارا وندمر تراثا من اجل جراج للسيارات .هذا المشروع لم يدخل الخدمة حتى الان ولكن يتردد ان الجراج سيعمل رغم انف الجميع! ويستطرد قائلا.....لابد ان يسجل السور فى الآثار من اجل الحفاظ عليه وعلى آثار الميناء الشرقى لان عدم تسجيله حتى الان يعد نوعا من الاهمال والسكوت عليه جريمة لا تغتفر.