نحو 55 مليون ناخب يتحملون مسئولية اختيار مجلس نيابى قوى يمثل كل الفئات والتوجهات الاجتماعية والسياسية لمدة خمس سنوات مقبلة، فمن بين نحو 6 آلاف مرشح سيختار الناخبون 596 عضواً برلمانياً موزعين على 205 دوائر تضم 27 ألفا و300 لجنة. خبراء السياسة والاجتماع يؤكدون أن الانتخابات التى تبدأ مرحلتها الأولى بعد غد ستمثل منعطفا مهما لمستقبل البلاد ضد التخلف والرجعية التى قادتها الجماعة الإرهابية، ويحذر الخبراء من كارثة التخلى عن حق الإدلاء بالصوت لأنه سيفتح المجال للمفسدين ومدعى التدين على حساب جهود التنمية، لافتين إلى أن هناك مؤشرات مطمئنة بأن تتجاوز نسبة المشاركة فى الانتخابات 75% ممن يحق لهم التصويت. الدكتور أحمد زايد أستاذ الإجتماع السياسى بجامعة القاهرة ، يتوقع أن يكون الإقبال على الانتخابات عاليا جدا لأن المرحلة القادمة مصيرية ، والناس لديهم وعى بالأخطار التى تحاصر البلد من قوى أجنبية تريد استهلاك قوة مصر التى أصبح لديها أحد أقوى الجيوش فى المنطقة. ويشير أستاذ الاجتماع السياسى إلى أن الأنظار فى العالم كله تتوجه لمراقبة التجربة الديمقراطية المصرية والتى أصبح للمواطن دور فى تشكيلها، ولابد للمواطن أن يكون على مستوى المسئولية فى الاختيار الصحيح بعدة معايير عقلانية تتوافر فى المرشح الأمين الصادق غير الوصولى بعيدا عن مدعى التدين الذى يميز نفسه به ليصل لعقول البسطاء بأنهم أهل القرآن ولكنهم يتاجرون به. ويشدد الدكتور أحمد على أهمية أن يضع الناخب المصلحة العامة لبلده فوق أى اعتبار بعيدا عن القبلية أو القرابة لأنها أمانة فى رقبته، وألا ينخدع فى أصحاب المال والوعود الكاذبة ، ولا يقع تحت سيطرة المؤثرات الضخمة للإعلانات التى يملكها رأس المال المستغل الذى يوظف الدعاية الضخمة بملايين الجنيهات للتغلب على مرشح بسيط مخلص ووطني. ويضيف أن اختيار النائب القادم يجب أن يكون له مواصفات معينة منها أن يكون وجهه مألوفًا للناخب فى الدائرة منذ سنوات قبل بداية عمله الاجتماعى للترويج نفسه فى الانتخابات، وأن يسأل عنه مقربين له يثق فيهم، ويكون شخصية لها مواقف واضحة فعالة ونظيف اليد بجانب تمتعه بكاريزما وروح القيادة، ولا يعتمد فى الدعاية الانتخابية على رشاوى انتخابية «زيت وسكر ولحمة» مكتفيًا ببرنامج انتخابى عملي، إذا وعد يقدم ما يستطيع من خدمات سواء أصبح نائبًا لهم أو لم يصبح، فالمواقف والمبادئ لا تتجزأ ولا تكن مشروطة ب»انتخبونى تجدوني». مسئولية شعب ويرى الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الانتخابات ستشهد إقبالا من المواطنين يزيد على 75 % فهى مسئولية شعب عرف طريقه للتنمية بدءا من قناة السويس والمشروعات الجديدة التى أخذت طريقها للتنفيذ، بما يعنى أن المواطن أصبحت عليه مسئولية اختيار مجلس أمين على هذا البلد يساعد فى نشاطه الوطنى وآماله للمستقبل، وعلى أساس المصلحة العليا للوطن ، لذلك فإن التأخر عن الإدلاء بالصوت يعتبر نوعا من إهدار حق البلد علينا وكذلك حق أبنائنا، فتقاعس الشرفاء يمثل فرصة لمدعى التدين المتطلعين للسيطرة والحكم فى غيرصالح البلد ويوهمون الناخب بأنه سيدخل الجنة إذا انتخب المرشح الديني، خاصة وأنهم جماعات منظمة تتكتل لتحقق أهدافها، فالمشاركة لابد أن تكون غير عادية لانتخاب مجلس نواب غير عادى ، فيكون صناعة الشعب من أجل صناعة المستقبل. الأمل فى الشباب من جانبه يقول الدكتور مسعد عويس رئيس جهاز الشباب الأسبق إن جماعة الإخوان تدعو لمقاطعة الانتخابات البرلمانية لأن المشاركة فى الانتخابات ستعطى لمجلس النواب المقبل الشرعية الكاملة خلال الفترة المقبلة، لذلك فإن على الشباب الوطنى مسئولية إنقاذ الوطن سياسيا بالمشاركة الفعالة فكلما زادت المشاركة فى الانتخابات البرلمانية، زادت قوة البرلمان خاصة وأن بعض الدوائر زاد فيها تمثيل الشباب، ولذلك فإن ترشيح هذه الشريحة يعتبر خطوة لتسلم المسئولية من الكبار لتجديد دم الحياة النيابية الوطنية، وذلك حرصاً من الشباب على مستقبلهم ومستقبل مصر فهم أصحاب رأى ولديهم دور كبير فى الخدمات الاجتماعية، وطرح حلول لمشكلات القمامة والصرف الصحي، وتحسين خدمات المستشفيات، وزيادة عدد المراكز الشرطية ، وحل أزمة المرور. ويشير الدكتور مسعد إلى أن الكتلة التصويتية للمرأة تبلغ 27 مليون صوت، وهو ما كان يقتضى أن تسارع الأحزاب بوضع برنامج انتخابى أو وسائل دعاية مميزة تعمل على جذب هذه الكتلة التصويتية الضخمة القادرة على التأثير الإيجابى فى حالة استثمارها أو السلبى فى حالة إهمالها.وهناك مشاريع قوانين تعود بالفائدة على المرأة ومنها «قانون التأمين الصحى الموحد وخدمة المرأة المعيلة، ومحاربة الأمية، إلى جانب وضع تشريعات خاصة لمحاربة التمييز والعنف ضد المرأة والعمل على تمكينها. ويشير المستشار أحمد عبد العاطى الشافعى الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة آنه لابد لكل ناخب أن يدرك قيمة صوته الانتخابى وأهمية اختياره للنائب الذى يمثله من خلال عدة معايير، وإدراكه لخطورة الدور الذى يقوم به النائب داخل البرلمان، وتأثيره فى مسيرة العمل العام فى مستقبل الدولة وفى العمل السياسى المستقل فى الداخل والخارج ، ومراعاة المرحلة الخطيرة التى تمر بها مصر بين عواصف داخلية وخارجية تهدف لتدمير البلاد، ممايؤكد أن على الناخب مسئولية وطنية وقومية فى هذه الانتخابات، فقد يجد سهولة فى الحكم على مِرشّح انتخب عضواً فى البرلمان من قبل ، ومن خلال التقييم الفعلى لأدائه فى فترة وجوده بالبرلمان وقد يظهر مرشح جديد يكون أكثر وعيًا وإلمامًا بدقائق الأمور، يعتمد برنامجا شاملا ومشهود لهم بالكفاءة والجديّة ويحظى بسمعة حسنة، ولم تثر حوله أى شبهة تطعن فى مصداقيّته، وواجب الناخب أن ينتبه فى اختياره للمرشح بأن يكون من المشهود له بنظافة اليد والأمانة والصدق والشرف، وصاحب دور فعال فى العمل العام وخدمة المجتمع، ومؤهلاً لتولى هذه المسئولية.