أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن بلاده تهدف إلي «إيجاد حلول سياسية لجميع قضايا الشرق الأوسط بالتزامن مع مكافحة الإرهاب»، وشدد علي ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتشكيل جبهة دولية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي ومشروعه لإقامة «دولة الخلافة». وأكد لافروف أنه لم تطلب أي دولة أخري غير سوريا مساعدة عسكرية من روسيا، كما حذر في الوقت نفسه من مغبة استمرار المحاولات الرامية إلي تدمير الدولة في لبنان علي غرار ما جري ويجري خلال السنوات الأخيرة في كل من العراق وليبيا وسوريا. وأشار إلي أن روسيا لم تتلق طلبات دعم عسكري مباشر إلا من سوريا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتخذ القرار بشأن مثل هذه الطلبات عندما تقدم. وأضاف أن روسيا تتابع الموقف في العراق عن كثب، وكذلك أفغانستان، لكن سوريا فقط هي التي طلبت دعما مباشرا حتي الآن. وكشف الوزير الروسي عن أن الولاياتالمتحدة رفضت إرسال وفد عسكري علي مستوي عال إلي موسكو لبحث تعميق تنسيق القتال في سوريا كما كان مقترحا من موسكو. وأضاف أن الاقتراح تقدم به بوتين خلال زيارته إلي نيويورك بنهاية سبتمبر الماضي، كما تضمن الاقتراح أيضا إرسال وفد روسي بقيادة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف للولايات المتحدة كخطوة تالية، وقال إن واشنطن أبلغت موسكو أيضا أنها لن تستقبل الوفد الروسي. وفي حديثه إلي قناة «إن تي في» الروسية، أوضح لافروف أن هناك مجموعة من الدول التي صارت تستهدف إسقاط نظام آخر، وتدمير دول أخري. وأضاف أن مشكلة تفشي الإرهاب في الشرق الأوسط صارت في نهاية المطاف مرتبطة بتدمير الدولة في العراق وفي ليبيا والآن في سوريا، وربما قريبا في لبنان». واتهم لافروف الفرنسيين بتسليح المتطرفين الذين قال «إنهم الآن يتحدثون كثيراً وبصوت عال عن ضرورة احترام القانون الدولي، وفي حالة الأزمة الليبية، علي الرغم من الإجماع، حول قرار حظر تزويد الأسلحة لأي كان في ليبيا، تم تقديم هذه الأسلحة لمعارضي الزعيم السابق معمر القذافي، وعلاوة علي ذلك، فهم تحدثوا عن ذلك علنا، وتحدوا وهم يفعلون ذلك منتهكين قرار مجلس الأمن الدولي». كما كشف لافروف تورط بعض فصائل تحالف «قوي سوريا الديمقراطية» الذي تشكل أخيرا ضمن صفوف المعارضة السورية المسلحة في التعاون مع تنظيم «داعش» الارهابي، وإن اشار الي «انه هناك بين هذه الفصائل العديد من التشكيلات التي لا نعتبرها إرهابية، ومنها وحدات كردية وميليشيات مسيحية آشورية، ومستعدون للتعاون معها». وقال في كلمته التي القاها امس في مجلس الدوما ان بلاده تتابع تحركات هذا التحالف الذي يضم جماعات مسلحة كثيرة، بما فيها وحدات حماية الشعب الكردية والفصائل الأخري التي شاركت في المعركة ضد تنظيم «داعش» في شمال سوريا وخاصة في محيط مدينة عين العرب (كوباني) في أواخر العام الماضي وأوائل العام الحالي». وعاد لافروف ليطرح التعاون مع العربية السعودية وتركيا والبلدان الاخري في المنطقة ، وكذلك البلدان الغربية التي دعاها إلي تقديم المساعدة لموسكو في إقامة الاتصالات بتلك التشكيلات المسلحة. وقال «هذا ما نريده من أولئك الذين يملكون التأثير علي هذه التشكيلات ويمولونهم ويسلحونهم، إذا كانت هذه التشكيلات ترفض التطرف والإرهاب فعلا، فنحن نسعي لإقامة الاتصال بها والتعاون معها». وادان الوزير الروسي محاولات الدوائر الغربية الرامية الي عرقلة قيام نظام عالمي جديد والحيلولة دون بناء عالم متعدد الاقطاب. وفي واشنطن، حذر جون كيري وزير الخارجية الأمريكي من إمكانية تفجير صراع سني شيعي يكون مدمراً للمنطقة بكاملها جراء الصراع السوري، مشيراً إلي أن الغارات الروسية قد تطيل أمد النزاع، مما قد يؤدي لتدمير سوريا، علي حد قوله. وأشار كيري، في كلمة ألقاها بجامعة هارفارد، إلي أن ما يقع في سوريا كارثة إنسانية تصرخ في وجه السياسيين للعثور علي حل، لافتا إلي أن الرئيس بشار الأسد يمثل مغناطيسا يجذب كل الإرهابيين لسوريا»، علي حد تعبيره. وتابع أن الإدارة الأمريكية بصدد إعادة التفكير وتغيير الأدوات والنظر في خيارات مختلفة. وفي الوقت ذاته، أعلن آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي أن القادة العسكريين الروس والأمريكيين سيعقدون جولة جديدة من المحادثات لتجنب أي اصطدام بينهما في الأجواء السورية حيث تشن طائرات البلدين ضربات. وأكد أن «هذه المحادثات تحقق تقدما لكن لم ينجز أي شيء بعد»، مشيرا إلي أنه «حتي مع استمرار خلافنا السياسي حول سوريا، يجب أن نكون قادرين علي الاتفاق علي الأقل بشأن التأكد من سلامة أفراد قواتنا الجوية قدر الإمكان».