في الآونة الأخيرة، بدأت السياسة المصرية تتجه تجاه دول الشرق، وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على توسيع العلاقات مع دول الشرق التى ساندت ووقفت بجانب مصر على مختلف الأصعدة. وقد تركت ثورة 30 يونيو آثارها على السياسة الخارجية بصورة مثيرة للتأمل والإعجاز الشديد. هذا ما تؤكده الدكتورة أميرة الشنواني أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية وأمينة عام المجلس المصري للشئون الخارجية. وتقول إن الرئيس عبد الفتاح السيسي حدد أهم الملامح السياسية الخارجية المصرية في الخطاب الذي ألقاه يوم تأديته لليمين الدستورية، حيث شدد على أن عهد التبعية قد مضى ولن يعود، وأن مصر ستتبع من الآن فصاعدا أسلوب الاحترام والندية المتبادل مع عدم التدخل فى شئون البلاد الداخلية.. فمصر- طبقا لرؤيته- يجب أن تكون ذات علاقات ديمقراطية متوازنة ومتنوعة لا بديل فيها لطرف عن الآخر. وتضيف الدكتورة الشنوانى أن مصر بدأت فى الانفتاح على جميع بلاد العالم، ولا تنحصر فى اتجاه واحد، حيث أخذت تتجه شرقا نحو روسيا عسكريا واقتصاديا، وعلى الصين أيضا، لإقامة علاقات قوية فى مجال التعاون الأمني والاقتصادي ، وفي نفس الوقت فمصر تحافظ على علاقاتها الخاصة مع أمريكا على الرغم من موقفها من ثورة 30 يونيو، و مساندتها للتيار الإسلامى الذي رفضه الشعب المصري. وتشير إلى وجود تحديات خارجية كثيرة تواجه السياسة الخارجية المصرية شرقا والانفتاح على دول العالم؛ سواء تحديات دول الجوار على الحدود الغربية بسبب الأزمة الليبية وأثرها على الأمن المصري إلى جانب انتشار الإرهاب والاسلحة، أوالسودان على الحدود الجنوبية، وفى سيناء حيث الحدود الشرقية ووجود إسرائيل بأطماعها التوسعية المعروفة. وتوضح أن كثيرا من المراقبين يتوقعون- ربما خلال عقد واحد من الآن- تغير شكل النظام الدولي الراهن الذى يسيطر عليه قطب واحد (الولاياتالمتحدةالأمريكية) إلى نظام دولي متعدد الأطراف، رغبة في إنهاء السيطرة والهيمنة على العالم لخدمة مصالحها الإستراتيجية، وأكدت الدكتورة أميرة أن اتجاه مصر نحو روسيا جاء أولا بسبب تأييدها لثورة 30 يونيو وإرادة الشعب المصري، إلى جانب- ثانيا- وجود علاقات تاريخية متميزة.. والآن فإن روسيا تمثل نفوذا قويا له دور ملحوظ في الشرق الأوسط يسمح لها بالتأثير في عدد من قضاياه الهامة؛ مثل الأزمة السورية التي أدت إلى فتح المجال واسعا للقوة الروسية. أما عن الصين فهي إحدى الدول الكبرى في الشرق، وهي تقدر الدور المصري وتحرص على توطيد علاقة قوية مع مصر. إن التوجه المصرى شرقا يحقق الاستقلالية في السياسة الخارجية. وعلى الجانب الآخر، أكد السفير وهيب المنياوي سفير مصر الأسبق في اليابان أن السياسة التي يتبعها الرئيس عبد الفتاح السيسى تجاه الخارج مثيرة للتأمل والإعجاب الشديد؛ فمصر بدأت سياسة خارجية جديدة جعلتها محط اهتمام وترحيب من جميع رؤساء العالم الراغبين في التعامل معها، وترسيخ المبادئ التي أعلنها الرئيس، والتى تتفق مع القيم السياسية والاقتصادية والثقافية التي تؤمن بها معظم دول العالم . المتحضر. ويقول السفير المنياوى إن اتجاه السياسة المصرية ناحية الشرق يرجع أولا إلى أن آسيا هى أكبر قارات العالم مساحة وسكانا، وهذا العدد السكاني الهائل يمثل فرصة كبيرة للتعاون الاقتصادي وفتح أسواق جديدة لصادراتنا، بالإضافة إلى أن المراكز الصناعية في آسيا ناجحة وقوية، وهو ما يدعونا إلى توجيه وتكثيف العلاقات الاقتصادية والسياسية. وبالتأكيد فإن من أهم دول آسيا الصينواليابانوروسيا والهند وكوريا الجنوبية واندونيسيا.. فكل تلك الدول أصبح لها شأن رفيع المستوي، مثل مجلس التعاون الاقتصادي لآسيا، ومنطقة المحيط الهادي، ورابطة جنوب شرق آسيا.