مسالمة مع من حولها .. متصالحة مع نفسها لدرجة تبعدها كثيراً عن دائرة الأزمات .. حسناء بينها وبين الكاميرا حكايات تروى .. حققت مكانة كبيرة فى المسرح والسينما والدراما تعاملت فيها مع كبار المخرجين أمثال يوسف شاهين ومحمد خان وخيرى بشارة. إنها الفنانة ليلى علوى التى كرمها مؤخراً المهرجان القومى للسينما تقديرا لمشوارها الفنى المليء بالأعمال المتميزة واعتبرته تكريما مميزا بطبعه لانه تكريم عن مشوار طويل وجهد قدمته على مدار سنوات عديدة فى العمل الفنى وكان لنا معها هذا الحوار: ماذا يعنى تكريمك فى المهرجان القومى للسينما؟ تكريم المهرجان القومى هو تكريم مميز بطبعه لانه تكريم عن مشوار طويل وجهد قدمته على مدار سنوات عديدة فى العمل الفني, وعندما يأتى تكريم بهذا الحجم ومع فنان أعتبره من اساتذتى وهو يحيى الفخرانى فهذا يزيد من قيمة التكريم بالنسبة لي. وكيف ترين إقامة المهرجان فى الوقت الحالى؟ أرى ان إقامة اى فعاليات فنية فى هذه الفترة التى تعيشها مصر خطوة مهمة وجيدة بالنسبة لهذا المهرجان فقد توقف وعاد منذ الدورة السابقة بسبب ظروف الثورة وتعتبر عودته ايضا انتصاراً للفن بشكل عام , كما ان اقامة المهرجانات فى مصر فى مواعيدها هى دلالة واضحة على الامن والامان ومدى استقرار الاوضاع ويجب ان نسعى جميعا ونعمل على استمرار ذلك لان الفن له قيمة كبيرة فى الحياة ولا أعتقد ان هناك مجتمعات تستطيع ان تعيش بدون فن. وماذا تمثل الجوائز والتكريمات بالنسبة للفنان؟ الجوائز والتكريمات للفنان هى دليل على نجاحه وعلى جودة اختياراته وهى مؤشر انه يسير فى الطريق الصحيح , والحمد لله لقد حصلت على العديد من التكريمات عن ادوار مميزة قدمتها فى مشوارى او حتى عن مجمل اعمالى سواء داخل مصر او خارجها، واكون سعيدة للغاية بالتكريم فى بلدى كما ان التكريم فى الخارج له طعم خاص لانه يؤكد ان الفن المصرى يستطيع ان يتجاوز الحدود ويصل لكل الشعوب وهذه هى قيمة وأهمية الفن الذى يتحدث عن الإنسانية بشكل عام. هل تشعرين بحالة من الرضا على ما قدمتيه؟ الحمد لله, كما قلت لقد بذلت مجهودا كبيرا لأقدم تاريخا أتشرف به, ولدى حالة رضا كاملة بما قدمته فى مسيرتى وفخورة بالعديد من الاعمال التى اثارت حالة من الجدل وحققت نجاحا جماهيريا وايضا نقديا كبيرا, وأعمالا أيضا استطعت أن أبرز فيها مهارتى التمثيلية واتحدى نفسي, وأتمنى ان اظل فى هذا الطريق حتى النهاية. وما هى الأعمال التى تعتزين بها طوال مشوارك؟ الأعمال بالنسبة للفنان مثل أبنائه فكل ابن تعيش معه مرحلة من حياتك وتبذل معه مجهودا كبيرا وبصراحة شديدة اعتز بكل ابنائى فانا اعشق «خرج ولم يعد» الذى تم اختياره ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصرى فى تاريخ السينما المصرية وايضا المصير والبؤساء وسمع هس وبحب السيما والعديد والعديد. هل هناك شخصيات تتمنين تجسيدها فى السينما أو التليفزيون؟ طموح الفنان لا ينتهى عند حد معين لأن الحياة تسير وكل مرحلة ولها شخصياتها وبصراحة أرى ان لدى طاقة كبيرة لتقديم العديد من الموضوعات والشخصيات وأتعامل مع كل عمل جديد كأنه أول عمل أقدمه, ومع ذلك لا توجد شخصيات ابحث عنها بعينها ولكن انا شخصيا عندما اصدق شخصية اقدمها على الفور. فى حياة كل منا أشخاص لهم دور كبير فى تكوين شخصيتنا، فمن الذين شكلوا حياتك؟ أمى ثم أمى ففى البداية عشقت الفن من امى وتعلمت منها الالتزام والدقة فى العمل وعدم خداع الآخرين وان اتحدث بصراحة مهما تكن العواقب وان اعمل ما احب واشعر به، امى كانت ومازالت تعمل فى الاذاعة ربنا يعطيها الصحة واتعلم منها كل يوم , وعلى المستوى الفنى فقد تأثرت بالعديد من الاساتذة واستفدت ايضا منهم كثيرا ومنهم الاستاذ نور الشريف الذى تعلمت منه الالتزام ومساعدة الغير لانه لم يبخل على اى شخص باى معلومة فكان عطاء رحمه الله كذلك استفدت كثيرا من يحيى الفخرانى لانه ممثل شديد الموهبة. وبماذا تنصحين الجيل الجديد من الفنانين الشباب؟ إن أردت ان تستمر وتعمل فعليك ان تقدم فنا هادفا وتختار خطوات بدقة لان النجاح سهل ومن الممكن ان تكون ناجحا فى سنوات قليلة ولكن الاستمرار هو الأصعب وهناك نماذج كثيرة نجحت وفشلت فى الاستمرار بسبب سوء الاختيار , فيجب على كل ممثل يحب موهبته ان يحافظ عليها وألا يهدرها فى اعمال تقلل من شأنها , ويجب ان تكون نفسك لا تقلد احدا واصنع تاريخا لك وحدك حتى تظل فى ذاكرة جمهورك لان الجمهور لا يقبل ان تكون شخصا آخر. من خلال معايشتك للواقع الفني، من يقف وراء انهيار الفكر السينمائي؟ انا ضد كلمة انهيار الفكر السينمائى لأنه اذا كانت هناك افلام هابطة لا تمثل صناعة السينما ككل ولكن الفنان الذى يسعى للشهرة فقط وعدم التركيز لا يبقي, ونحن لدينا جمهور يقيم الفنان ويتفاعل مع الافلام السينمائية منذ اول فيلم فى تاريخ السنيما وبالتالى يجب اذا اردت ان تبقى فى الذاكرة ولا تنسى اعمالك فاحترم جمهورك فان احترمته فلن ينساك ابدا , كما انه فى كل العصور والازمنة لا توجد افلام جيدة فقط او سيئة فالكل معروض وعلى الجمهور ان يختار ما يناسبه ولكن ثق ان العمل الجيد هو الذى سيعيش حتى لو لم يحقق الايرادات المتوقعة وتاريخنا مليء بهذه النماذج. ما رأيك فى حال السينما الآن؟ السينما الآن تعيش مرحلة انتقالية كما هو حال مصر, وهناك حالة تشتت وارتباك تنتاب بعض شركات الانتاج, ونجحت افلام بعينها فى ان تسيطر على الساحة ولكن وسط كل ذلك هناك نماذج سينمائية جيدة استطاعت ان تحقق بصمة وايضا رد فعل جيدا مع الجمهور ومنها افلام «لامؤخذه, والفيل الازرق, واسوار القمر ,واولاد رزق, وسكر مر, وفتاة المصنع, وبتوقيت القاهرة», وغيرها من النماذج الجيدة أصبحت الألفاظ الخادشة عنوانا لأغلب الأعمال السينمائية.. من المسئول عن ذلك؟ كما قلت هناك افلام تخرج عن المألوف ثم تسيطر وهذه الافلام لا تعيش طويلا فهى مثل الظواهر التى تحدث فجأة ثم تختفى حتى انها تسقط من نظر صناعها لذلك لا نستطيع ان نعمم السينما او حالها على ظاهرة محددة وقد يكون المسئول عنها صناع العمل او الجمهور الذى قبل هذه الافلام ودعم وجودها. وكيف نواجه هذه الظاهرة؟ الجمهور نفسه الذى دعمها فى وقت من الاوقات هو نفسه الذى سيرفضها فى وقت آخر لانه سيكتشف انه مخدوع, وان هذه الافلام لم تعد تناسب ذوقه ووقتها لن تحقق الايرادات المرجوة وستضطر شركات الانتاج تغيير المسار وتقديم نوعيات أخرى.
سنوات من التألق والأعمال المهمة حدثت ما بين أول مشهد قدمتيه على الشاشة وما بين تكريمك فى المهرجان القومى للسينما .. كيف ترين ذلك؟ منذ بدايتى وانا حريصة على اختيار أعمالي, وقد أكون محظوظة فى بداياتى لانه تم ترشيحى للعديد من الأعمال المهمة والوقوف بجانب أساتذة كبار استفدت كثيرا من خبراتهم فقد تتلمذت على يد الكبار ومنهم يوسف وهبى وفريد شوقى ويحيى الفخرانى ورأفت الميهى ونور الشريف والكثير من عمالقة الفن وهذا ما جعلنى اقف على ارض صلبة ولا أتردد فى رفض الادوار التى لا تعجبنى وكنت افضل الجلوس فى البيت عن اختيار عمل لا أحبه وأعتقد ان هذا فضل من الله لذلك فانا فخورة بما قدمته فى مشواري.