11 فى سرية تامة وفرتها المخابرات الحربية المصرية بالتعاون مع جهاز المخابرات العامة اجتمع يومى 22 و 23 أغسطس 1973 فى مكتب اللواء فؤاد أبو ذكرى قائد القوات البحرية المصرية بالإسكندرية، المجلس الأعلى المشترك للقيادتين المصرية والسورية «13 رتبة عسكرية رفيعة للغاية» ولم تستطع المخابرات الإسرائيلية أن ترصد هذا الاجتماع... وهو ما اعتبرته لجنة أجرانات الإسرائيلية التى تبحث اسباب هزيمتهم فى أكتوبر 1973 فشلا ذريعا للاستخبارات الإسرائيلية. خلال اجتماع الغواصة «الاسم الكودى لهذا اللقاء» وافق المصريون والسوريون على شن الحرب فى أكتوبر 1973 بعد أن أصبح عامل الوقت فى غير صالحنا ويصب فقط فى صالح إسرائيل على أن يترك تحديد الموعد النهائى للرئيسين أنور السادات وحافظ الأسد فى أقرب وقت ممكن... وهو ما اقتضى عملية خداع بارعة من جانب الرئيس السادات الذى طار إلى المملكة العربية السعودية فى زيارة مفاجئة أعقبها بزيارة إلى دولة قطر ثم اختتمها بزيارة سوريا يومى 28 و 29 أغسطس 1973 حيث اتفق مع الرئيس السورى حافظ الأسد على أن يكون يوم 6 أكتوبر هو موعد بدء الحرب. وهنا لابد أن أشير إلى دور المخابرات الحربية والمخابرات العامة المصرية فى تأمين اجتماع «الغواصة» بالتأكيد على ضرورة تدوين القرارات التى سيتفق عليها بخط اليد ضمانا لسريتها حيث كان العد التنازلى نحو ساعة الصفر قد بدأ بالفعل ولابد من مواصلة تعمية الإسرائليين عن رؤية ما يجرى تحت وهم الاعتقاد بأنهم يملكون القدرة على سماع دبة النملة فوق أى أرض عربية. ولكى يكتمل خداع الأيام الأخيرة التى تسبق موعد بدء الحرب فإن الرئيس السادات استغل يوم 28 سبتمبر 1973 الذكرى الثالثة لوفاة جمال عبد الناصر وأعلن فى خطبته العفو عن الصحفيين المبعدين وإعادتهم إلى عملهم بينما ظهر حديثه عن أزمة الشرق الأوسط عموميا ومطاطا ولا ينبيء بأى جديد بينما كانت القوات المسلحة المصرية تستعد لكى تبدأ بعد 48 ساعة فقط من خطاب السادات فى وضع اللمسات الأخيرة للهجوم تحت مسمى المشروع التدريبى «مناورات الخريف» يوم أول أكتوبر كمقدمة للتحول من المشروع التدريبى للعملية الهجومية يوم 6 أكتوبر. ... وغدا نواصل الحديث [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله