نتيجة المرحلة الأولى 2024 أدبي كاملة.. مؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025    محافظ الجيزة: وزارة الكهرباء أمدتنا بسيارات طوارئ ومولدات.. والأزمة في طريقها للحل    بسبب الإجراءات.. وزير السياحة: المطارات المصرية من أفضل المطارات في العالم    «تنظيم الاتصالات» يعلن إيقاف 13 ألف موبايل والاشتباه في 60 ألفًا    متابعة جهود التحول إلى الري الحديث في زراعات قصب السكر بمنطقة بلوخر أسوان    غدًا.. انطلاق ثاني قطارات عودة السودانيين الطوعية    زعيم كوريا الشمالية خلال إحياء ذكرى الهدنة مع سيئول: لا ننسى جهود الصينيين    أمريكا.. احتجاز رجل متهم بطعن 11 شخصا في ولاية ميشيجان    حكومة غزة: المجاعة تزداد شراسة وما يجري مسرحية هزلية    موقف الزمالك من بيع أحمد فتوح.. إعلامي يكشف مفاجأة    رتوش أخيرة.. إعلامي يكشف رحيل نجم الأهلي إلى أوروبا    مواعيد وملاعب مباريات الزمالك في الدوري المصري.. والتوقيت    لاعب الاتحاد: جماهير الزمالك ظلمت مصطفى شلبي    لويس دياز يقترب من الانتقال إلى الدورى الألماني    رابط مفعل الآن.. رغبات المرحلة الأولى لتنسيق الجامعات 2025    بيان مهم بشأن موعد انكسار الموجة الحارة وحالة الطقس في القاهرة والمحافظات    مصرع طفلة وإصابة 5 آخرين في انهيار جدار منزل بقنا    عاش «أزمة نسب» ورفض الخضوع لجراحة دقيقة.. 6 محطات من حياة زياد الرحباني    وائل جسار: عمرو دياب بحس دماغه شبابية.. وتامر حسني قلبه قلب طفل (فيديو)    انطلاق مهرجان الأوبرا الصيفي باستاد الإسكندرية بأغاني الفلكلور ونجوم الشباب    في ذكرى رحيله.. يوسف شاهين "فلسفة إخراجية طرقت أبواب العالمية"    "وصلة" مع الأجيال.. المهرجان القومي للمسرح يحتفي بمسيرة المخرجين عصام السيد وإسلام إمام    هل الحر الشديد غضب من الله؟.. عضو بمركز الأزهر تُجيب    قافلة عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» محملة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية في طريقها إلى غزة    هل تجوز الصلاة بالبنطلون أو «الفانلة الداخلية»؟ أمين الإفتاء يُجيب    فريق طبي بجامعة أسيوط يعيد الأمل لشاب بعد إصابته بطلق ناري نتج عنه شلل بالوجه    الدكتور «أحمد البيلي» وكيلاً لوزارة الصحة ب الشرقية (تفاصيل)    للرجال فوق سن الثلاثين.. 5 أطعمة تساعدك على إنقاص دهون البطن    حرارة الشمس تحرق الاحتلال.. إجلاء 16 جنديا من غزة بسبب ضربة شمس    "تركوه غارقًا في دمائه".. كواليس مقتل سائق "توك توك" غدرًا بأبو زعبل    محافظ الوادي الجديد ينعى مدير الأمن الراحل إثر حادث سير بالمنيا    هولندا تصنّف إسرائيل ك"تهديد لأمنها القومي".. فما السبب؟    اختبارات توجيه طلاب الإعدادية والثانوية إلى أفضل المسارات التعليمية    ننشر أسماء أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية بشمال سيناء.. الطالبات يتفوقن على الطلبة ويحصدن المراكز الأولى    مدبولي يوجه بمراجعة أعمال الصيانة بجميع الطرق وتشديد العقوبات الخاصة بمخالفات القيادة    تأجيل محاكمة 108 متهمين بخلية "داعش القطامية" ل 28 أكتوبر    الكونغو.. مقتل 21 شخصًا على الأقل بهجوم على كنيسة في شرق البلاد    تعرف على طرق الوقاية من الإجهاد الحراري في الصيف    ذكرى وفاة «طبيب الغلابة»    الغربية تستجيب لمطالب أولياء الأمور وتُخفض الحد الأدنى للقبول بالثانوي العام    وزير الثقافة يزور الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم بعد نقله إلى معهد ناصر    رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفدا صينيا لبحث التعاون المشترك    «فتح»: غزة بلا ملاذ آمن.. الاحتلال يقصف كل مكان والضحية الشعب الفلسطيني    قبل كوكا.. ماذا قدم لاعبو الأهلي في الدوري التركي؟    بالفيديو.. مركز المعلومات ينشر جهود "التعليم العالي" للارتقاء بالمعاهد    بعد عودتها.. تعرف على أسعار أكبر سيارة تقدمها "ساوايست" في مصر    داليا مصطفى تدعم وفاء عامر: "يا جبل ما يهزك ريح"    لوائح الدوري المصري 2026 – عقوبات الجمهور.. وسلطة مطلقة لرابطة الأندية    مجلس جامعة بني سويف ينظم ممراً شرفياً لاستقبال الدكتور منصور حسن    لمروره بأزمة نفسيه.. انتحار سائق سرفيس شنقًا في الفيوم    وزير البترول يبحث خطط IPIC لصناعة المواسير لزيادة استثماراتها في مصر    الجيش السودانى معلقا على تشكيل حكومة موازية: سيبقى السودان موحدا    وزير التموين يفتتح سوق "اليوم الواحد" بمنطقة الجمالية    «مصر تستحق» «الوطنية للانتخابات» تحث الناخبين على التصويت فى انتخابات الشيوخ    مصر تنتصر ل«نون النسوة».. نائبات مصر تحت قبة البرلمان وحضور رقابي وتشريعي.. تمثيل نسائي واسع في مواقع قيادية    جواو فيليكس يقترب من الانتقال إلى النصر السعودي    بعد فتوى الحشيش.. سعاد صالح: أتعرض لحرب قذرة.. والشجرة المثمرة تُقذف بالحجارة    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من ملفات الجاسوسية الإسرائيلية ( 2) مصر لم تزرع أشرف مروان فى إسرائيل
نشر في أكتوبر يوم 30 - 06 - 2013

تعتبر قضية أشرف مروان من أهم قضايا الجاسوسية فى القرن العشرين وتحتاج إلى وقفة تحليلية لتقييم أبعاد هذه القضية فى جميع المجالات وانعكاساتها السلبية على الموقف المصرى وخصوصًا حرب أكتوبر 1973، وصولاً إلى استخلاص الدروس المستفادة منها، مع الوضع فى الاعتبار أن هذه القضية ومعالجتها لا تدخل فى إطار العمل الصحفى أو الإعلامى حيث إنها تمس مؤسسات استراتيجية تتحكم فى الأمن القومى المصرى بمفهومه الواسع، ويتطب الأمر الوصول إلى حقائق هذه القضية وأبعادها وظروفها بعيدًا عن الإثارة أو تسجيل المواقف، وأن ما دفعنى إلى الاقتراب من هذه القضية هو الاتصال المباشر بالمجال الذى تناولته هذه القضية فى هذه الفترة الزمنية.
وانطلاقًا من هذا المجال فإن بداية هذه الواقعة قد وردت وبدون تحديد صفة العميل فى تقرير لجنة « أجرانات» التى شكلتها إسرائيل خلال حرب أكتوبر 1973 (22 أكتوبر) لبحث أوجه القصور فى أداء القوات المسلحة الإسرائيلية، حيث ورد فى تقرير اللجنة الذى صدر فى 1976 الحقائق التالية:
*إنه فى يوم 4 أكتوبر 1973 وقبل إجازة عيد الغفران فى إسرائيل، والتى تبدأ يوم 6 أكتوبر، اجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر بقيادة رئيسة الوزراء جولدا مائير وبحضور وزير الدفاع والعميد إلياهو زعيرا مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية لتقدير موقف نيات مصر العدوانية فى ظل الحشد المصرى على جبهة القناة تحت ساتر المناورة التدريبية للقوات المصرية، وتم فى هذا الاجتماع عرض جميع المعلومات المتوافرة لدى إسرائيل عن الحشود المصرية عن الجبهة ونوايا مصر العدوانية وكان تقدير موقف المخابرات الحربية الإسرائيلية بقيادة إلياهو زعيرا أنه بالرغم من كل هذه الحشود على جبهة القناة فإن مصر غير قادرة على القيام بأية عمليات عسكرية مؤثرة ضد إسرائيل، وأنها لو تمت فإنها لن تتعدى عمليات هجومية محدودة وغير مؤثرة، وأن القوات الإسرائيلية على الجبهة قادرة على صد أية عمليات عسكرية هجومية من جانب مصر وأن هجومًا منظمًا من جانب مصر وسوريا ضد إسرائيل يعتبر احتمالاً ضعيفًا وغير محتمل.
* وبعد الاستماع إلى قرار العميد إلياهو زعيرا انتهى الاجتماع وبدأ مجلس الوزراء الإسرائيلى والمسئولون الإسرائيليون فى الاستعداد لقضاء إجازة عيد الغفران خارج العاصمة إلا أنه فى سعت 2300 فى يوم 5 أكتوبر 1973وصلت إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) برقية من أحد عملائه المهمين للغاية والموثوق بمعلوماته بمستوى (1/A) وتفى هذه الدرجة بأن المصدر المذكور فى مركز دائرة اتخاذ القرارات الاستراتيجية ودرجة معلوماته سرى للغاية وتعنى رقم (1) بأن درجة الثقة فى معلوماته عالية للغاية ولا يرقى إليها الشك، وتضمنت البرقية أن مصر وسوريا ستقومان بالهجوم على إسرائيل فى وقت واحد فى آخر ضوء يوم 6 أكتوبر 1973، سعت 1800.
* وعلى ضوء ما سبق، فلقد تم استدعاء مجلس الوزراء الإسرائيلى للاجتماع برئاسة جولدا مائير وبدأ الاجتماع سعت 400 فجر يوم 6 أكتوبر واتخذ قرار التعبئة العامة الشاملة اعتبارًا من سعت 600 صباح يوم 6 أكتوبر، وبدأت مقدمات الخط الأول الاحتياط الوصول إلى مسارح العمليات فى سيناء والجولان بعد 8 ساعات من إطلاق كود التعبئة سعت 1400 وقت بدء هجوم القوات المصرية والسورية سعت 1350 يوم 6 أكتوبر.
* وبعد صدور تقرير لجنة أجرانات والذى تضمن الواقعة بدون تسمية وصفة العميل (أ/1) فلقد أشارت الاحتمالات فى ذلك الوقت أن يكون هذا التسرب قد تم من القيادة السورية والأردنية والذى أطلقت عليه المخابرات الإسرائيلية الاسم الكودى (بابل).
* وفى بداية عام 2002، بدأت المصادر فى إثارة هذا الموضوع مرة أخرى بعد نشر الكاتب الأمريكى هوارد بلوم لمقالاته عن هذا الموضوع فى صحيفة الهيرالد تريبيون، والذى كشف فيها إلياهو زعيرا، مدير المخابرات الإسرائيلية فى ذلك الوقت عن عميل العميلة (بابل) أشرف مروان، وهو ما أثار مشكلة بين رئيس الموساد وإلياهو زعيرا، لكشفه أحد عملاء جهاز الموساد الإسرائيلى، وبدأت وسائل الإعلام فى تناول هذه القضية بأبعادها المختلفة ويصرف النظر عما ورد بوسائل الإعلام فإن الأمر يتطلب إلقاء الضوء على هذه القضية وصولاً إلى الحقائق التى لا تقبل ولا تحتمل الجدل أو الاستنتاجات فى قضية من أهم قضايا التجسس فى القرن العشرين انطلاقاً من الحقائق التالية:
* من باب الإنصاف وانطلاقاً من الحقائق فإن المصادر قد تناولت روايتين فى هذا المجال، الأولى منها أن المذكور أشرف مروان قد عرض التعاون مع المخابرات الإسرائيلية من خلال وسيط يتردد عليه للعلاج، والثانية أن المذكور قام بالاتصال مباشرة بالسفارة الإسرائيلية فى لندن وعرض التعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلية، وأيًا كان صدق أى منهما فإن النتيجة النهائية أن المذكور قدم نفسه للمخابرات الإسرائيلية وعرض التعاون معها وهذا هو لب وصلب الموضوع والقضية.
* وانطلاقاً مما سبق فإن المذكور كان دافعه للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية دافعًا ماديًا بحتًا والتى قدرتها المصادر الإسرائيلية ب 20 مليون دولار أمريكى.
* وبالإضافة إلى ما سبق فإن المذكور قد حدد أيضًا مستوى اتصاله مع رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) مباشرة ضمانًا لأمنه وتحاشيًا لأية عمليات كشف من خلال وسيلة الاتصال باعتبارها أضعف حلقات العملية السرية، واستمر على هذا المنوال طوال فترة تشغيله وبدون أية استثناءات.
* إن المذكور بحكم موقعه الوظيفى داخل هدف يعتبر مجمعًا للمعلومات ذات صفة السرى للغاية عن الأمن المصرى بمفهومه الواسع وفى فترة إعادة بناء وتسليح القوات المسلحة ومؤسسات الدولة الأخرى وخصوصًا العاملة فى مجال المعلومات عن إسرائيل عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وداخليًا، وهو مكتب سكرتير السيد الرئيس للمعلومات والذى يعتبر هدفًا مغريًا لأى جهاز مخابرات ويتطلب المجازفة والدراسة لاختراقه.
* إنه من وجهة النظر الفنية والمهنية فإن الأمر يتطلب من جهاز المخابرات الإسرائيلى التأكد أولا من دافعه للتعاون ومدى الثقة فى هذا العرض من خلال عينة المعلومات المقدمة من العميل بالإضافة إلى الحصول على وسيلة السيطرة عليه منذ اللحظة الأولى ووضعه تحت الاختبار للتأكد من ولائه الكامل للموساد وبصفة مستمرة منذ عرض التعاون عليها فى أبريل 1969.
ثانيًا: واستكمالًا لمرحلة التجنيد تبدأ أهم مرحلة للاستفادة من العميل بتشغيله لتغطية احتياجات المخابرات الإسرائيلية وتقييم إنتاجه بصفة مستمرة مع الوضع فى الاعتبار أن قيمة المعلومة ودرجة سريتها هما اللتان تحددان درجة الثقة فى العميل ومستواه المهنى فى هذا المجال، ومن الواضح أن العميل المذكور قد تجاوز فترة الاختبار وأصبح فى فترة وجيزة مصدر ثقة المخابرات الإسرائيلية من خلال المعلومات التى قدمها منذ عرض التعاون مع الجهاز وخصوصًا أنه قد تقلد المناصب التالية:
* العمل فى مكتب السيد الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات منذ 1968 وحتى 13 مايو 1971.
* عين سكرتير السيد الرئيس أنور السادات للمعلومات منذ 15 مايو 1971 وحتى 1974.
* عين سكرتير السيد الرئيس للاتصالات الخارجية 1974.
* رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع منذ 1975 وحتى مارس 1979.
* عين سفيرًا بالخارجية 1987إلا أنه لم يمارس الوظيفة.
وإذا ما انتقلنا إلى الصراع العربى - الإسرائيلى والمحاولات العربية لتحرير الأراضى المحتلة بعد نكسة 1967، وخصوصًا مصر لتحرير الأراضى المحتلة فى ظل جمود سياسى دولى لا يبشر بأية أمل لحل هذا الصراع، وتوافر أفضل الأوضاع الدفاعية والقتالية لإسرائيل على الجبهات العربية، الأمر الذى أدى إلى اللجوء للعمل العسكرى باعتباره الحل الوحيد لكسر هذا الجمود وتحريك الموقف السياسى وكانت عمليات 1973 ضد إسرائيل ضرورة ملحة لتحقيق ذلك بالتنسيق مع سوريا وبدأت عمليات تنظيم التعاون والتنسيق بين القيادتين المصرية والسورية سياسيًا وعسكريًا، وتم الاتفاق على تفصيلات الخطة ومرحلة الخداع الاستراتيجى وسعت سوريا لبدء الهجوم ومن هنا نشير إلى التالى:
* إن القيادة المسلحة المصرية طلبت أن تكون سعت س آخر ضوء يوم 6 أكتوبر (سعت 1800) باعتباره من أفضل التوقيتات لإتاحة الظروف المناسبة لإنشاء الكبارى ليلًا لانطلاق القوات المدرعة والمدفعية الثقيلة ووحدات الدفاع الجوى المصاحبة للتشكيلات، إلا أن القيادة السورية المسلحة طلبت أن تكون سعت س فى أول ضوء يوم 6 أكتوبر لإتاحة الظروف للقوات المهاجمة للعمل طوال النهار لاحتلال الهضبة السورية.
* ووصولًا لحل وسط بين التوقيتين، فلقد تم الاتفاق بين القيادتين فى آخر زيارة للفريق أول أحمد إسماعيل لسوريا قبل المعركة يوم 3 أكتوبر 1973، وبمواقف الرئيس حافظ الأسد على أن يكون توقيت الهجوم سعت 1400 يوم 6 أكتوبر مع الاحتفاظ بسرية هذا التوقيت بينهما لتحقيق المفاجأة الاستراتيجية للعدو.
* وعلى ضوء ما سبق، وبرغم الجدل حول هذا الموضوع وللحكم على قيمته من الناحية العسكرية، فإن النتيجة النهائية وهى الأهم أن العملية (بابل) قد حققت لإسرائيل الإنذار بالهجوم المصرى - السورى وتعبئتها لقواتها اعتبارًا من سعت 600 صباح يوم 6 أكتوبر وأن القوات وصلت لمسارح العمليات منذ بدء الهجوم المصرى - السورى بعد أن كانت هذه التعبئة مستبعدة وغير واردة فى ذهن القيادات الإسرائيلية فى اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلى المنعقد سعت 1600 يوم 4 أكتوبر 1973.
ثالثًا: ازدواجية عميل العملية (بابل)
* إن ازدواجية العميل تعنى أنه يعمل مع جبهتين متضادتين فى وقت واحد وأحدهما يعلم حقيقة تعامله مع الأخرى مع الوضع فى الاعتبار أن تشغيل العميل المزدوج من أعقد وأصعب عمليات المخابرات ولا يلجأ إليها أى جهاز مخابرات إلا للضرورة القصوى لاعتبارات أمنية وفنية وإنسانية أهمها أن العميل المزدوج إنسان تتنازعه رغبات واتجاهات يحاول تحقيق معظمها لصالحه منهما طبقًا لدافعه الإنسانى للتعاون.
* وبالرغم مما سبق فلقد حسم بيان السيد سامى شرف، سكرتير السيد الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات، هذا الموضوع ونفيه تكليف الملازم أول كيميائى محمد أشرف أبوالوفا مروان بأية مهمة خارج حدود الجمهورية العربية المتحدة منذ التحاقه 1968، بسكرتارية الرئيس جمال عبدالناصر للمعلومات وحتى يوم 13 مايو 1971، بالإضافة إلى أنه لم يرصد أية معلومات متوافرة عن نشاطه حتى تم الكشف عن تفاصيل العملية (بابل) 2002، جريدة الدستور بتاريخ 2010/7/16.
وعلى ضوء ما سبق فإننا نورد الحقائق التالية:
* إن عميل العملية (بابل) قد حقق لإسرائيل أهدافها الاستراتيجية من هذا التعاون وبدون تحفظ وكان كل ما يدور فى مصر كتابًا مفتوحًا للمخابرات الإسرائيلية فى جميع المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والداخلية.
* إن الخداع الاستراتيجى لمصر والذى بدأ من أبريل 1973 قد حقق لمصر عدم تعرض قواتها المسلحة لضربة إجهاضية من إسرائيل بالإضافة إلى حائط الصواريخ على الجبهة والذى يغطى المجال الجوى لها لمسافة 15كم شرق القناة.
* إن الإنذار بالهجوم من عميل العملية (بابل) يوم 5 أكتوبر والذى ترتب عليه إعلان التعبئة فى إسرائيل اعتبارًا من سعت 600 يوم 6 أكتوبر قد حقق لإسرائيل التوازن الدفاعى للنسق الثانى والاحتياطيات القريبة غرب المضايق اعتبارًا من قبل آخر ضوء يوم 6 أكتوبر 1973.
* إن عميل العملية (بابل) لم يخدع إسرائيل بل إن إلياهو زعيرا، مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية هو الذى خدع نفسه بتقديراته الخاطئة عن نيات وقدرات مصر الهجومية لإفراطه فى الثقة بنفسه والتى لولا الإنذار بالهجوم والبدء فى التعبئة لكانت إسرائيل قد تعرضت لكارثة عسكرية يصعب تداركها لأجيال قادمة.
* إن إصرار العميد إلياهو زعيرا، مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية على موقفه الثابت بأن مصر غير قادرة على القيام بأية عمليات عسكرية مؤثرة ضد إسرائيل واستبعاد التنسيق مع سوريا قد حد من الاستفادة الكاملة من المعلومات الغزيرة لعميل العملية (بابل) والتى لم تتناول مقومات المقاتل المصرى الذى رفض الهزيمة منذ البداية، وأبى الاستمرار فيها فى حياة الخنادق المهنية وغير الآدمية والتى عندما أتيحت له فرصة الخروج من هذه الخنادق رفض العودة إليها حتى ولو كلفه ذلك حياته. وبالإضافة إلى ما سبق ولتأكيد واقعة تجسس أشرف مروان لصالح إسرائيل من خلال المصادر المصرية المختلفة تعليقًا على هذه الواقعة وللرد على موضوعين رئيسيين هما:
الموضوع الأول: هل كان أشرف مروان عميلًا مزدوجًا؟
نشير فى هذا المجال إلى إفادة السيد المرحوم الوزير أمين هويدى والذى كان مشرفًا على جهاز المخابرات العامة المصرية فى ذلك التوقيت، فى مقابلة مع إحدى القنوات الفضائية تعليقًا على هذا الموضوع بأنه لا يعلم شيئًا عن هذا الموضوع جملة وتفصيلًا، وبالتالى وبالإضافة إلى شهادة السيد سامى شرف - سكرتير السيد الرئيس جمال عبد الناصر فى ذلك التوقيت- فإن أشرف مروان يعتبر عميلًا لإسرائيل وليس عميلًا مزدوجًا.
الموضوع الثانى: هل خدع أشرف مروان إسرائيل بإبلاغهم بأن الهجوم المصرى - السورى سعت 1800 يوم 6 أكتوبر وأن ما حدث كان سعت 1400 يوم 6 أكتوبر؟
نشير فى هذا المجال أيضًا بأن توقيت الهجوم كان فعلًا سعت 1800 يوم 6 أكتوبر حتى يوم 3 أكتوبر حيث تم تغييره فى دمشق أثناء زيارة المرحوم الفريق أول أحمد إسماعيل لسوريا فى ذلك التاريخ إلى سعت 1400 يوم 6 أكتوبر بدلًا من سعت 1800 فى الوقت الذى كان فيه أشرف مروان فى لندن والثابت من المقابلة التى تمت مع المرحوم محمد نصير فى إحدى القنوات الفضائية وتعليقًا على هذا الموضوع بأنه استنجد بأشرف مروان، والذى كان موجودًا فى لندن يوم 4 أكتوبر لمساعدته فى العودة إلى مصر من لندن حيث تم إبلاغه من شركة مصر للطيران بأن المجال الجوى المصرى مغلقًا للطيران المدنى اعتبارًا من يوم 6 أكتوبر (تم احتواء هذا الموقف فى حينه من القوات المسلحة وإبلاغ مكاتب مصر للطيران بأن المجال الجوى المصرى مفتوحًا لتلافى كشف توقيت الهجوم)، وهو ما يشير إلى أن أشرف مروان كان موجودًا فى لندن يوم 5 أكتوبر 1973، والذى يتزامن أيضًا مع وصول البرقية المشار إليها سابقًا إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية، والتى تشير إلى قيام مصر وسوريا بالهجوم على إسرائيل يوم 6 أكتوبر سعت 1800.
وفى النهاية وتعليقًا على تصريح الرئيس السابق حسنى مبارك حول هذا الموضوع بأن أشرف مروان قد أدى خدمات جليلة لمصر لم يحن الوقت للكشف عنها فإننا نشير إلى التالى:
* إن هذا التصريح ليس دفاعاً عن أشرف مروان بقدر ما هو دفاع عن نفسه، حيث إن أشرف مروان كان صديقًا حميمًا لعائلة مبارك وأسهم مع جمال مبارك فى شراء صفقة ديون مصر، كما أنه كان من ضمن المدعوين لحفل زفاف نجله جمال مبارك، وبالتالى لا يمكن أن يسمح الرئيس السابق حسنى مبارك للإعلام المصرى بالاستمرار فى ترديد أن صديق العائلة كان جاسوسًا إسرائيليًا على مصر لصالح إسرائيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.