بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية5491, ظهرت قوتان كبيرتان وهما الاتحاد السوفيتي الشيوعي وعلي رأسه روسيا وبعض دول أوروبا الشرقية تحت مظلة حلف وارسو, والأخري أمريكا الرأسمالية ومعها بعض دول أوروبا الغربية تحت مظلة حلف الأطلنطي.. ونشأت حروب باردة بين الكتلتين لسنوات طويلة تخللتها حروب صغيرة ساخنة بالوكالة عن طريق دول أخري أصغر حجما, وهذا الوضع شكل توازنا عالميا لم يتيح لأحدهما الانفراد بالسيطرة علي العالم وحده!! وكان هذا التوازن يصب في مصلحة دول كثيرة كانت تكافح وتتطلع للحرية والاستقلال. وغزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان بدعوة من حكومتها الشيوعية, وقاومت أمريكا الوجود السوفيتي بالوكالة عن طريق مجموعات إسلامية متشددة تحت ساتر محاربة السوفيت الكفرة, والتي خرج منها تنظيم القاعدة الإرهابي, الذي انقلب علي أمريكا بعد ذلك واعتدي عليها بما عرف بأحداث11 سبتمبر.2001 وبعد خروج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان تفكك وانفصلت دول أوروبا الشرقية وعادت روسيا إلي حجمها الأصلي وأصبحت أمريكا هي القوة العظمي الوحيدة في العالم, مما أدي إلي خلل في التوازن العالمي الذي صب في غير مصلحة باقي دول العالم, لأنه لم يوجد من يوقف غطرسة أمريكا وكبح جماحها وأطماعها. وقامت أمريكا بغزو أفغانستان والعراق, وخططت لضرب المنطقة العربية وتقسيمها عن طريق ما سمي بالربيع العربي عن طريق الوكالة باستخدام جماعات إرهابية تكفيرية طالت تونس ومصر وليبيا وسوريا والعراق واليمن وعلي رأسها تنظيم داعش, والذي تقود أمريكا الآن تحالفا دوليا للقضاء عليه, وبالرغم من ذلك فإنه يتمدد وينتشر, مما يدل علي عدم جدية أمريكا, بدليل تصريح الرئيس أوباما بأن القضاء عليه يستغرق ثلاث سنوات!!! ومعروف أن هدف أمريكا هو تقسيم المنطقة واضعافها لمصلحة إسرائيل, ولتحقيق الرواج لشركات السلاح الأمريكية. ودخلت روسيا الاتحادية في سوريا للقضاء علي داعش والمنظمات الإرهابية الأخري التي دربتها أمريكا لاسقاط النظام السوري!!.. هكذا عادت روسيا مرة أخري لتكون القوة العظمي الثانية لإعادة التوازن العالمي مرة أخري الذي سيصب من جديد في مصلحة شعوب الأرض. سمير محمد غانم مدير عام بالمخابرات العامة بالمعاش