سماء سوريا تزدحم بالغارات

50 طائرة روسية تستهدف مواقع للإرهابيين.. ومسئولون أمريكيون: الضربات طالت معارضين تساندهم «سى.آى.إيه»

تحولت سماء سوريا إلى فضاء مزدحم بالغارات الجوية الدولية التى تتنافس عليها القوات الروسية والأمريكية لقصف أهداف تنظيم داعش الإرهابي.
فقد أكد الجيش الروسى أمس شن ضربات ليلية جديدة فى سوريا على خمسة مواقع لتنظيم داعش فى محافظات إدلب وحماة وحمص.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي نشر أكثر من 50 طائرة ومروحية وقوات مشاة تابعة للبحرية ومظليين ووحدات من القوات الخاصة في إطار وجودها العسكري في سوريا.
وقال الجنرال ايجور كوناشنكوف المتحدث باسم الوزارة أن "الأسطول الجوي الذي سيشن غارات في سوريا يضم أكثر من 50 طائرة ومروحية".
وقالت الوزارة فى بيان لها إن مقاتلات سوخوى 24 و25 التابعة للجيش الروسى دمرت فى ثمانى طلعات جوية و20 غارة مقر قيادة مجموعات إرهابية ومخزن أسلحة فى منطقة إدلب، وكذلك مشغلا لصنع سيارات مفخخة فى شمال حمص، وعددا من مخازن الوقود والأسلحة والمعدات العسكرية. وذكرت قناة «روسيا اليوم» نقلا عن الوزارة أن الطائرات الروسية تفادت خلال الغارات تدمير البنية التحتية المدنية فى سوريا، وعرضت القناة مشاهد لهذه الغارات.
ومن جانبها، قالت قناة «الميادين» التليفزيونية إن المقاتلات الروسية قصفت مواقع فى سوريا أمس شملت مناطق ريفية قرب بلدة جسر الشغور بشمال غرب البلاد والخاضعة لسيطرة تحالف لجماعات المعارضة يضم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وذكر المصدر نفسه لقناة الميادين أن الطائرات نفذت ما لا يقل عن 30 ضربة جوية استهدفت «جيش الفتح»، كما قصفت مناطق فى محافظة إدلب منها منطقة جبل الزاوية، وكذلك مناطق فى محافظة حماة إلى الجنوب.
جاء ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أمس نقلا عن مسئولين أمريكيين أن الغارات الروسية فى سوريا يبدو أنها لم تستهدف مناطق يوجد بها عناصر تنظيم داعش، بل استهدفت المعارضين الذين تساندهم المخابرات الأمريكية «سي.آي.إيه» بصفة عامة.
كما صرح وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس بأن «هناك إشارات تفيد بأن الضربات الروسية لم تستهدف داعش»، مضيفا «أن الضربات يجب أن توجه إلى داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى وليس إلى المدنيين والمعارضة المعتدلة»، على حد تعبيره.
وردا على ذلك، رفض وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أمس كل الشكوك التى وصفها بأنها «عارية عن الأساس» التى أبداها الغربيون حيال الضربات الروسية.
وقال لافروف فى تصريحات أدلى بها بعد لقاء مع نظيره الأمريكى جون كيرى فى نيويورك إن «الشائعات التى تفيد بأن أهداف هذه الضربات لم تكن تنظيم داعش عارية عن الأساس تماما»، مضيفا أنه لم يتلق «أى معلومات» عن وقوع ضحايا مدنيين نتيجة القصف..كما أوضح بيان للكرملين أمس أن الضربات الجوية الروسية فى سوريا تستهدف قائمة من المنظمات الإرهابية المعروفة، وقال إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين راضيا عن الحملة حتى الآن.. وفى تطور آخر، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن ‫مصادر لبنانية مطلعة على الوضع فى سوريا، وفى الوقت نفسه، أعلن وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر أنه يرى مشكلة تكمن فى أن روسيا تحاول مواجهة داعش فى الوقت الذى توفر فيه دعما للرئيس السورى بشار الأسد، الأمر الذى سيصعد من الصراع الدائر فى سوريا.