بعيدا عن الجدل المثار حول انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، وأوضاع مرشحي الرئاسة يبقى السؤال الأهم الذي يطاردني أينما ذهبت، ويطارد جميع المصريين في الشارع المصري وربما في منامهم أيضا، وهو لمن ستمنح صوتك في الانتخابات الرئاسية؟ ومن هو الشخص الذي تراه مناسبا من وجهة نظرك لقيادة مصر في المرحلة المقبلة؟ الحق يقال أنني كنت أجيب عندما يوجه إلىّ هذا السؤال الصعب، بأنني لا استطيع الحكم مسبقا، خاصة بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية استبعاد عشرة من المتقدمين لخوض سباق الرئاسة لعدم توافر شرط من الشروط الواجب توافرها قانونيا في كل منهم، ومن أبرز المستبعدين اللواء عمر سليمان الذي أحدث بنزوله بحلبة المنافسة ردود أفعال متباينة في الشارع السياسي وخيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل ومرتضى منصور وأيمن نور. الواضح أن المشهد السياسي في مصر ازداد تعقيدا، عقب الإعلان الأخير للجنة العليا للانتخابات الرئاسية عن المرشحين المستبعدين والمستمرين في المارثون الانتخابي على مقعد الرئيس، الأمر الذي يؤكد أن الخريطة الانتخابية ستتغير بشكل كبير، وأن الأيام المقبلة ستحمل في طياتها الكثير من المفاجآت التي ستظل تتوالى في سباق الانتخابات الرئاسية. الإصرار الغريب من قبل الجماعات الإسلامية على احتكار السلطة في مجلسي الشعب والشورى، ومحاولتهم الإنفراد بالجمعية التأسيسية قبل حلها من قبل القضاء، وبمقعد رئيس الحكومة ورئيس مصر، ورفضهم إقصاء مرشحيهم في الانتخابات الرئاسية "ولو بالقانون"، وإعلانهم الجهاد والصدام المسلح وإراقة الدماء أمام مقر اللجنة العليا للانتخابات، عقب إعلان استبعاد أبو إسماعيل من الانتخابات الرئاسية، يؤكد بما لا يدعو مجالا للشك أن الجماعات الإسلامية "أصحاب المنافع" يحملون الخير لأنفسهم وليس لمصر، بل يريدون صداما بينهم وبين الجيش بحجة أنهم أصحاب هذه الثورة والأحق بالانتفاع بمكاسبها. وللأسف الشديد أن مواقف الجماعات الإسلامية وأفعالها الأخيرة، لم تعد تقنع أحد بجدوى تزكية أي من مرشحيهم في انتخابات الرئاسة المقبلة، الأمر الذي يجعل قناعة المواطن البسيط تتحول – بدون توجيه حزبي- إلى إعطاء صوته الانتخابي لمرشح رئاسي لا ينتمي لتيار إسلامي بعينه ليخسروا بذلك تواجدهم في الشارع المصري وفي الجمعية التأسيسية وفي الانتخابات الرئاسية وربما في البرلمان المتوقع حله أيضا بحكم قضائي بعد أن فسدت طبختهم في أن يصنعوا من الفسيخ .. تاريخ.