أمس كان موعدنا مع عيد شم النسيم ذلك العيد الذي تنفرد به مصر عن سائر الدنيا باعتباره إرثا تاريخيا منذ عصر الفراعنة الذين كانوا يقدسون جمال الطبيعة ويحترمون خصوصية نهر النيل العظيم ويبذلون كل جهدهم للحفاظ علي البيئة. والحقيقة أن الأعياد ليست مجرد مظاهر وعادات, وإنما هي في جوهرها أفضل تجربة لاختبار قوة الإنسان ومدي قدرته علي أن يعيش الفرحة كلما أتيحت الفرصة لذلك! ولعل ذلك ما يدفعني إلي القول بأن بإمكاننا أن نجعل من كل أيامنا أيام عيد وبهجة وسعادة إذا توافرت لدينا الإرادة الصادقة لضرب كل أجواء اليأس والإحباط التي يريد البعض نشرها دون إدراك, لأنهم أول من سيدفع ثمن ذلك إن عاجلا وإن آجلا! إننا نستطيع أن نعيش فرحة الأعياد عندما نتخلص من أوهام الاضطهاد وهواجس الإحساس بسوء الحظ, وأن نستبدل تلك الأحاسيس المرضية بوقفة دائمة ومتجددة لحساب النفس والذات! نحن نستطيع أن نعيش السعادة إذا تلفت كل واحد منا حوله وأدرك أنه يعيش في وطن كان علي طول التاريخ أكثر أمنا وأوفر استقرارا من أوطان أخري بعضها مازال يعاني من اضطرابات عرقية والبعض الآخر يعاني من صراعات سياسية وطائفية! و قد سئل أحد الحكماء ذات يوم عن سر طاقة التفاؤل التي تعبر عنها كلماته باستمرار ومن أين يستمد هذا الشعور بالرغبة الدائمة في تكرار الحديث عن السعادة التي تحيط بالناس ولا يحسون بها؟! وكان جوابه بسيطا وموجزا عندما قال لسائليه إن عليكم كنقطة بداية أن تتخلصوا من أي أوهام تحرمكم من لذة السعادة والاستمتاع بالحياة, وأن تتوجهوا بالشكر للمولي- عز وجل- الذي منحكم الصحة والعافية والستر وراحة البال لأن كل جزئية من هذه النعم تفوق كل ما تحويه خزائن الدنيا من المال أو السلطة أو الجاه! ومعني ذلك أن بإمكان كل واحد أن يعيش السعادة الحقيقية وأن يدرج اسمه ضمن قائمة المحظوظين في الدنيا إذا أدرك أن سعادته وراحته تكمن في أداء الواجب وراحة الضمير وقناعة النفس لأن مفتاح السعادة يجيء مع الإحساس الصادق براحة الضمير بعد أداء الواجب علي عكس الذين يكسبون عيشهم بسهولة ويسرقون جهد الآخرين لينسبوه لأنفسهم.. فمثل هؤلاء هم أكثر الناس تعاسة حتي لو تظاهروا بغير ذلك! و اللهم اجعل مصر بلدا آمنا تتوالي فيه الأعياد وتتراجع فيه الأزمات! خير الكلام:
كثرة الابتسام تقوي الروح ونزعة التسامح تريح الضمير! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله