أصبح ميدان التحرير قبلة المصريين وساحة للرأي, وموقع جذب أعداد كبيرة من السائحين يتجولون في الميدان قبل ان يزوروا المتحف المصري, وليس غريبا ان تسعي دول كثيرة الي استخدام اسم ميدان التحرير, وكان آخر هذه الميادين في العاصمة البريطانية لندن.. ميدان التحرير هو قلب الحركة في العاصمة, ويقتني معماريا مباني من القرن التاسع عشر, وأوائل العشرين, مثل الجامعة الامريكية والفنادق, ومبني جامعة الدولة العربية, ووزارة الخارجية, وكوبري قصر النيل, وجامع عمر مكرم, ومتحف الآثار, ومجمع التحرير, وأسفل الميدان يزدحم بخطوط مترو الأنفاق. خبراء التنسيق والتخطيط العمراني لهم رأي علمي يقول ان مساحة ميدان التحرير, خامة جميلة, ورحبة, وتتسع لأفكار مبدعة ومشاريع جاذبة للسياحة وآن الأوان أن يعاد تخطيط الميدان, ورفع المعاناة البصرية والمرورية, ومنح المشاة مساحة أفضل, وحيزا أوسع, للحركة والتصوير, ومنح السيارات سيولة اكبر لعبور الحيز الفراغي الأكبر في المدن المصرية, وعلي حد قول د.سامح العلايلي استاذ التنسيق والتخطيط العمراني جامعة القاهرة ضرورة إزالة المبني المحترق للحزب الوطني, الذي كان يضم المجالس القومية المتخصصة ومجالس المرأة, وحقوق الانسان, والأعلي للصحافة, وقد حجب هذا المبني المحترق رؤية النيل عن المتحف المصري, رغم العلاقة الأزلية بين مقتنيات المتحف المصري وعظمة النيل, وكلاهما يحمل تاريخا تجاوز سبعة آلاف سنة, وكل منهما محروم من الآخر, السؤال هل سوف تمر الذكري الاولي لثورة الشباب في25 يناير مرور الكرام, لا أظن وقد اكتسب الميدان شهرة عالمية. الأمر المتوقع ان المحافظة بخبرائها, تحمل أفكارا مثل إعداد معارض لأفكار خلاقة من الثوار والفنانين, إقامة مسابقة دولية لأجمل تطوير, إقامة نصب تذكاري لشهداء الثورة, تصميم يسمح بمليونيات ان جاز التعبير ومنصات تسمح بالخطابة والرأي, إظهار الميدان ونطاقه العمراني بمظهر جمال مهيب غير مفتعل يعكس رقيا وارتقاء مع الحفاظ علي الطابع العمراني, ويتناسب مع تكريم الشهداء وتخليد ذكراهم وتطوير أرضية الميدان كشرايين حركة ومسطحات خضراء, لا تسمح بوجود المقاهي والباعة, وكل اشكال التشوهات المسيئة لأجمل موقع دخل التاريخ, وتحويل مبني الحزب الوطني, ومجمع التحرير الي فنادق ثلاثة نجوم لجذب شباب السائحين المبهورين بالثورة السلمية. ان ميدان التحرير ينبغي ان يتحول الي متحف سماؤه مفتوحة معبرة عن الحرية, ويشدو في إصدائه زئير الشباب, الذي طالب مساء الثلاثاء25 يناير بكسر شقفة الفقر, ومحو البطالة, ومحاربة الفساد, فكانت ثورة من كل ميادين مصر هزت أركان النظام الفاسد سقط في17 يوما..