تدرس محافظة القاهرة حالياً إعداد مخطط عام للارتقاء العمراني بمنطقة ميدان التحرير والممتدة من النيل إلى حي الإسماعيلية ومن مدخل شارع رمسيس إلى منطقة الوزارات وليس مقصوراً على حدائق الميدان فقط. ويشمل كافة المداخل المطلة عليه من الكورنيش وكوبري 6 أكتوبر ومجلس الشعب وقصر النيل وشامبليون وطلعت حرب.. ، وربطها جميعاً بنسق معماري متميز يليق بسمعة الميدان ومكانته العالمية، وأعلنت المحافظة عن نيتها لمشاركة خبراء عالميين في وضع تصميم الهيكل المعماري للميدان والذي يعود معظمه لعصر الخديوي إسماعيل. أكد د.عبد القوي خليفة محافظ القاهرة أنه سيتم طرح مسابقة عالمية تشارك بها منظمة اليونسكو توضح العمق التاريخي للميدان بأهم الثورات والأحداث التي مر بها منتهياً بثورة 25 يناير لإتاحة مشاهدة ومواكبة الأحداث للزائر حديثاً للميدان ، والعمل بالتوازي من خلال مرحلتين الأولى الأفكار وتجميعها والثانية المشروع وتنفيذ ما يتفق عليه ، من خلال كراسة شروط وأهداف سامية لإعادة تهيئته بالشكل الجمالي الذي نرضى عنه كمواطنين وتنفيذيين.. جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة مركز القاهرة للحفاظ على التراث العمراني برئاسة المحافظ وحضور د. سامح العلايلي مستشار المحافظ للتخطيط العمراني و ا.د علي رضوان خبير التراث والآثار و ا.د فتحي صالح مدير مركز توثيق التراث الحضاري و ا.د ماهر استينو أستاذ التصميم العمراني و ا.د طارق والي أستاذ العمارة ومدير مركز القاهرة واللواء عبد الفتاح عبد العزيز السكرتير العام وعدد من قيادات المحافظة ، أوضح خلاله المحافظ أهمية التعاون بين المحافظة ومركز القاهرة وكافة الجهات المعنية بالحفاظ على التراث العمراني من أجل التطوير الشامل العمراني لمحافظة القاهرة ووضع خريطة عامة موضح عليها المناطق التراثية والعمل على حماية المنشآت والمباني بها وتفعيل اتفاقيات التآخي الموقعة مع كبريات العواصم العالمية وخاصة التاريخية لتبادل الخبرات والمعلومات في مجال حماية المناطق التراثية وتطويرها والارتقاء بها. وأكد اللواء عبد الفتاح عبد العزيز السكرتير العام على أهمية تزامن تطوير الميدان مع انتهاء الأعمال من مشروعات تطوير فندق هيلتون وجراج التحرير . وأكد د. ماهر استينو أستاذ التصميم العمراني أن هناك بعض الميادين في الدول الأخرى تم تغيير أسمها إلى ميدان التحرير مثل باريس وأمريكا وحرص عدد من الشخصيات الهامة في العالم على زيارته ولذا يجب أن ننظر إلى الميدان على إنه الأسطورة التي حدث بها الحدث الهام وهو تفجير الثورة ، وأشار إلى أهمية مشاركة كافة أفراد المجتمع والشباب ورجال الفكر لطرح الأفكار والبدائل مثلما حدث في اللوفر في باريس حيث عرض على المواطنين المشاركة في المشروع لمدة عام. وأكد د .علي رضوان خبير التراث والآثار أن متحف الآثار المصرية هو أول مبنى في العالم شيد كمتحف منذ 110 عام وأن كافة المناطق السابقة له شيدت كقصور تم إستغلالها فيما بعد كمتاحف وإنه يمثل الجوهرة المتلألأة في الميدان ولابد في كافة الأحوال وأعمال التطوير أن يراعى إظهار المتحف في أبهى صورة له. وأضاف د. فتحي صالح مدير مركز توثيق التراث الحضاري على أهمية ميدان التحرير على مواقع التراث العالمية التابعة لليونسكو كأماكن لها قيمة تاريخية مثل ميدان شهيد في المغرب ليس على أحداث 25 يناير ولكن لما له من أعماق وأصول تاريخية كثيرة واستغلاله كعامل جذب لكافة السائحين الذي يحضروا للقاهرة الآن لمشاهدة الميدان ولا يجدوا به سوى ساحة فضاء بدون أي أحداث لما جرى وما حدث بالميدان. وسوف يتم التعاون ما بين مركز التوثيق الحضاري والمحافظة بعمل عرض بانوراما لأحداث الثورة في الميدان لكي يكون مزار يحكي ما تم في أحداث الثورة وأن يكون 25 يناير جزء من الأحجام الرئيسية للأحداث التي حدثت في هذا المكان التاريخي الهام.