طغت القضية السورية علي مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس مما وضع كل من روسياوإيران، الحليفين المخلصين لدمشق، في موقف قوي لفرض استراتيجيتهما علي الدول الغربية لجعل المعركة ضد التكفيريين في سوريا أولوية قصوي، والإبقاء علي الرئيس بشار الأسد في السلطة. وقد آدان الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من يؤيدون الرئيس السورى بشار الأسد الذى وصفه بأنه «طاغية قاتل للأطفال» وقال أوباما ان قتل ديكتاتور لشعبة مأساه انسانية تخص العالم بأسرة. وقال ان العنف ليس الطريقة المثلى لمحاربة الارهاب وقال «علينا أن نتحرك ضد أى حرب طائفية فى العالم» وأضاف أن الطغاه والديكتاتوريين يغذون التطرف فى العالم, وقال ان المرحلة الانتقالية فى سوريا يجب ان تكون بدون الاسد. وفى قضية اللاجئين السوريين قال أوباما «سنبقى أكبر مانح للاجئين السوريين ومستعدون للتعاون مع ايرانوروسيا بشأن سوريا». وأبدى أوباما استعداده للعمل مع روسياوايران اللتين تدعمان نظام الرئيس بشار الاسد بهدف التوصل الى حل للنزاع السورى. وقال أوباما ان الولاياتالمتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول بما فيها روسياوايران لحل النزاع, وتدارك ولكن ينبغى ان نقر بانه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء لايمكن العودة الى الوضع الذى كان قائما قبل الحرب. وقبل ساعات من افتتاح أعمال الجمعية العامة، وفي مقابلات تليفزيونية، فرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني رؤيتهما لإدارة النزاع السوري بمواجهة الأمريكيين والأوروبيين الذين تهزهم أزمة اللاجئين والتهديدات الإرهابية. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إنه لن يغير موقفه خلال مناقشات الجمعية العامة تجاه رحيل الرئيس السوري مع محاولاته الدفع تجاه استراتيجية دبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية المستعرة في البلاد. وقال رئيس الوزراء لشبكة "آي تي في" الأخبارية البريطانية إنه "لن يساوم علي هدفه الأصلي" ، وأضاف ان " ما نقوله ، هو أن ما نحتاجه هو حملة عسكرية ضد داعش، واستراتيجية سياسية والتوصل إلي تسوية سلمية، وأكد علي ضرورة زيادة جهود المجتمع الدولي لمواجهة تنظيم داعش، قائلا "نريد سوريا دون داعش وبدون الأسد، لأنه لا يوجد مستقبل للشعب السوري بوجود أحدهما أو كليهما". وبلهجة مماثلة، نقلت صحيفة حرييت التركية أمس عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قوله إن بلاده لا تزال تعارض أي انتقال سياسي في سوريا يكون فيه دور للرئيس بشار الأسد. وقالت الصحيفة إن أوغلو الموجود في نيويورك لحضور دورة الجمعية العامة قال إن تركيا تقبل أي حل سياسي يوافق عليه السوريون لكن يجب ألا يكون الأسد جزءا منه. واغتنم الرئيس الإيراني حسن روحاني تردد الغربيين بشأن مصير الرئيس السوري، الذي كان رحيله الفوري وغير المشروط مطلبهم منذ فترة طويلة، ليؤكد وجود إجماع دولي واسع لبقائه في السلطة. وقال في مقابلة مع قناة سي إن إن "أعتقد أن الجميع يقبلون أن الرئيس الأسد يجب أن يبقي في السلطة لمحاربة الإرهابيين". وأضاف "في سوريا، هدفنا الأول هو محاربة الإرهابيين وإلحاق الهزيمة بهم، وليس لدينا بديل سوي تعزيز السلطة المركزية والحكومة باعتبارهما الدعائم الرئيسية للسلطة". وفي إشارة إلي الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة علي داعش في سوريا، قال روحاني إن هزيمة المتشددين "غير ممكنة من خلال العمليات الجوية وحدها." وقال إن روسيا "مستعدة لمحاربة الإرهاب." وأبدي روحاني لأول مرة استعداد بلاده للقيام بعملية تبادل سجناء مع الولاياتالمتحدة مؤكدا أن إيران ستعمل للإفراج عن ثلاثة أمريكيين من سجونها بينهم صحفي من واشنطن بوست لقاء اطلاق سراح سجناء إيرانيين معتقلين في الولاياتالمتحدة. يأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع أن يشهد لقاء بوتين وأوباما صداما مرتقبا بسبب الخلاف في مواقفهما حول الملف السوري الشائك. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية "لا أتوقع عداء صريحا، لكن هناك موضوعات جدية يتحتم علي الولاياتالمتحدةوروسيا طرحها"، مؤكدا أن أوباما "لن يتردد ثانية في بحث مخاوفنا الفعلية حول موقف روسيا في أوكرانيا وفي مواقع أخري من العالم". وأقر مسئول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية "إننا ما زلنا في بداية محاولاتنا لفهم نوايا روسيا في سوريا والعراق، ورؤية ما إذا كان هناك سبيل لإيجاد مخرج مفيد للأزمة.