أربع ليال من البهجة والمتعة قضيناها بين طاقات شبابية متنوعة فى شتى أنواع الفنون.. تمثيل.. مايم.. شعر.. غناء.. رقص.. تقليد أصوات.. هيب هوب.. وغيرها من فنون الأداء التى أتاحها لنا مهرجان كيميت للشخص الواحد فى دورته الثانية ليستبدل شموع الحزن على فراق ضحايا مسرح بنى سويف بشموع أخرى تضيء الطريق لكل صاحب موهبة حقيقية، خاصة أن المهرجان يقام سنويا فى نفس توقيت هذا الحادث الأليم الذى تمر ذكراه العاشرة هذا العام. المهرجان الذى يطلقه مسرح (أوبرا ملك) برئاسة المخرج أحمد السيد يتبع فلسفة شديدة الإيجابية، وهى أن يعرض كل متسابق موهبته فى عشر دقائق وفى إطار موضوع محدد سلفا من قبل إدارة المهرجان الذى يديره الفنانان الشابان محمد مبروك ومنار زين.. على أن تشاهد لجنة التحكيم العروض مباشرة ودون لجنة مشاهدة مسبقة.. وهى فلسفة أتاحت للجميع الوقوف على المسرح ومواجهة الجمهور والنقاد فإما أن يسلك بعدها طريق الفن أو على الأقل يصبح متذوقا له وناقدا لأى أفكار رجعية هدامة.. ومن إيجابيات هذا الحدث ايضا أن كل القائمين عليه من منظمين ومصورين وإداريين هم شباب جامعى متطوع لخدمة تلك المواهب التى فاجأتنا جميعا لدى متابعة لجنة التحكيم بمشاركة المخرجة والممثلة دعاء طعيمة والمخرج مناضل عنتر مدير فرقة الرقص المسرحى الحديث بالأوبرا وفنان (الاستاند أب كوميدى) وليد أبو المجد. وقد واجهت لجنة التحكيم صعوبات بالغة بسبب تألق العديد من المواهب ومن أعمار سنية متباينة للغاية حتى تم الاستقرار على الأسماء الفائزة والتى تمتع كل منها بحاسة فنية مختلفة تماما عن الآخرين فقد اشادت اللجنة بصاحبة المركز الأول مى جمال بأدائها التمثيلى الصادق والمعبر عن بائعات للورد فى عمر الزهور حتى أنها استحقت الجائزة رغم أنها مازالت فى الصف الأول الثانوى.. ثم أطربت آية عصام آذان الجميع بصوتها الدافئ ومخارج حروفها الدقيقة لتفوز بالمركز الثانى.. ونال المركز الثالث أحمد طوسون صاحب الحضور الطاغى المعبر عن موضوع المهرجان (طاقات الشباب المهدرة).. ولأن هناك مواهب أخرى استحقت جوائز خاصة تشجيعا وحافزا لتنمية مواهبهم فقد نال جوائز التحكيم الثلاث كل من محمد عبدالوارث وعبد الرحمن مكى ورضا ربيع، وجميعهم أصحاب حضور جاذب للمشاهد سواء من خلال التمثيل أو الأداء الشعرى ، وكانت مسك ختام المهرجان الطفلة جنى أحمد التى سحرت الجميع بشقاوتها ورشاقتها وقدرتها على لفت الانتباه رغم سنوات عمرها الحادية عشرة، فقد نالت موجات من التصفيق والهتاف عندما أدت رقصة (هولا هوب) خاصة جدا بها ومناسبة لسنها حتى أنها انتزعت جائزة لجنة الجمهور الوحيدة بلا منازع.