العيد فرحة.. ولم شمل أفراد العائلة حول مائدة واحدة من أهم ما يميز العيد لدينا وخاصة مع الذبح والأضحية فمنذ الوقفة ونحن نتناول اللحوم بكثرة حتى إفطار أيام العيد فيصبح اللحم ومشتقاته الوجبة الأساسية والدسمة على سفرتنا ونتفنن فى طهيه ما بين الشواء والتحمير.. وقد يخاف الكثير من تناولها بكثرة وخصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة كالقلب والسكر والكبد والكلى.. حتى تكتمل فرحتنا بالعيد يجب ألا نحرم مريضنا من تناولها ولكن باعتدال دون أن نشكل ضغطا فالضغط النفسى الناتج عن حرمان المريض من الغذاء أشد خطراً من تناول الطعام الممنوع. لا.. للحرمان يطالب د. إنمار حبيب أستاذ مساعد جراحة مسالك بولية بقصر العينى مرضى الكلى بالكشف وتحليل الدم قبل العيد لمعرفة نسبة حمض البوليك لأنها لو كانت عالية نقلل من أكل اللحوم لا الحرمان منها، فمشكلة مرضى الكلى هى تكون الحصوات التى تسبب لهم آلاماً حادة وشديدة لذا ينصح بالآتى: زيادة كمية تناول المياه والسوائل مع تناول الفوار المناسب لتقليل تركيز حمض البوليك فى البول وبالتالى نقلل احتمالية تكوين حصوات، وتحديد كمية اللحم التى يتناولها ويجب ألا تتجاوز من 150 إلى 200 جرام أى قطعتين لحم حمراء خالية من الدهون فى اليوم ومرتين فى الأسبوع لأن الإسراف فى تناولها يزيد الإصابة بمرض النقرس، مع تجنب أكل الأعضاء الداخلية للذبيحة من الكبد والكلى وخلافه لأنها تحتوى على كمية كبيرة من الكوليسترول بالإضافة لما تحتويه من مركبات نيتروجينية تشكل عبئاً على الكلى لكى تتخلص منها، كما تجنب اللحم المشوى لأنه يساعد على تكوين تلك المركبات أيضاً، وأيضا تجنب تناول بعض الأطعمة التى تساعد على سرعة تكوين الحصوات فى الكلى عند تناولها مع اللحوم كالبقوليات التى تنقسم اثنين مثل البسلة واللوبيا ..إلخ، وكذلك تجنب تناول المكسرات مع اللحوم والشيكولاتة وكذلك شرب الشاى والقهوة لأنها تزيد من تركيز حمض البوليك ونسمح للضرورة بتناول كوب واحد من الشاى أو فنجان من القهوة واحد فى اليوم، ويفضل أكل لحوم البتلو فهى أخف من الكندوز الذى يتسبب فى زيادة حمض البوليك فيؤدى إلى الإصابة بالنقرس. أصدقاء السوء أما دكتور هشام مجدى الدين أستاذ أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء بكلية طب قصر العينى فيرى أن الاعتدال فى الأكل خير وسيلة فى النظام الغذائى لأى مريض وبخاصة الأمراض المزمنة (كالقلب والسكر والكبد والضغط ) من الحرمان التام لأن الحرمان أشد خطراً من تناول الطعام الممنوع ولكن هذا لا يتم إلا بشروط منها: أن تكون بكميات قليلة وبالكمية التى يحددها الطبيب حسب ظروف كل مريض وذلك بناء عن تحليل الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية قبل العيد، وعدم الإفراط فى تناول أكثر من نوع فى نفس الوقت، وممارسة الرياضة أو المشى لمدة ساعة على الأقل بعد تناول تلك الأطعمة التى تحتوى على سعرات حرارية عالية لأنه يساعد على حرق تلك السعرات والدهون مع تنشيط الدورة الدموية وبخاصة مرضى قصور الشريان التاجى أو جلطات القلب أو المخ الذى ننصح بتناول اللحوم بكميات قليلة وأن تكون غير دسمة، وتجنب المخللات مع اللحوم لأنها تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم وبالتالى فهى ممنوعة لمرضى الضغط وتليف الكبد والقلب، وان تكون اللحوم مطهوة جيدا سواء كانت مسلوقة أو مشوية والبعد عن السمن والزبد حيث أنهما يرفعان مستوى الدهون والكوليستيرول فى الدم وإن كنا نفضل اللحم المسلوق، مع تجنب البهارات والتوابل الحارقة لأنها تهيج المعدة وتؤدى إلى زيادة حموضتها، ومن المفيد تناول البقدونس مع اللحم لأنه يقلل امتصاص الدهون كما أنه يزيد من إفراز العصارة الصفراوية مما يساعد فى عملية هضم المواد الدهنية كما أنه ينشط الكبد ومضاد للسموم ويحد من الجلطات حيث يحافظ على توازن الصفائح الدموية، مع الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة التى تساعد على تقوية الجهاز المناعى. وأخيراً الانتظام فى العلاج وعدم الإهمال فيه مع استشارة الطبيب المعالج.