حادث تدافع حجاج بيت الله الحرام الذى وقع أمس الأول فى أثناء رمى الجمرات بمنطقة منى بمكة المكرمة والذى راح ضحيته مئات القتلى والجرحى أدمى قلوب ملايين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، خاصة أنه يأتى بعد أيام قلائل من حادث سقوط رافعة بمشروع توسعة الحرم الذى أودى بحياة نحو 108 بخلاف مئات المصابين . مثل هذه الحوادث التى اختلطت فيها دماء العربى بالأعجمى والأسود بالأبيض ومن شتى الأجناس والأعراق تدفعنا إلى ضرورة البحث عن الوسائل التى يمكن أن نتلافى بها وقوع حوادث أخرى فى المواسم المقبلة، صحيح أن الأمور تجرى بمقادير وأن لكل أجل كتابا، ولكن فى الوقت نفسه فإن الحفاظ على الأرواح والنفس البشرية من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء التى تحثنا على التراحم والرفق بالنساء والضعفاء وكبار السن، خاصة فى هذه الأجواء الإيمانية والروحية العالية. لابد أن هناك عوامل أدت لما حدث، يجب البحث عنها والعمل على تلافيها لعدم تكراره فمن جانبها أكدت الداخلية السعودية أن هناك أسبابا لما حدث, وأنها لن تتردد فى تقصى هذه الأسباب مهما كانت سواء كانت متعلقة بأداء رجال الأمن أو أداء مؤسسات الطوافة أو أى أسباب أخرى، مؤكدة أنه من الأهمية بمكان معالجة هذه الأسباب لسلامة الحجاج وأمنهم وتيسير أدائهم المناسك وفريضة الحج. وهنا لا يمكن إغفال سلوكيات بعض الحجاج وعدم الالتزام بالتعليمات ومواعيد التفويج والمواعيد المحددة لرمى الجمرات التى قد تكون سببا للحادث، الأمر الذى يقودنا إلى أهمية التوعية الغائبة لدى كثير من عامة المسلمين وخاصتهم بأهمية توخى السلوك السليم وعدم إيذاء الغير أو التزاحم والتدافع فى المناسك، فديننا دين يسر وليس عسرا وقد نهى الشرع عن مثل هذه السلوكيات. كما يدفعنا هذا المشهد الحزين إلى أهمية تأكيد التزام الحجيج بفتاوى العلماء للتيسير عليهم فى المناسك خاصة الرخصة التى تبيح رمى الجمرات طوال اليوم من وقت الفجر وحتى فجر اليوم التالى. لمزيد من مقالات رأى الاهرام