وكأنه باختياره لها وعقد قرانه عليها أبرم اتفاقا بملكيتها ، حررعقدا بموجبه يمكن أن يمارس ساديته ويشبع هواه ، ومنح صكا لتصبح بمقتضاه مجرد وسيلة رهينة لشهواته وإشباع رغباته يفعل بها ما يحلو له وكأن موافقة ذويها علي الزواج كانت اقرارا بحقه في استباحة جسدها ودمها وكل ماتملك بل وانهاء حياتها وقتما وكيفما يشاء ، نسي ان الزواج سكن ومودة ورحمة وبقي كل ما يفعله أن يقدم لها المزيد من العنف والالم والعذاب. كل آمالها وأحلامها عن الزواج و فارس الأحلام تبخرت وتلاشت في الهواء مع اليوم الأول الذي وطأت فيه عش الزوجيه، ومع أن أمد الحياة الزوجية بينهما لم يدم سوي 9اشهر فقط ضلت فيها الرحمة طريقها لقلبه وتجرعت فيها كل صنوف العذاب ، لم تشعر يوما بالسعادة ولم تعرف خلالها الا القسوة والقهر ولم تذق طعما غير المر ، معه ودعت كل مفردات حياتها كفتاة قبل أن تتزوجه من لين وألفة ، رغم صغر سنه وتقارب عمريهما كان عنوانا للغلظة والفظاظة ومرت الأيام واحدا تلو الآخر علي أمل ان يتغير ولكن هيهات «ضرب وسب واهانة وتعنيف» ، الغضب والغضب فقط كان المعني الوحيد الذي يعيه ، كانت تري فيه طريقها للموت البطيء آلة العذاب التي لا تكف ابدا عن العقاب لأتفه الأسباب كم تمنت ان تذهب بلا رجعة لتنجو بنفسها من هذا الجحيم لكن العيب والعار أن تصبح مطلقة بعد شهور قليلة كان الحائل في الهروب من هذا المصير المشئوم ، احتوت أحزانها في صدرها بعد أن وجدت الرفض ممن حولها والشر الذي يخرج من عينيه كلما لاحت لها الفكرة ، ظلت تعاني وحدها متكتمة آلامها تتحامل علي نفسها لتخفي ما بداخلها حتي وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن قام بإشعال النيران فيها كانت تخشاه وحاولت أن تبرئ ساحته ربما خوفا من عقاب جديد اذا ماكتبت لها السلامة فادعت أنها من قامت بسكب البنزين علي نفسها قبل أن تعود مرة أخري لتنطق بشهادتها الأخيرة ولنبدأ من النهاية عندما تعالت أصوات صراخ وعويل واستغاثة من داخل منزل سائق توك توك بمركزفاقوس فهرع الأهالي لاستجلاء الأمر ليجدوا المشهد المهيب الزوجه الشابة ذات ال18عاما وهي تنتفض كالدجاجة المذبوحة وقد أمسكت بها النيران من كل جانب سارعوا لنجدتها وإنقاذها وسرعان ما تم نقلها إلي المستشفي مصابة بحروق بمختلف أجزاء الجسم بنسبة 90%وبسؤالها في محضر الشرطة قالت انها قامت بمحاولة الانتحار بعد مشاجرة مع زوجها ورفضه ذهابها لأسرتها الا ان التحريات التي قام بها رئيس مباحث فاقوس ومعاونيه باشراف اللواء عبد اللطيف الحناوي مدير المباحث الجنائية بالشرقية كشفت عدم صحة أقوال الزوجه خاصة مع وجود آثار عنف وإشعال النيران بمختلف أرجاء المنزل حيث تبين أن المجني عليها وزوجها دائمي الشجار والخلاف وأنه دائم الاعتداء عليها بالضرب والسب و لا تكاد تمر فترة بسيطة الا ويعلو صوتاهما وسرعان ما يعلو صراخها حتي أنها اجهضت في حملها الأول وفقدت جنينها بسبب ما تعانيه من ايذاء بدني ونفسي وأنها كانت تجد سلواها في الذهاب لاسرتها مرة اسبوعيا لكن الزوج القاسي لم يكن ليتركها تنعم ببعض الراحة بعيدا عنه غير مبال بما تحتاجه الزوجة من أنس الأهل وقربهم فأبي الا ان يعكر هذا الصفو ويحرمها من هذه اللحظات وعقب عودتها في احدي المرات من منزل أسرتها نشبت مشاجرة بينهما بسبب تأخرها في العودة وانهال عليها بالضرب المبرح وهددها بعدم السماح لها بالذهاب لزيارتهم وحينما اعترضت قام بسكب البنزين عليها واضرام النيران دون ان تتحرك مشاعره أو تتأثر بصراخها وهي تجري هنا وهناك محاولة إطفاء النار التي اشتعلت بجسدها من بعد روحها ومع دخول الجيران ومحاولة إنقاذها توعدها بأنه في حال الابلاغ عنه سيقوم بتكرار المصير نفسه مع أسرتها فلجأت للادعاء بانها هي من حاولت الانتحار لكن مع شعورها باقتراب المنية ومواجهتها بالتحريات اعترفت بحقيقة الحادث وتم القبض علي الزوج المتهم واحالته للنيابة التي تولت التحقيق وقررت حبسه.