كل عام ومصر وأهلها بخير، بمناسبة عيد الأضحي المبارك، والتهنئة واجبة أيضا لنادي الزمالك وجماهيره بعد فوزهم بالثنائية (دوري وكأس) هذا الموسم بعد طول انتظار، ومعها وبها سقطت خرافة أن الزمالك لايفوز في الأعياد! وهي من الخزعبلات الكروية التراثية، ويبقي أن للنجاح شروطاً موضوعية ومعايير علمية وأسبابا منطقية، وهذه غالباً يحالفها التوفيق أيضاً!! كان لقاء قطبي الكرة المصرية الأخير مثيراً، كما كان أيضا حافلا بالدروس الفنية والإدارية، وفاز به في النهاية الفريق الاكثر التزاماً بتعليمات مدربه وخاصة ما يتعلق منها بالتأمين الدفاعي، بينما خسر الاهلي اللقاء قبل أن يبدأ، عندما افتقد الانضباط خارج الملعب لينعكس ذلك خللا فنيا بداخله! عدم ثبات المستوي وتذبذبه بفواصل زمنية ضيقة جدا، لايزال بمثابة آفة خطيرة منتشرة في الفرق المصرية .يبدو ذلك جلياً بمقارنة أداء الزمالك المهتز أمام سموحة في قبل النهائي قبل أن يفوز الابيض بضربات الحظ الترجيحية، مع أدائه الرائع أمام منافس أقوي (الأهلي) في النهائي بعد أيام قلائل، ولذلك لا أحد يمكنه التكهن بنتيجة أي لقاء قريب بين الكبيرين، سواء في السوبر أو الكونفيدرالية! استقرار مجالس إدارة الأهلي علي مدي عقود، مع وجود قيادات ورموز تاريخية ذات خبرة فنية في موقع القيادة، إلي جانب دور مهم ومؤثر للجنة الكرة رجح كفة الفارس الأحمر سنوات طويلة، لكن ذلك العصر انتهي، وتساوت الكفتان إداريا ليبقي الحسم بينهما رهناً بقدرات اللاعبين وكفاءة المدير الفني! المهزلة التي حدثت عند تسليم الكأس والميداليات، لا ينبغي في رأيي أن تمر دون حساب، لكنها للأسف سوف تمر! لأن من يجب أن يحاسب المخطئين هو (ذات نفسه) اتحاد الكرة، المسئول الاول عن هذه المهزلة بحكم مسئوليته الكاملة عن التنظيم والبروتوكول. وأخير فإن غدا يوم آخر.. وعلي الأهلي بجهازه الفني ولاعبيه أن يصالحوا جماهيرهم ويعوضوهم سريعاً عما سببوه لهم من إحباط، عندما يواجهون أورلاندو بايريتس في جنوب افريقيا بعد غد في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة الكونفيدرالية التي يحمل الأهلي لقبها كأول فريق مصري يحقق هذا الإنجاز، ومن بعده الزمالك بطل الدوري والكأس، الذي يواجه النجم الساحلي التونسي في سوسة في الدور نفسه، والبطولة نفسها، وهو مطالب بتأكيد الجدارة.. وثبات المستوي!