عادة ترتبط الأعياد بسلوكيات غير منضبطة، فعلى الرغم من وجود المجازر المعدة لاستقبال الأضاحى والتى توفرها وزارة الزراعة مجانا طبقا للقانون، إلا أن الجزارين يخالفونه بالذبح فى الشوارع وأمام محالهم، غير عابئين بخطورة الأمراض والأوبئة التى تصيب الإنسان بسبب تلوث اللحوم والتى تسبب الإصابة بنحو 300 مرض خطير يهدد حياة الإنسان، كما ان مخلفات الذبح المنتشرة بالشواع والمنازل تنقلها الحشرات والأتربة الطائرة التى تصل لغذاء الإنسان، بالإضافة إلى المظهر غير الحضاري. الدكتور فريد جعفر وكيل وزارة الطب البيطرى يؤكد أن عملية الذبح فى الشوارع تسبب عادة اخطارا كبيرة خاصة مع انخفاض الوعى الصحي، لان معظم الماشية والأغنام بها امراض مشتركة مع الانسان حتى ولو كانت سليمة فى مظهرها، فمن المهم عرض الحيوان على طبيب بيطرى لاكتشاف سلامة الحيوان من امراض الكبد والجهاز الدورى التى تسبب الوفاة للإنسان، كما ان مخلفات الذبيحة بأنواعها تتحول حتى اذا كان الحيوان سليما إلى مصدر للوباء لاجتذابها للحشرات والذباب الذى يتكاثف بالمكان وينقل أمراضا من خلال الأطعمة، إذ أن بعض المضحين يفضلون الذبح فى أماكن معيشتهم بالشارع أو المنزل، لكسب ثواب رؤية الاضحية بعد صلاة العيد أسوة بالرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن ذلك يمكن تنفيذه فى المجزر أو حتى بعد الكشف على الحيوان بمكان صحى بداخل المنزل وهو أضعف الايمان فى الوقت الذى يجب حظر الذبح فى الشوارع لأن ذلك فيه اخطار وعبء كبير على أجهزة النظافة والتطهير والتكلفة التى تتطلب وضع محاليل مطهرة فى مكان الدماء واضافة رمال لها لمنع وصول الحشرات إليها فضلا عن عمليات الغسل وإزالة صور الدماء التى تسبب إزعاجا دائما لبعض الناس. ويضيف الدكتور جعفر: القانون يمنع الذبح بالشوارع، ويصادر الذبيحة لإعدامها إذا كانت غير صالحة، كما يجب عدم التعامل مع جزار غير معروف أو هاو لأن بعضهم لايجيدون الذبح فيتعذب الحيوان وهذا مخالف للإسلام، ودعا إلى استخدام المجازر على مستوى الجمهورية التى تعمل على مدى 24 ساعة خلال أيام العيد الاربعة، حتى نتفادى المناظر المؤذية والبشعة فى الشوارع، فالاضحية قد تجعل الانسان ضحية مرضها، كما دعا إلى عدم غمس اليد فى الدم ثم طبعها على الحائط على سبيل المباهاة أو التبرك، لأن ذلك يساعد على انتشار الامراض دون ان يدري. الفحص فى المجازر وتقول الدكتورة البيطرية شيماء محمد طاهر: يستحيل ان تكون هناك نظافة كاملة بالشوارع لانتشار الدماء واندفاعها من جسد الحيوان فتسبب امراضا مؤكدة، خاصة لاصحاب الامراض المزمنة وممن تقل لديهم المناعة من كبار السن والاطفال، لذلك فان ظاهرة الاصابات المرضية قد تظهر بعد «العيد» نتيجة تأثير الحشرات والذباب وحركة الهواء حاملة للميكروبات الممرضة. ويحذر الدكتور محمود الشربينى أستاذ الرعاية المركزة والحالات الحرجة بجامعة القاهرة من الذبح بالشوارع لأنه يتسبب فى انتشار نحو 300 مرض من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان فى حال إصابة الأخير بالأمراض أو انتشار دمه بالمكان، مثل أمراض السالمونيلا المسببة لانتشار التيفود، بينما فى المجازر يتم فحص أجهزة وجسم الحيوان، من حيث سلامة الرئتين والكبد والطحال للتأكد من الصلاحية فقد تكون هناك أمراض لايكتشفها إلا الطبيب بالمجزر، وفى حالة الإصابة يتم التخلص من هذه الأجزاء المصابة والتى تكتشف احيانا بعد الذبح. التلوث والأمراض ويقول الدكتور حسين زهدى أستاذ الصحة النفسية: ان هناك أخطاء يرتكبها الآباء فى عملية الأضحية حيث يحضرون الحيوان إلى المنزل خاصة الخروف الذى يلعب معه الأطفال ويتعلقون به جدا ثم يفاجأون بيوم العيد بعملية الذبح لهذا الصديق بالنسبة لهم فيصاب الصغار منهم بأزمة نفسية وصدمة والشعور بالذنب أو الخوف فى حياتهم بعد ذلك، وهذا يؤكد ضرورة إفهامهم أن هذه الاضحية شعيرة إسلامية نتقرب بها إلى الله وليست ذنبا أو جريمة، ولكنها سنة عن الرسول الكريم وواجبة فى الحج ومكملة له ويستحسن ألا يحضر الأطفال عملية الذبح.