في إطار تصاعد الأزمة السياسية التي تعصف ببوركينا فاسو، حذر ضابط كبير تابع للقوات الموالية للحكومة المؤقتة أمس سلاح الحرس الرئاسي من شن هجوم ضد معسكراتهم بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة واجادوجو في حالة عدم إلقاء سلاحهم واستسلامهم في غضون ساعات. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الكولونيل سيرج آلان أويدراوجو قوله إن الجيش دخل مساء أمس الأول العاصمة واجادوجو دون أن يواجه اي مقاومة وهو حاليا يتفاوض مع قادة الحرس الرئاسي على شروط استسلامهم بعد الانقلاب الذي نفذوه الأسبوع الماضي. وأكد أويدراوجو على ضرورة التوصل إلى استسلام لواء الحرس الرئاسي دون إطلاق نار وإراقة دماء. ويأتي هذا التطور بعد إعلان جيل تيبو السفير الفرنسي في واجادوجو أن أعضاء الحرس الرئاسي في بوركينا فاسو أفرجوا عن الرئيس الانتقالي ميشال كافندو الذي بات في مقر السفارة الفرنسية. وكتب السفير الفرنسي في حسابه على موقع تويتر : «أؤكد، بموافقة الرئيس كافندو، أنه بخير في مقر سفارة فرنسا». وكان الحرس الرئاسي الذي نفذ الانقلاب قد اعتقل الأربعاء الماضي كافندو أثناء ترؤسه مجلس الوزراء، لكن زعيم الانقلابيين عاد وأعلن إثر وساطة غرب-أفريقية الإفراج عن الرئيس الانتقالي الذي تم وضعه آنذاك تحت الإقامة الجبرية. في الوقت نفسه، أعلن الليفتنانت بوريس نادي مستشار وضابط كبير في الجيش أمس أن الحرس الرئاسي أطلق سراح إسحاق زيدا رئيس الوزراء الذي كان محتجزا منذ الانقلاب الأسبوع الماضي. وقال نادي مساعد زيدا إن رئيس الوزراء أصبح حرا وعاد إلى مقر سكنه الرسمي في العاصمة واجادوجو. من جانبه، صرح الجنرال جيلبرت دينديري قائد الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو في مؤتمر صحفي أمس بأنه لا يزال رئيسا للمجلس الوطنى الديمقراطي الذي قاد انقلاب الأسبوع الماضي ضد الحكومة المؤقتة وفي انتظار نتائج قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ، مضيفا أنه لايماطل لكسب الوقت بينما هو في انتظار المقترحات التى طرحها الوسطاء الإقليميون. وتقدمت الوساطة التي تقودها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بمشروع اتفاق لإنهاء الأزمة الراهنة في بوركينا فاسو بعد أن أجرت منذ أكثر من 48 ساعة مفاوضات طويلة مع أقطاب الحياة السياسية والمدنية في بوركينا فاسو، ولم يتضح حتى الآن أى تفاصيل حول هذا الاتفاق. في غضون ذلك، دعت الولاياتالمتحدة أمس رعاياها إلى مغادرة بوركينا فاسو وأعلنت إجلاء قسم من موظفي سفارتها في واجادوجو وأسرهم، بسبب الأزمة الراهنة التي تشهدها البلاد.