أيام قليلة ويبدأ مارثوان مصر نحو الوصول الى مقعد مجلس الأمن غير الدائم لعامى 2016 و2017 سيكون الرئيس عبد الفتاح السيسى والدبلوماسية المصرية حاضرة فى الأممالمتحدة خلال الساعات القادمة لتوفير استحقاق التأييد والمؤازرة لمعركة المقعد فى مجلس الأمن عبر المشاركة الرفيعة فى اجتماعات الجمعية العادية للأمم المتحدة. أعلم أن نصف الجهد والحركة واللقاءات والاجتماعات المطولة المغلقة فى نيويورك للرئيس سيخصص لتوفير النصاب والتأييد لمعركة مصر فى الأسابيع القادمة عندما يشرع أعضاء المجلس فى امتحان التصويت الذى سيوفر لمصر الأغلبية الساحقة لضمان تذكرة العبور إلى عضوية المجلس بجانب اللاعبين الكبار ليس فقط تأييدا للقضايا والمكاسب السياسية المصرية بل خدمة وتأطيراً ونفعاً للأزمات والحقوق العربية والافريقية والاسلامية بوجود وتمثيل بلد كبير الحجم والثقل والتأثير كمصر فى المجلس. الثابت حتى الآن لدى وزير الخارجية سامح شكرى وفرق الدبلوماسية المصرية قناعة حتى الآن أن المقعد شبه مضمون وأن تحركات واتصالات وتربيطات الأيام الأخيرة ستؤتى ثمارها وان الغالبية من دول مجلس الأمن التى يحق لها التصويت ستوفى بوعودها وستلتزم بكلمة الشرف التى أعطيت للمصريين طيلة الأشهر الماضية. بكل تأكيد علينا الاقرار بان جهدا دبلوماسيا مصريا يبذل ولكن هذا ليس نهاية المطاف وتحركا لا يضمن الوثوق التام فى مواقف الأطراف والدول ولا يمكن الرهان خاصة أن لعبة التصويت قاتلة مميتة تحمل دوما المفاجأت حيث تستطيع الضغوط ودبلوماسية المال الجوال أن تغير القناعات وتحرق الاتفاقات وتنسق التربيطات فى الحال حيث يظل عنصر المفاجأة قائما على مدى الساعة. الأكيد أنه فى معركة الوصول والجلوس على منصة مجلس الأمن علينا أن نتخلى عن النيات الحسنة وألا نثق فى وعود بعض الحاسدين والمتربصين الذين كانوا وفوداً لفتن الفوضى وزرع التوتر والمؤامرات وأصحاب الاجندات الخبيثة والمأجورين الذين كانت أفضل أمانى جهودهم وتحركاتهم أن يلحق هذا البلد مصر بركب التقسيم والتفتيت واشعال حرائق الفتن الطائفية، وأن يلقى بشعبه فى ملاجىء المنافى والشتات وهم كثير إلا أن هناك أطرافا مازالت تصنف ولها مواقف أقرب إلى الحماقات السياسية التى تتركك وحدك تخوض معركة مجلس الأمن بسلام دون منغصات ومناكفات فاردوغان تركيا لم ولن ينسى لك فى مصر معركة الحشد المصرى لأطراف عربية وإقليمية فى فبراير عام 2014 لنسف أحلامه وغاية آماله من ذلك الوقت للحصول لبلده على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن لتنصيب نفسه السلطان العثمانى الأكبر فى اسطنبول ودول الإقليم حيث سقط يومها فى هوة سحيقة وضرب فى تصويت مخادع فاجأه أن الجزاء من جنس العمل وأن محصلة سياساتك السوء وتبنى المؤامرات ضد أصدقائك واعدائك على السوء لن تكتب لك النجاة والتتويج على منصة مجلس الأمن. أعود فأقول بعد نجاح السيسى لاعادة مشروع انقاذ وبناء الدولة المصرية ووضع البلاد على منصة الانطلاق وعودة الدور والمكانة فى الاقليم وبين عديد دول العالم هل سيتركنا اردوغان؟ ومن يضمن لنا بعد ضرب مشروع اردوغان العقائدى لنصرة جماعة الإخوان الإرهابية بالباطل. وافشال القاهرة خطة تتويجه ملكا وسلطانا على دول الإقليم أن حاكم اسطنبول الطاغية سيجعل خطة وتحرك مصر للوصول إلى مجلس الأمن تمر لأن ذلك يصب فى خانة سقوط اردوغان ودولته ويجعل مصر واسطة العقد نجحت فى استعادة دورها المحورى والاقليمى أى كتابة شهادة وفاة لشخص اردوغان ودور تركيا الانتهازى التآمرى فى المنطقة وبواعث القلق أيضا تنسحب على الدور القطرى حيث إن هذا بلد لا يكاد له حضور يذكر وسعى دوما عبر الأب حمد والأبن تميم لضرب مصر الدور والحضور والحضارة وأنفق المليارات منذ قرابة السنوات العشر واكثر بعد ثورة 25 يناير ووفر منصات اعلامية مأجورة لنشر الأكاذيب والافتراءات والفتن واشعال النار فى الدهليز المصرى لاحراق هذا البلد وأهله ثم جاءت ثورة 30 يونيو ورئيس كالسيسى لينسف كل هذه المؤامرات ويتصدى لها ثم تعود وتقف على قدميك فى مصر من جديد وتستأنف دورك وحضورك فى الاقليم لتنافس من جديد على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن دون خسائر وكوارث فهذا معناه هزيمة ساحقة للمخطط القطرى ونسف للنفاق الساقط الذى تبنته منصاتها وحناجرها الإعلامية المأجورة لعدة سنوات لتوفير التدليس والتحيزات المسيئة ضد مصر وبالتالى فأى نجاح مصرى فى هذا الشأن سيثير حفيظة واستفزاز هذين البلدين تركيا وقطر ويكون لسان حالهما دوما غاضبا وخانقا بالمؤامرات والدسائس لأنهما سيعاودان الكرة من الآن لعرقلة أى نجاح أو منع وصول المصرى من اللحظات الأخيرة إلى سدة مجلس الأمن وسيظلان يدوران فى فلك تساؤل قاتل لهم كيف لمصر أن تخرج من حالة الانكفاء الى المبادرة والمبادأة وبالتالى حذار من الداعشية السياسية لقطر وتركيا تجاه مصر فى معركة مجلس الأمن فنحن لسنا دعاة حرب سياسية ودبلوماسية ولكن إذا دعا البلدان لها ضدنا فى مجلس الأمن فيجب أن نكون جاهزين وحاضرين لهما بقوة عملا بالقاعدة التى تقول اذا أردت النصر فاستعد للحرب من الآن خاصة مع دول مارقة مثل تركيا وقطر وإسرائيل. لمزيد من مقالات أشرف العشري