الشعب المصري حزين لما يحدث الآن في الشقيقة سوريا الأخوة السوريون أبناء سوريا يتنافسون منذ أربع سنوات علي هدم مدنهم وقراهم حتي أصبحت بحق أنقاضا وأطلالا!،، وهذه سابقة فريدة لم نسمع عنها من قبل في التاريخ.. وفي الحروب العالمية تعرضت بعض الدول للدمار فعلا ولكن بفعل العدو وليس بيد أبنائها! والأزمة السورية أصبحت معقدة جدا.. ولم تنفع فيها الوساطات الدولية ولا مساعي الأممالمتحدة التي تبذل منذ سنوات ولكن هذه الصورة القاتمة لن تثني الشعب المصري عن أن يحاول إنقاذ الإخوة السوريين المشردين الآن في كل البقاع والذين زاد عددهم علي 4 ملايين سوري معظمهم من الاطفال والنساء وكبار السن. لايريد الشعب المصري أن يقال عنه في التاريخ إنه لم يحاول مساعدة الأشقاء السوريين في هذه النكبة الكبري التي ابتلي بها ولذلك يريد هذا الشعب العريق تشكيل وفد شعبي كبير من ابنائه لمحاولة السعي نحو وقف هذه النكبة التي يعيش فيها الأشقاء السوريون، وذلك بغض النظر عن فشل الوساطات الدولية حتي الآن. سوف يسعي هذا الوفد الشعبي الكبير الذي سوف يسافر إلي سوريا والاجتماع بكل الأطراف أن يكون هدفه الأول قبل أي شئ التوصل إلي هدنة إنسانية يتم فيها وقف اطلاق النار لمدة شهر علي الأقل. ومن الطبيعي أن تكون بداية لقاءات الوفد مع أركان النظام الحاكم وبعد ذلك تكون اللقاءات مع قيادات مختلف الفئات المعارضة الموجودة في سوريا، وإذا كانت هناك قيادات أخري هامة من بينهم غير موجودة في سوريا فان الوفد يوجه إلي هذه القيادات الدعوة لحضورهم إلي القاهرة لاستكمال المفاوضات معهم. والشعب المصري ايضا يأمل كثيرا في استطاعة هذا الوفد الشعبي من ابنائه تحقيق الكثير من الانجازات في هذه الأزمة لأن الإخوة السوريين يثقون كل الثقة في حب وإخلاص الإخوة المصريين لهم بكل تجرد وحياد. الشعب المصري يطلب من وفده الشعبي أن يسعي جاهدا إلي وقف اطلاق النار لمدة شهر علي الأقل وتشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة.. نصف اعضائها من النظام الحاكم والنصف الآخر من المعارضة والاعداد خلال ستة أشهر لاجراء انتخابات برلمانية لمعرفة رأي الشعب السوري في مستقبل بلاده، علي ان تقوم الأممالمتحدة بالاشراف علي هذه الانتخابات البرلمانية لضمان النزاهة والحياد. ومن الطبيعي أن يضم هذا الوفد الشعبي الكبير كل فئات الشعب المصري وأن يكون علي رأسه عدد من الشخصيات العامة المشهود لها بالكفاءة والوطنية ونقيب الصحفيين ونقيب المحامين وباقي النقباء المهنيين ونقيب الفلاحين ومعه عدد من ممثلي الفلاحين ورئيس اتحاد العمال ومعه عدد من ممثلي العمال ومجموعة من السيدات يمثلن المرأة والطفولة وعدد من الفنانين من ذوي الميول السياسية وممثل عن الأزهر وآخر عن الكنيسة وعدد من البرلمانيين السابقين. وليكن معلوما لهذا الوفد الشعبي ألا ييأس من عدم تحقيق كل طموحاته من الجولة الأولي.. الشعب يفوضه بكل حب وإريحية أن يخوض جولات أخري اذا تطلب الامر. فليس هناك مهمة أسمي من مهمة سعي الشعب المصري للمصالحة بين اخوته من ابناء الشعب السوري الشقيق. لمزيد من مقالات فؤاد سعد