طالب الدكتور محمد عبدالستار السيد وزير الأوقاف السوري، برفع مستوي التعاون بين مصر وسوريا في مجال الدعوة الإسلامية، والتصدي للفكر الإرهابي المتطرف، وتجديد الخطاب الديني، لدفع شرور الجماعات الإرهابية، وكشف زيف الأباطيل التي يروجونها باسم الدين الحنيف، وهم يعيثون في الأرض فسادا. وناشد الوزير في تصريحات ل«الأهرام» الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أن يعيد الصلات المقطوعة بين القاهرةودمشق في مجال التنسيق الدعوي والتجديد الفكري، قائلا إنه حاول مرارا التواصل مع شيخ الأزهر ووزير الأوقاف المصري، دون أن يجد استجابة، معربا عن حزنه لعدم دعوة سوريا إلي مؤتمرات وزارة الأوقاف بالقاهرة، كما كان الأمر سابقا. وأضاف أن الأوقاف السورية استطاعت أن تفند كل الحجج الباطلة التي يستخدمها الإرهابيون زورا وبهتانا لتبرير التعصب والوحشية، وذلك من خلال عمل بحثي موسوعي في 4 مجلدات هو «فقه الأزمة»، متمنيا أن يسمع رأي المؤسسة الدينية بمصر، في هذا العمل الفكري غير المسبوق، خاصة أنه تم إرسال نسخة إلي الأزهر الشريف، موضحا أنه يتطرق الي أفكار مثل الجهاد والخلافة والمرأة والمذهبية والتكفير. وحذر وزير الأوقاف السوري، من أن الأمة الإسلامية تخسر وتنزف كثيرا بسبب التباعد بين المؤسستين الدينيتين في مصر وسوريا، مبينا أن المذاهب الإسلامية وتعددها هما أحد بواعث الاختلاف، لكن الأخطر هو تحويلها إلي «مذهبية طائفية»، مرجعا هذا «التحول الخطير» الي عوامل سياسية واجتماعية وليس دينية. ونبه الوزير الي الخطر الناجم عن غياب سيطرة وزارات الأوقاف علي المساجد، وتركها ساحة خصبة لدعاة الفتنة والضلال، وكل واحد منهم يعتبر نفسه «مبلغا عن الله» وفق مفاهيم خاطئة، وهي مفاهيم انتشرت في العالم العربي وفي أوروبا، من خلال جمعيات ممولة من جماعات ودول. وأضاف أن الشعوب جربت وذاقت مرارة هذا التعصب والتطرف، وما أتي به من حق وقتل وذبح وتخريب، وأدركت أن الوقوف مع الوطن «ضرورة» للتصدي للإرهاب بأنواعه، وهي تعي أن هذا يتطلب وقتا وجهدا وفكرا ومالا، معتبرا أنه جري إفراغ عطاء العلماء المسلمين من محتواه، وإشغاله بتفاصيل واهية، أو مسائل خلافية بلا جدوي، من جانب أعداء الدين والأمة، من خلال هذه الموجة المتشددة، التي تقتلع العقائد والأوطان، وذكر بأن بلاده لا تعادي الدين، بل علي العكس. وحول جهود سوريا لمواجهة التطرف، قال عبدالستار إن بلاده قامت بجهد كبير في تفنيد كل دعاوي التكفيريين في مسائل مثل: الخلافة والحاكمية والجهاد والفروق بين المذاهب، ولعل كتاب «فقه الأزمة» يكون درة هذا الجهد، واعتبره نجاحا فكريا غير مسبوق في ميدان تطهير العقول وتجديد الخطاب الديني علي أسس صحيحة، وأبدي تطلعه للتواصل مع المؤسسة الدينية بمصر، لمعرفة رأيها فيه، بوصف الأزهر الشريف هو مرجعية المسلمين في العالم، وبدون تعاون مصر وسوريا، لا نجاة للإسلام أو المسلمين، وحذر من أن المتطرفين فكرهم إخواني إقصائي غيروا المناهج في المناطق الخاضعة لهم. وقال إن السوريين ذرفوا دموعا كثيرة طيلة حكم محمد مرسي، خاصة بعد دعوته «للجهاد» في سوريا، فكل بيت في سوريا به شهيد أو أكثر. ونفي وزير الأوقاف السوري التهم الموجهة للدولة السورية حول توفير بيئة حاضنة للفكر الشيعي الإيراني، قائلا: «اعطني رجلا واحدا تم تحويله من المذهب السني الي الشيعي»، مؤكدا أن إيران تساعد سوريا، مثل روسيا والصين، وأن سوريا بها 4 آلاف معهد ديني لم يتشيع منها معهد واحد، ونحن ندرس فقط ما أقره الأزهر من مذاهب وأفكار إسلامية.