دعت حكومتا بريطانيا وآيرلندا الجنوبية إلى استعادة الهدوء فى ايرلندا الشمالية بعد الازمة السياسية التى تفجرت باستقالة رئيس الوزراء الايرلندى الشمالى بيتر روبنسون، وحثت لندن الوحدويين البروتوستانت والقوميين الكاثوليك على التمسك بحكومة اقتسام السلطة بينهما والتى أنهت عقودا من العنف الطائفى فى ايرلندا الشمالية عقب توقيع اتفاق سلام» الجمعة الطيبة» عام 1998. وقال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أمس إنه يشعر بقلق بالغ بشأن هذه الأحداث التى تنذر بأسوأ أزمة سياسية فى الإقليم منذ اتفاق السلام الذى أنهى عشرات السنين من العنف بين القوميين الأيرلنديين الكاثوليك وخصومهم البروتستانت. وإذا اختارت الحكومة البريطانية تقديم تشريع جديد لتعليق عمل البرلمان فإن حكم أيرلندا الشمالية ربما ينتقل الى لندن قبل ان تجرى الانتخابات. وكان بيتر روبنسون رئيس وزراء ايرلندا الشمالية قد استقال من منصبه فى اعقاب جريمة قتل متهم فيها أحد الاعضاء البارزين فى «الشين فين» بينما القتيل عضو سابق فى الجيش الجمهورى الايرلندي، وكان روبنسون قد طلب من الحكومة البريطانية تعليق عمل البرلمان فى الإقليم احتجاجا على الجريمة بعد أن اطلقت الشرطة سراح المتهم دون توجيه أية اتهامات. وكان الحزب الوحدوى الديمقراطى - وهو أكبر حزب فى الإقليم موال لبريطانيا- الذى ينتمى إليه روبنسون قد قال يوم الأربعاء الماضى إن وزراءه سيستقيلون إذا لم تؤيد لندن دعوته لتأجيل عمل البرلمان أو تعليقه، لكنه فشل فى كسب تأييد أحزاب منافسة لتأجيل جلسات البرلمان.